مطهر تقي -
من رحم حادثة مقتل خاشقجي لمعت دعوة سلام ووقف العدوان والحرب المجنونه على اليمن على لسان وزراء خارجية أمريكا وبريطانيا وهذه لحظة قل حدوثها في زمن المصالح والصراعات الإقليمية والدولية ونتذكر أن آخر بارقة عمل في السلام كانت مبادرة كيري وزير الخارجية الأمريكي الأسبق التي اجهضتها السعودية وهادي قبل عامين »بعد محادثات الكويت ومن قبلها جيني« أي أن الحرب في بلادنا تواصلت لأكثر من عامين من تلك المبادرة ودفع شعبنا ثمنا غاليا من الشهداء والجرحى والدمار فهل ينتزع فرقاء الصراع من القوى السياسية اليمنية اللحظة ويجنحوا للسلام، السلام لبلدهم والسلام لأبناء شعبهم وينقذوا ما بقي من بلدهم بعد أن تشتتوا وتمزقوا كل وراء مصالحة السياسية والمذهبية التي تدور اصلا ضمن مصالح وصراع دول الأقليم على حساب بلدهم وشعبهم..
ولا شك أن جيوب قيادات واتباع تلك القوى السياسية المتصارعة -الا من رحم الله- قد امتلأت بكل انواع العملات وتملكت تلك القيادات العقارات الفخمه في الداخل والخارج وانتفخت بطون رجالاتها واوداج وجوههم بفضل نعمة وجبات الفنادق والمئادب وتمكنوا من تحقيق كل أحلامهم الدنيوية وشعبهم يدفع من دمه انهاراً ووطنهم يفقد سيادته ومقدراته.. فهل حان وقت السلام العادل لهذا الشعب المغلوب على أمره بعد اربع سنوات من القتل والتدمير والحصار والمجاعة التي تصيب الآن وفي هذه اللحظة أكثر من خمسة عشر مليوناً من أبناء شعبكم يا فرقاء الصراع؟!
هل حان الوقت يا قيادات الصراع أن تتنازلوا عن شيء من مصالح وأطماع احزابكم وجماعاتكم لصالح شعبكم وأبناء وطنكم وتتفقوا على السلام خصوصا وانتم تعرفون أنه لا يمكن لأحدكم أن ينتصر عسكريا على خصمه وأن استمرار الحرب يعني مزيدا من القتل لشعبكم والدمار لوطنكم..
اتفقوا يا قيادات القوى السياسية اليمنية على السلام لوطنكم وحافظوا على سيادته وكرامته وارفضوا اي تدخل خارجي يدنس طهارة ارضكم وقولوا لمن يعتبر اليمن حديقة خلفية له يفعل فيها ما يشاء ومن يقول أيضا إنه انتصر وتمكن من جعل صنعاء عاصمة رابعة تسير في فلكه: اليمن ارض حرة وستبقى حرة وذات سيادة وكرامة ولا يسمح شعبها الأبي أن تكون ارضاً للاطماع وملعباً للصراع الإقليمي.
تذكروا أن خلافاتكم بعد مصيبة 2011 وتفاقم احقادكم وتعصباتكم الغبيه التي افقدتكم القدرة على التصالح فيما بينكم في تلك الفتره قد جعلتكم تفقدون السيادة على وطنكم منذ أن وافقتم على المبادرة الخليجية وقدمتم صكاً موقعاً منكم جميعا بالتدخل الخليجي الأمريكي البريطاني في إدارة شئون شعبكم وبلدكم وتسابقتم جميعا الى السفاره السعودية والسفارة الامريكية كل يفتخر امام صحبة وأصدقائه بتلك الزيارات وبذلك الرضا عنكم من سفراء تلك الدول ونسيتم انكم في زمن ليس بالبعيد كنتم نتظرون الى كل زائر لاي سفارة بأنه عميل ومرتزق وخائن!!
هل اذكركم باتفاق السلم والشراكة في تلك الليلة من يوم 21/9/2014 الذي وقعتم عليه جميعا ينظم صفوفكم هادي وبنعمر وانقلبتم على ما وقعتم عليه من اليوم الثاني كل يحاول نقض الاتفاق أو السيطرة عليه وما ترتب على ذلك من مصائب على شعبكم.. وهل اذكركم ايضا بمنتصف ليل يوم 26/3/2015 حين هاجمت بلدكم اكثر من 200 طائرة تدك منازل مواطنيكم ومقدرات بلدكم الذي تفاجأ بها حسب قوله هادي وهو في الغيضة بالمهرة ثم يستقبل في الرياض من قبل بن سلمان ويجره جرا في طائرة والدة سلمان الى المؤتمر العربي في شرم الشيخ الذي أعد في عجالة ليكون رؤساء وفوده شهود زور على العدوان الآثم ويلقي هادي ذلك الخطاب التعيس الذي اتعس شعبه وبلده من خلال مطالبته باستمرار عاصفة الحزم ليشرعن لذلك العدوان وهو الذي تفاجأ به حسب قوله ثم أصبح محللاً له وداعيا له واصبح اليمن منذ ذلك اليوم رهناً للاعتداء والاحتلال!!
ترحموا يا قيادات الصراع السياسي على خاشقجي وانتهزوا اللحظة واتفقوا على سلام يخرج اليمن من مصائب ما حل به بفعل مؤامراتكم على بعضكم البعض ونظرتكم السياسية القاصرة نحو بلدكم وبفعل غبائكم نحو أطماع الدول الإقليمية التي لا ترجو الخير لليمن الآمن والمستقر.
اتفقوا فيما بينكم على سلام لبلدكم يضمن الأمن والسلام والسيادة والكرامة لكل شبر من أرضه ويضمن العزة والعدل والمساواة والشراكة الحقيقية لكل القوى السياسية الخيرة وتعلّموا من أخطاء الماضي وابنوا سلامكم على الثوابت الوطنية التي تجمع كل أبناء اليمن جميعا وثقوا أن التاريخ والأجيال القادمة لن ترحم كل متقاعس أو مقصر نحو وطنه.
| 
لحظة السلام لليمن