الميثاق نت -

الإثنين, 26-نوفمبر-2018
عادل‮ ‬غنيمة -
منذ بداية الشهر وتحديداً عندما صدر تصريح وزير الدفاع الامريكي في مؤتمر المنامة الامني والذي دعا فيه الى وقف الحرب في اليمن خلال شهر فقد شهد الملف اليمني احداثاً متناقضة بين تصاعد حدة المعارك بين اطراف الصراع فقد اعتبرت دول التحالف ان الرسالة الامريكية قد وصلت اليها بتحديد مهلة شهر لاستكمال مخطط احتلال الساحل الغربي لكون امريكا لاتستطيع تحمل تقديم الدعم اللوجيستي والاستخباراتي لدول التحالف في عدوانهم على اليمن ولذلك قامت بالهجوم الكبير على مدينة الحديدة وصعدت من المعارك على بعض الجبهات في الضالع والبيضاء وصعدة الخ، وهو مايوحي بجدية امريكا والدول الغربية للدعوة الى سرعة اغلاق الملف اليمني وبما يحفظ ماء الوجه للسعودية والامارات ويحقق مكاسب للداعمين امريكا وبريطانيا لاسيما بعد ظهور قضية اغتيال خاشقجي والحملة الاعلامية الممنهجة في الاعلام العربي والغربي والتي اظهرت بن سلمان كمجرم حرب في اليمن وطالبت بمنع توريد السلاح وتقديم الدعم اللوجيستي للسعودية ودول التحالف واعتبرت بشاعة جريمة قتل خاشقجي شبية بجرائم اكبر ترتكبها دول التحالف وبن سلمان في اليمن وركزت وسائل الاعلام الغربية على الكارثة الانسانية التي حلت بشعب اليمن افقر شعوب الشرق الاوسط والتي كانت حرب التحالف وسياسة الحصار الاقتصادي واغلاق موانئة اسباباً حقيقية للمجاعة التي تحدث في اليمن وتفتك بطفل يمني كل عشر دقائق وتحذر الامم المتحدة من اكبر حالة مجاعة ستحدث في اليمن وهي من صنع الانسان وليست من صنع الطبيعة او حالة جفاف ولذلك سعت الامم المتحدة عبر مبعوثها الدولي مارتن غريفيث الى تضمين خطته الاممية للسلام الجانب الاقتصادي والانساني والتركيز على معالجة حالة التدهور والانهيار الاقتصادي التي كانت بإجراءات وسياسات مخططة من دول الرباعية..
واذا كانت هذه اسباب الدعوة الامريكية من وزيري الدفاع والخارجية لدول التحالف بالاسراع في وقف اطلاق النار خلال شهر وضرورة الترتيب لعقد جولة تفاوض بين اطراف الصراع واكدوا دعمهم للخطة الاممية للمبعوث الاممي مارتن غريفيث والتي كان من نتائجها تصعيد كبير في الحديدة وزيادة حدة الجوع والحصار على الشعب اليمني بعد اقتراب المعارك من ميناء الحديدة كممر وحيد للمساعدات الانسانية الدولية لـ80٪ من سكان اليمن التي تحت سلطة حكومة الانقاذ في صنعاء، ورغم الفشل السعودي الاما راتي في احتلال الساحل الغربي وميناء الحديدة فإن استمرار الدعوة الدولية لوقف الحرب مع استمرار معارك الحديدة واقترابنا من نهاية المهلة التي حددها وزير الدفاع الامريكي لحلفائه السعودية والامارات دون تحقيق اي انجاز عسكري باحتلال مدينة الحديدة والساحل الغربي فإن دوافع الدعوة لوقف حرب اليمن بدأت تتصاعد من خلال الضغوط الغربية والعالمية والاممية والمنظمات الدولية الانسانية ومن خلال تصاعد قضية خاشقجي التي اظهرت عورات التحالف الامريكي البريطاني /السعودي الداعم لنظام بن سلمان في ارتكاب المزيد من جرائم الحرب في اليمن وهو مالم تستطع امريكا وبريطانيا تحمله ولذلك سعتا وبجدية لاعلان دعمهما الكامل لخطة مارتن غريفيث الاممية بدعوة اطراف الصراع لعقد جولة جديدة في استوكهولم بالسويد وقدمت بريطانيا مشروع قرار داعم للمبعوث الاممي مكون من جزئين الجزء الاول من مشروع القرار اجراءات بناء الثقة من خلال الدعوة الى هدنة لوقف القتال في الحديدة‮ ‬وتسليم‮ ‬الميناء‮ ‬لاشراف‮ ‬دولي‮ ‬وفتح‮ ‬جميع‮ ‬الموانئ‮ ‬امام‮ ‬المساعدات‮ ‬الانسانية‮ ‬وتحييد‮ ‬البنك‮ ‬المركزي‮ ‬وصرف‮ ‬مرتبات‮ ‬العاملين‮ ‬في‮ ‬الدولة‮ ‬بحسب‮ ‬كشوفات2014م
بينما تضمن الجزء الثاني الحل السياسي المتضمن ماتم الاتفاق عليه في مفاوضات الكويت 2من خلال تزامن الحل العسكري والامني مع السياسي وذلك من خلال تشكيل لجنة عسكرية للاشراف على استلام السلاح والانسحاب من المدن وترتيب الاوضاع العسكرية والامنية متزامنة مع تشكيل حكومة‮ ‬وحدة‮ ‬وطنية‮ ‬لفترة‮ ‬انتقالية‮ ‬وتكون‮ ‬الدول‮ ‬العشر‮ ‬ضامنة‮ ‬للاتفاقات‮ ‬والتفاوض‮ ‬على‮ ‬تسوية‮ ‬للنقاط‮ ‬الخلافية‮ (‬الاقاليم‮ ‬والاتفاق‮ ‬على‮ ‬دستور‮)‬حتى‮ ‬يتم‮ ‬اجراء‮ ‬انتخابات‮ ‬برلمانية‮ ‬ورئاسية‮ ‬كحل‮ ‬نهائي‮..‬
