طه العامري - حين ننهمك بهمٍّ وطني كالذي تعيشه بلادنا بما فيه من عقد وتعقيدات متداخلة ومركبة طبيعي، والحال كذلك أن نغفل في خضم هذه التداعيات ان نذكر ظواهر ايجابية قد لا ننتبه لها ونحن منهمكون في الهم الكلي للوطن وخارطته النازفة ..
لفت نظري أحد الزملاء لما يجري في محافظة المهرة ..المهرة هذه المحافظة الجميلة والرائعة والاصيلة التي تحمل لنا عبق التاريخ وأصالة الحاضر كما تحمل مداميك المستقبل لتشكل بحراكها الاصيل ومواقفها الاستثنائية سيمفونية الفعل الوطني الرافض لكل أشكال الوصاية والتبعية والهيمنة متمسكة بأصالة الفعل والموقف وخصوصية المسار والانتماء..
بعد حوار سريع عبر الهاتف مع زميلي حول محافظة المهرة الأرض والانسان ومواقفهم مما يعتمل على الخارطة الوطنية ذهبت انبش في الأوراق والذاكرة مبتدئاً بمواقفها الراهنة فوجدت نفسي أحني هامتي للمهرة الأرض والإنسان والموقف والفعل ..رغم محاولة البعض (شيطنة) المحافظة وأبنائها ومحاولة اظهارهم وكأنهم مجرد مرفأ للتهريب، وأبناؤها رعاة هذا التهريب مع أننا لم نرَ ولم نشاهد أن خلية تهريب مهرية قد تم القبض عليها ..، وإن حدث غالبا لا يكون المهرب من أبناء المهرة ..
ان المهرة ممثلة بأبنائها وسلطتها المحلية ومكاتبها التنفيذية قدمت أروع النماذج الوطنية برفضها التبعية والوصاية والارتهان لقوى الارتزاق، وهذا الموقف الذي سلكه ابناء محافظة المهرة وسلطتهم المحلية يجعل هذه المحافظة محافظة السيادة والكرامة وعاصمة القرار الوطني ومدينة الاستقلال ومنها يجب أن تستمد بقية المحافظات الوطنية قيم وأخلاقيات النضال الوطني ..
هناك محاولات كثيرة ورخيصة لشيطنة المهرة وأبنائها ورموزها، وهي محاولات فاشلة لن تجدي نفعاً فالنصر دائما يصنعه الأحرار وليس العبيد.. وأسوأ العبيد هم عبيد المال ..
|