كتب/رئيس التحرير - عقد الوفد الوطني منذ وصوله العاصمة السويدية العديد من الجلسات سواءً أكانت في اطاره او مع المبعوث الدولي كرست جميعها لمناقشة كل اعمال التهيئة للعملية التشاورية.
وتأتي هذه المشاورات في اطار متغيرات غير عادية على صعيد الاهتمام الدولي بالقضية اليمنية وهو اهتمام جعل من عملية الافتتاح تحظى بحضور دبلوماسي لما يزيد عن 20 سفيراً حرصت بلدانهم على ارسالهم الى استوكهولم ليكونوا على مقربة من المشاورات والاستماع لأطروحات القوى المتحاورة.
تواجد دبلوماسي فاعل يمثل هو الآخر انعكاسا للاهتمام الدولي بالقضية اليمنية سواءً أكان ذلك على صعيد الاطارات الاممية او القارية أو على صعيد الدول الكبرى والاكثر تأثيراً -إيجاباً أو سلباً- للاحداث والتطورات بالعالم.
تفاعل الى حدود جعل من مقر انعقاد المشاورات بمنطقة القلعة يشهد ورشة عمل سياسية واعلامية وحضوراً لفعاليات اخرى مازالت تجعل من المكان الاكثر حضوراً سياسياً واعلاميا لم تشهده العاصمة السويدية منذ عقد -حسب ماصرحت لي مسئولة بالخارجية السويدية.
وفي هذا الزخم غير العادي تتعاظم الآمال والتطلعات بأن تفضي المشاورات الى معالجات جادة تعزز من ثقة المتحاورين وتمكنهم بالتالي من خوض غمار عملية تفاوضية أكثر عمقاً- من المتوقع ان تعقد بالعاصمة الكويتية بعد اسبوعين على الاقل من اختتام مشاورات استوكهولم.
إذاً الاستعدادات كبيرة لخوض العملية التشاورية.. وفي صنعاء يؤكد شركاء العملية السياسية فيها على اهمية ان يلعب الوفد الوطني دوراً تشاورياً فاعلاً ينتصر لمظلومية الشعب ويسهم بفاعلية في التخفيف من معاناة الشعب اليمني الذي ظل يعاني خلال السنوات الاربع الماضية من الحصار المطبق والاعمال العدائية التي قتلت الآلاف من ابنائه وشيوخه ونسائه واطفاله وهدمت آلة العدوان بناه التحتية في افظع صور الحقد والخساسة لعدو تجاوز كثيرا قوانين الحرب واخلاقياته واسسه وقواعده وبات ينتهك كل شيء على الساحة اليمنية وفي ظل صمت عالمي مخزٍ سيسجله التاريخ المعاصر كواحدة من حالات الافلاس واللاأخلاق التي اعترت العلاقات الدولية وجعلها تستسلم للمكاسب على حساب القيم والمثل الاخلاقية..
وحتى اراد الله ان يصحو العالم المؤثر من سباته وتجاهله لما يعتمل باليمن من جرائم بشعة يجب ان تدان بقوة..
ولعل هذا التفاعل الدولي غير المسبوق والذي لم تشهده اي مشاورات او مفاوضات يمنية سابقة يجعل من الفرصة اكثر سانحة لتمكين اليمنيين من بلوغ حلول ومعالجات بعيدة عن تأثيرات غرف الكواليس التي بها يحاول العدوان تحريك المشاورات باتجاه خدمة اهدافه.
المهم الوفد الوطني يواصل بحماس وتفاعل كبيرين إعداد واستكمال جوانبه الاجرائية التي يتطلبها نشاطه خلال الايام القادمة، حيث شكل فرق عمله على النحو التالي:
فريق الاطار العام وهو الفريق الذي سوف يُعنى بعملية الاعداد لمسودة توافقية حول مختلف القضايا التي تندرج في اطار هذا الملف والذي سيشمل قضايا السلطة التنفيذية بشقيها رئاسة الجمهورية والوزراء.. ويشارك في هذا الفريق رئيس الوفد ونائبه بالاضافة الى عدد من اعضاء الوفد: خالد الديني والدكتور ابراهيم حجري وعبدالملك العجري وغالب مطلق، علاوةً على ان الباب سيكون مفتوحا امام اي مشاركة في اثراء نقاشات واداء هذا الفريق الحيوي والذي بإكمال مهمته بنجاح ان شاء الله سيهيئ خارطة عمل للمفاوضات القادمة بدولة الكويت.. كما تم تشكيل فريق الجانب الاقتصادي من الدكتور محمد السياني وعبدالملك الحجري.
اما فريق مطار صنعاء فقد شُكل من يحيى علي نوري وسليم مغلس وحميد عاصم ومشاركة نائب رئيس الوفد جلال الرويشان..
كما شُكل فريق التهدئة من الاخوة حسين الضيف وجمال عامر وسقاف السقاف.. وأخيراً فريق الاسرى من الاخوة عبدالقادر المرتضى وغالب مطلق وعبدالمجيد الحنش..
وسوف تستكمل الفرق مهامها من خلال عدد من اللقاءات مع مساعدي المبعوث الدولي ومن ثم التحرك التشاوري بين الجميع لبلوغ نتائج طيبة تعزز من الثقة.
وتشير مختلف التصريحات هنا في استوكهولم -لدبلوماسيين عرب واجانب وفي اطار الدول الـ16 والتي اصبح عددها اليوم في تزايد- الى اهمية تحقيق نجاح.
كما يعبر الوفد الوطني عن حرصه الكبير على تحقيق هذا النجاح الذي يرتقبه شعبنا بشغف كبير بعد ان تراكمت معاناته الى حدود بالغة الخطورة -حسب تقارير المنظمات الدولية التي باتت تحذر من مخاطر استمرار الوضع باليمن دون معالجات سريعة.
|