مطهر الاشموري - لا أحد ينكر اليوم ان العراق هي التي غزت الكويت عام 1990م ولكن ذلك لم يكن غير ذريعة وشماعة لتحويل تحرير الكويت 1991م الى محطة امريكية.
بعد ذلك بعقد وتحديداً في سبتمبر 2001م فإنه لا أحد ينكر ان القاعده كإرهاب ضربت ابراج منهاتن ولكن بتسهيلات وتعاون فني وأمني امريكي لتجعل اميركا ذلك أرضية لمحطة امريكية ايضاً.
بعد ذلك بعقد وتحديداً في 2011م فلا احد ينكر أن بين من خرجوا للساحات للمظاهرات او ماعرفت بثورات ساخطين او حتى مظلومين من الانظمة، وإذا أمريكا رفعت بشباب العرب! لمسلمين للقتال في افغانستان ضد السوفييت على انه جهاد اسلامي فالمهمة اسهل في مشهد 2011م ومع ذلك فكل مايجري في المنطقة منذ 2011م حتى الآن وسيستمر هو تفعيل لمحطة امريكية ربطاً بذروة تنفيذ مشروع اميركي عالمي في المنطقة (الشرق الاوسط الجديد).
هذا لايعني ان الانظمة لم تخطئ او لا أخطاء لها ولكن هذه الاخطاء استثمرت وتستثمر لصالح امريكا ومشروعها وليس لصالح الشعوب كما قد يزعم اي طرف يكون استفاد من هذه المحطة الامريكية في إطار الصراع على الحكم كما حركات الاخوان ثم الانصار في اليمن.
دعونا نسترجع حقيقتين مهمتين ارتبطتا بهذه التطورات ومنذ تراجع وضعف ما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي :
الاولى: نشر بحوثات ودراسات امريكية قبل انهيار السوفييت هو الاسلام.
الثانية: مناصرة الخميني وتثويرة وثورته من باريس حتى انتصار ما عرفت بالثورة الايرانية.
وهكذا فأمريكا تكون اختارت هي بل واهلها عدوها (الاسلام) حين يصبح الجهاد الذي قادة في افغانستان إرهاباً وإرهابيين وحين تصبح الثورة الايرانية ثم صدام حسين ثم النووي الايراني هو الخطر على الخليج.
فأمريكا اكملت كاستعمال ما بدأته بريطانيا كاستعمار وفرضت قسراً لتصنيف الاسلام الى ثنائية شيعة وسنة وهي بذلك واقعياً ابعدت إسرائيل عن الصراع وخلقت صراعات بديلة متداخلة ومعقدة وبات لذلك ارضية امر واقع قائم ومتراكم فوق القدرة على التغطية عليه سياسياً او اعلامياً.
لاحظوا على سبيل المثال ان إعلامنا الوطني دائماً مايتحدث عن انتصارات وهمية يتعاطى بها العدوان سياسياً وفي اعلامه وهذا صحيح ولا غبار عليه بالتأكيد.
اعلام المقاومه الممانعه المعارض والرافض للمشروع الامريكي والتطبيع مع إسرائيل يتحدث عن انهزام وهزائم اميركا في افغانستان والعراق وسوريا، والحديث عن هزائم وانهزام اميركا هي طريقة غير مباشرة لتقديم انتصارات واهية او وهمية حقيقية لمحور المقاومة ولا ارى حاجة لمثل هذا ويعنينا إعادة بناء العقيدة القتالية والتعبئة والتحشيد بدون حاجه لمثل هذه الوسيلة او الاسلوب في التعاطي.
نحن لم نعد بصدد قوة امريكا فقط التي مازالت القوة الاعظم في العالم ولكن عن متراكم وقدرات وأدوات غير محدودة ونحن في الاساس نعتمد على قوة وإنصاف ملك السموات والارض، لكن علينا في إطار الاسباب ان نركز ونرتكز على مواجهة امريكا التفكير والالعاب السياسية وندرك او نعي ان اسلوب مناطحة الثيران لاحكمة فيه ولا حنكة له في ظل اختلاف القوى وفقدان التوازن عالمياً.
وبالتالي كان يعنينا اثارة ركام ومتراكم من الاسئلة على وعينا وتفكيرنا منذا اعلان امريكا ان الاسلام هو عدوها القادم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي مروراً بجهاد افغانستان وثورة إيران وماتلى ذلك من محطات امريكية.
دعونا من العملاء مع اميركا بكامل وعيهم وإرادتهم لأن الأهم الذين قد يجر فوق مستوى وعيهم لخدمة مشروع او محطة اميركية فالمفترض ليس اعلان صدام حسين بعد فوات الاوان انه اخطأ بغزو الكويت بل المفترض استيعاب هذا بعدم الغزو وتحت اي ظرف.
ارى ان ايران الثورة وحتى الانصار في اليمن يعنيهم اثارة كل الاسئلة والتساؤلات عما هو غريب او مريب او غير عادي للوصول الى اعلى حنكة وحكمة في التعامل مع اميركا ومواجهة تفكيرها وألعابها ومشاريعها لان الكارثة ان نظل نهزم بالسلاح المتوفر لدينا اساساً وهو العقل!
|