الميثاق نت -

الإثنين, 24-ديسمبر-2018
عبدالوهاب‮ ‬الشرفي -
مثلت مشاورات السويد فرصة للنجاح لم تكن متوافرة للمحطات السابقة التي كانت ناقشت بعضاً من المحاور التي تم بحثها في السويد ، فالمحيط بالملف اليمني ككل نتيجة تراكم الكارثة الانسانية والاهتمام العالي للرأي العام بالحرب على اليمن وتبعات ازمة خاشقجي على التحالف السعودي،‮ ‬كلها‮ ‬عوامل‮ ‬باتت‮ ‬تدفع‮ ‬بقوة‮ ‬لامتصاص‮ ‬التراكم‮ ‬الكارثي‮ ‬وتحقيق‮ ‬انفراجة‮ ‬انسانية‮ ‬بقدر‮ ‬ما‮ ‬يمثّل‮ ‬ذلك‮ ‬فرصة‮ ‬للتلاقي‮ ‬على‮ ‬حلول‮ ‬جيدة‮ ‬لعدد‮ ‬من‮ ‬الملفات‮ ‬المنظورة‮ ‬في‮ ‬السويد‮. ‬
جانب القصور الابرز هو انه وبالنظر لطول فترة الحرب على اليمن التي تقارب الاربع سنوات يكون بذل هذا الجهد الطويل من المبعوث الاممي للوصول الى محطة انسانية وغير سياسية على الاقل حتى الآن مسألة ستتسبب في تأخير النظر في الجوانب السياسية اكثر لحين التمكن من الترتيب‮ ‬لمحطة‮ ‬سياسية‮ ‬تالية‮. ‬

للاطراف الاقليمية والدولية تأثير جوهري في الملف اليمني فمع الاسف بمجرد التدخل العسكري للتحالف السعودي في الملف اليمني انزلق الملف اليمني كلية الى مربع الصراع الاقليمي واصبح احد ملفات الحرب الباردة في هذا الصراع الذي -هو بحد ذاته- تمسك بخيوطه القوى الدولية.‮. ‬

والحقيقة ان ابرز التحديات التي ستواجه اليمن ووحدته على خلفية مايجري هو ما ستخلفه هذه الاحداث من اوضاع ديمغرافية وجيوسياسية غير سوية تنطلق من تفعيل كبير للقضايا السياسية والديمغرافية لدرجة عسكرتها خارج اطر العمل السياسي والعمل العسكري القانونية مايجعل اعادة صب المكونات السياسية والمجتمعية في وعاء واحد بعد التوصل لحلول للازمة التي يمر بها البلد عملية صعبة وتحتاج امدا طويلا ، بعد ذلك هناك الكثير من التحديات في الجوانب الاقتصادية والخدمية واضرار الحرب المختلفة..

‮❊❊❊‬
المشكلة هي في ان الارادة الوطنية غير فاعلة في اطار حرب في ملف انزلق من ايدي ابنائه في الطرفين الى ايدي الأجندة الاقليمية والدولية ، والحرب اصبحت قدراً على البلد ليس لابنائه الا مواجهتها وليس في يدهم القدرة على ايقافها ، وجوهر المشكلة هي في ارادة التحالف السعودي‮ ‬وداعميه‮ ‬التي‮ ‬مازالت‮ ‬ترغب‮ ‬في‮ ‬الحرب‮ ‬وتفرضها‮ ‬على‮ ‬اليمنيين‮.. ‬

‮❊❊❊‬
لقد مرت جميع الاطراف السياسية بتجربة خاسرة او لنقل تجربة صعبة ما بين اطراف تحولت الى حامل للمشاريع والاجندة الاقليمية لدول التحالف السعودي واطراف فقدت القدرة على تفعيل موقفها وليس لها الا السير فيما فرض عليها وهذا الامر قد انضج الاطراف اليمنية منذ وقت مبكر‮ ‬للقبول‮ ‬بحل‮ ‬لكن‮ ‬معضلة‮ ‬انزلاق‮ ‬الملف‮ ‬من‮ ‬ايدي‮ ‬الاطراف‮ ‬اليمنية‮ ‬جعل‮ ‬ادوارها‮ ‬ومواقفها‮ ‬السياسية‮ ‬غير‮ ‬ذات‮ ‬اثر‮ ‬مباشر‮ ‬في‮ ‬حل‮ ‬الملف‮ ‬اليمني‮ ‬الذي‮ ‬اساسا‮ ‬هو‮ ‬ملفها‮ ‬لكن‮ ‬بات‮ ‬بأيدي‮ ‬غيرها‮. ‬

‮❊❊❊‬
القصة ليست العجز بالدرجة الاولى فرغم ان كل المكونات بلا استثناء نبذت الاعتماد على التكنوقراط واعتمدت مبدأ الولاء وهذا له اثره في قدرتها على انتاج الحلول والمعالجات الا ان هناك كثيراً من الاطراف عملت على تقديم مبادرات ومعالجات مقترحة، وبالمناسبة بينها مركز الرصد الديمقراطي الذي أترأسه والذي تقدم بالعديد من المبادرات والمقترحات وغيره ايضا ، لكن كل ذلك كان يصطدم بالحاجز الرئيس في الملف اليمني وهو ان الارادة النافذة فيه باتت هي ارادة التحالف السعودي وداعميه الغربيين وليس ارادة ابنائه.