ومن المتوقع ان يكون هناك اجماع دولي على مشروع القرار البريطاني كقرار داعم لخطة غريفيث للسلام في اليمن والتي حظيت بموافقة اولية من اطراف الصراع وخضعت السعودية لضغوط امريكية ودولية لقبول الحل السياسي الذي يحفظ ماء وجه النظام السعودي ودول التحالف والذي عبر عنه الملك سلمان في لقائه الاخير مع مجلس الشورى كما يتضح لنا أن المجتمع الدولي اليوم بات اقرب للاجماع على ضرورة وقف حرب اليمن ومنع كارثة المجاعه وانتشار الاوبئة وموت الاطفال والمدنيين جوعاً او قتلاً والتي تعتبر أسوأ كارثة انسانية في تاريخ البشرية
ولذلك فإن فرص السلام ووقف المعارك هي الاقرب للمشهد السياسي اليمني ولكن نجاح خطة غريفيث مرهون بالمفاوضات الشاقة بين اطراف الصراع وضمانات الدعم الاممي والدولي للاتفاقات وسير العملية الانتقالية المقترحة لبناء الدولة الجديدة التي ان ولدت فهي قد جاءت بعد مخاض طويل من الصراعات السياسية والانقسامات المناطقية والطائفية والمذهبية وستمثل نجاحاً للمبعوث الدولي وخطته الاممية لاحلال السلام في اليمن وايجاد تسوية سياسية لنقل اليمن من حالة اللادولة الى مرحلة الدولة ومنعها من ان تتحول الى دولة فاشلة.
واذا كان هذا سيناريو السلام وهو المرجح وفقاً للموشرات الحالية والدعم الاممي من المجتمع الدولي المتمثل في ضغوط الرأي العام العالمي على حكوماته ومطالب دول الغرب والعالم المتحضر بضرورة وقف حرب اليمن لتفادي الكارثة الانسانية التي تحذر منها منسقية الشئون الانسانية ولجنة خبراء حقوق الانسان المكلفة في اليمن ولكن السيناريو الأسوأ باستمرار معركة الساحل الغربي والعدوان على مدينة الحديدة واحتلال مينائها مازال هدفاً تسعى الى تحقيقه دول التحالف وعلى رأسها امريكا والامارات والسعودية واذا لم يتم تحقيق التحالف لهدفه باحتلال مدينة الحديدة ومينائها خلال الشهر المحدد كمهلة لدول التحالف قبل مفاوضات السويد المقترحة اممياً، فإن تمديد المهلة واستمرار الحرب من خلال المراوغة الامريكية والشروط المطروحة من حكومة ماتسمى الشرعية والتي يكون وراءها النظامان السعودي والاماراتي يبقى احتمالاً وارداً ومؤكداً والتصريحات الامريكية الاخيرة من وزير الدفاع الامريكي ماتيس بأن امريكا لاتسيطيع انهاء حرب اليمن دون التنسيق مع السعودية وتصريح متحدث وزارة الخارجية الذي يطالب بتسليم ميناء الحديدة لطرف ثالث محايد دلالة على محاولات افشال مهمة المبعوث الدولي غريفيث بعد تصريحات سابقة متناقضة معها وكان خطاب الرئيس ترامب امام مجلس الكونغرس الاخير بضرورة دعم النظام السعودي لكونه الحليف الاستراتيجي لامريكا ولايمكن السماح بسقوطه معنى ذلك ان امريكا لايمكن ان تتخلى عن النظام السعودي وحماية اسرة آل سعود الحاكمة وفي اعتقادي ان المراوغة الامريكية حول افشال صدور القرار الدولي الذي تتم مناقشته حالياً في اروقة مجلس الامن هو من الاحتمالات الراجحة وان استمرار المعارك في الحديدة والعديد من جبهات القتال في صعدة والضالع والبيضاء هو مايجري على واقع المشهد اليمني وان فرص السلام متأخرة‮ ‬الى‮ ‬حين‮ ‬تنفيذ‮ ‬مخطط‮ ‬النظام‮ ‬الاماراتي‮ ‬والسعودي‮ ‬بإسقاط‮ ‬مدينة‮ ‬الحديدة‮ ‬والسيطرة‮ ‬عليها‮..‬
ونحن بانتظار اصدار القرار الدولي الذي من المتوقع صدوره خلال هذا الاسبوع ومايحمله من اتفاق اممي، مالم فإن فشل اصداره سيؤدي بالضرورة الى تصعيد اكبر على كافة الجبهات وكوارث انسانية لمجاعة قادمة وضحايا بالآلاف من المدنيين اذا ما استمر اصرار التحالف على غزو مدينة‮ ‬الحديدة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:59 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54759.htm