الميثاق نت -

الإثنين, 26-نوفمبر-2018
أحمد‮ ‬الزبيري -
الحديث عن حل سياسي لأي قضية أو مشكلة يعني أن الصراع المسلح أو الحرب قد فشل أو ليس له أفق ووصل الى طريق مسدود وبالتالي لابد من الوصول الى حلول وسط تستوجب من المتصارعين أو المتحاربين تقديم تنازلات متبادلة يستبعد فيها كل ما هو غير منطقي وغير موضوعي في مواقف وأجندة‮ ‬واهداف‮ ‬أطرافها،‮ ‬واصرار‮ ‬أي‮ ‬طرف‮ ‬علي‮ ‬مواقفه‮ ‬يعبر‮ ‬عن‮ ‬اصراره‮ ‬على‮ ‬استمرار‮ ‬الحرب‮.‬
هذا هو حال التحالف السعودي العدواني والأكثر منه عملاؤه ومرتزقته المنضوون تحت يافطة شرعية فنادق الرياض وأبوظبي أو القاهرة واسطنبول وغيرها من عواصم العالم.. طبعاً موقف تحالف العدوان على اليمن وخاصة السعودية والامارات مفهوم أو متفهم فهو لم يحقق أهداف عدوانه حيث لا يهمه أن يبقى اليمن أو يُدمر.. أن يبقى اليمنيون أو يبادوا.. ولا يهمه عودة الفار هادي أو الاصلاح أو المشترك أو أي طرف الى السلطة في اليمن.. لكن ما لا يمكن تفهمه أو فهمه أو استيعابه موقف السياسيين والاعلاميين اليمنيين الذين اثبتوا طوال سنوات العدوان أنهم لا يقبلون بالحل السياسي ويصرون على استمرار الحرب العدوانية على الشعب اليمني وكأن دمار ودماء وموت اليمنيين من الجوع والأوبئة والأمراض الناجمة عن العدوان والحصار لا يعنيهم، حاسمين خيارهم في استمرار الحرب ولو أدت الى القضاء على اليمن واليمنيين إذا لم يتم القضاء على أنصار الله »الحوثيين« وهذا خيار شمشوني عدمي ماداموا بعيدين عن الحرب والحصار والمجاعة.. حتى أن رؤاهم وتنظيراتهم تظهر أنهم لا يريدون أي حل لأن مصلحتهم مع استمرار العدوان المرتبط بعائداتهم المالية.
ما سبق يفضي بناء الى التساؤل حول صدقية حرصهم على مرجعياتهم الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216 خاصة اذا أدركنا أنهم يعرفون أن قبول الشعب اليمني بالمبادرة جاء تحت ضغط تخوفه من أن تذهب احداث 2011م الى الصراع والحرب خاصة بعد أن ظهر جلياً أن الاحتجاجات الشعبية الساعية الى التغيير قد تحولت الى صراع بين اطراف منظومة النظام وضاعفته المواجهات التي شهدتها العاصمة حينها التي انقسمت الى معسكرين وساحتين ومساحتين- شمال صنعاء وجنوب صنعاء- واتخذت الأمور طابع المواجهات المسلحة ودخل الارهاب التكفيري الوهابي على الخط باقتحام المعسكرات لاسيما في المحافظات الجنوبية اضافة الى العمليات الإرهابية والاغتيالات التي شهدتها الكثير من المدن وتأزمت الأمور الى حد الانفجار، فكانت المبادرة الخليجية بهذا المعنى تسوية ما بين الاطراف المتصارعة وظن غالبية‮ ‬اليمنيين‮ ‬أنها‮ ‬حل‮ ‬سيخرجهم‮ ‬من‮ ‬الأوضاع‮ ‬الخطيرة‮ ‬الى‮ ‬بر‮ ‬الأمان‮ ‬والسلام‮ ‬فكانت‮ ‬هي‮ ‬الكارثة‮.‬
وللأمانة لم تكن كل القوى السياسية موافقة عليها.. ولن ندخل في تفاصيل الاستفتاء على الفار هادي، وسنتحدث عن الحوار الوطني الذي شاركت فيه كل القوى السياسية وأداره الأوروبيون والأمريكان وموّلته السعودية وبعض دول الخليج، ما جعل بعض مخرجاته تُوضع أمامها علامات استفهام كبرى، أما الدولة الاتحادية من ستة أقاليم فلم تكن من مخرجات الحوار بل من تخريجات الدول الخليجية والغربية الراعية للحوار وتُرك حلها للفار هادي الذي شكل لجنة لتمرير مشروع التقسيم الناعم لليمن وعلى نحو يؤدي الى صراعات مفتوحة بين اليمنيين وهذا ما بدأت ملامحه تظهر في أكثر من مكان مصحوباً بالعمليات الإرهابية والاغتيالات، وبدأت عملية التقسيم الناعم تأخذ طابع الصراع الخشن وبدا واضحاً الفشل في كل ما أريد تحقيقه في المبادرة الخليجية لهذا جاء العدوان وجاء بعده بفترة القرار 2216 من مجلس الأمن بتدمير اليمن وفرض تحالف‮ ‬العدوان‮ ‬السعودي‮ ‬أجندته‮ ‬بالقوة‮.‬
وهكذا فإن المبادرة الخليجية قد انتهت بشن الحرب العدوانية على اليمن، ومخرجات الحوار الوطني الجيدة لا يراد تطبيقها، والدولة الاتحادية التي يراد منها تقسيم اليمن الى ست دويلات متناحرة يراد فرضها بالقوة المسلحة بقرار مجلس الأمن الدولي 2216، وهنا تأتي الخلاصة وهي أن من يريد حلاً على أساس المرجعيات الثلاث لا يريد حلاً بل استمرار الحرب العدوانية على اليمن حتى بعد أن أصبح واضحاً أن هدفها ليس اعادة ما تُسمى »الشرعية« بل تدمير اليمن وابادة اليمنيين، وعلاوةً على معرفتهم ذلك، لا يريدون تلاقي اليمنيين على حلول لقضاياهم ومشاكلهم بعيداً عن العدوان الخارجي، ولكلٍّ أسبابه من تلك القوى العميلة، والأهم أنها لا تمتلك قرار نفسها، وليس أمامها إلا التحرك وفقاً لأجندة العدوان الذي بات يدرك أن استمرار الحرب ليس في صالحه ولا يحقق أجندته ويبحث عن مخارج أخرى تحقق له بالمشاورات والمفاوضات‮ ‬ما‮ ‬عجز‮ ‬عن‮ ‬تحقيقه‮ ‬بحرب‮ ‬اجرامية‮ ‬وحشية‮ ‬طوال‮ ‬أربع‮ ‬سنوات‮.. ‬أما‮ ‬العملاء‮ ‬والمرتزقة‮ ‬فيريدون‮ ‬استمرار‮ ‬العدوان‮ ‬خوفاً‮ ‬من‮ ‬مستقبلهم‮ ‬السياسي‮ ‬المرعب‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54760.htm