نتائج‮ ‬مشاورات‮ ‬السويد
السويد كمحطة كانت فرصة مثالية ساعدت كثيراً المتشاورين على تحقيق اختراق غير مسبوق في محطات التشاور والتفاوض السابقة ومع انها كلها دون النظر في الجوانب السياسية الا انها تظل تقدمات جيدة لو نظرنا من ناحية امكانية التوصل لحلول.. اتفاق الاسرى والمعتقلين تقدم ايجابي سبق وان تعثر كثيرا اعتبارا من جنيف 2 وحتى الكويت وما بعدها ، وبالنسبة لاتفاق الحديدة كان ايضا جيدا في الانطلاق من فكرة تجنيب المدينة ومدنييها مواصلة الاحتراب على روؤسهم وهذا يحسب بدرجة اولى لوفد صنعا لكن دخول الامم المتحدة بدور واسع على المستوى الموصوف في تفاهمات الحديدة يظل امرا خطيرا على مستقبل البلد وماساً بسيادتها كان من الافضل لو جنب الطرفان البلد ذلك واكتفيا بتفاهمات تعتمد على اطراف محلية ويقف دور الامم المتحدة على الاشراف على تنفيذ الاتفاق وليس المشاركة في الادارة بأي دور بما فيه الاشراف على الادارة‮. ‬

إحلال‮ ‬السلا
لايمكن تحديد زمن لاحلال السلام في اليمن لكن يمكن القول ان الملف اليمني مازال يراوح في ذات عقدته وكما نلاحظ لم يتم التعرض في السويد للجانب السياسي الذي هو اهم متطلبات الحل والذي يمكن من خلاله اخذ مؤشرات زمنية، لكن دعنا نأمل ان تمثل تفاهمات السويد مع ما لنا عليها‮ ‬من‮ ‬تحفُّظ‮ ‬في‮ ‬جانب‮ ‬دور‮ ‬الامم‮ ‬المتحدة‮ ‬بداية‮ ‬لطريق‮ ‬السلام‮.‬

اهتمام‮ ‬مستغرب
اهتمام المجتمع الدولي هو انعكاس لحجم الكارثة الانسانية التي خلفتها الحرب في اليمن وكانت الازمة الخليجية بداية لاظهار حجم الكارثة للعالم وجاءت ازمة خاشقجي ليسلط الضوء بشكل اكبر على خطأ وكارثية قرار الحرب على اليمن ، ويظل اهتمام المجتمع الدولي نوعين الاول اهتمام‮ ‬صادق‮ ‬وجاد‮ ‬وفي‮ ‬طليعته‮ ‬السويد‮ ‬والاتحاد‮ ‬الاوروبي‮ ‬والآخر‮ ‬مراوغ‮ ‬ولاعب‮ ‬باتجاه‮ ‬امتصاص‮ ‬آثار‮ ‬الكارثة‮ ‬الانسانية‮ ‬لصالح‮ ‬استمرار‮ ‬الحرب‮ ‬اي‮ ‬انه‮ ‬اهتمام‮ ‬خادع‮ ‬وفي‮ ‬طليعته‮ ‬الموقف‮ ‬الامريكي‮ ‬والبريطاني‮. ‬

مستقبل‮ ‬المشاورات
اهم مخرجين من السويد هما الاسرى والمعتقلين والحديدة ، والاول تقريبا حقق تقدما كبيرا واستكملت كافة الجوانب الاجرائية فيه وبقي التنفيذ الذي سيكون الصليب الاحمر والامم المتحدة اللاعب الاول فيه وهذا يجعل التفاؤل بالتنفيذ عالياً.. بالنسبة لتفاهمات الحديدة كانت غامضة في اهم تفصيل فيها وهو السلطة اليمنية التي ستستلم القرار في المدينة واعني هنا القرار وليس الادارة وهذا الغموض يمكنه ان ينسف الاتفاق بالكامل لكن المؤشرات تقول ان الامر ليس في هذا المستوى من التشاؤم لاعتبار الذهاب بمخرجات السويد لمجلس الامن وهذا سيساعد في‮ ‬التلاقي‮ ‬على‮ ‬حل‮ ‬لهذا‮ ‬التفصيل‮ ‬والذي‮ ‬اذا‮ ‬حُل‮ ‬يمكن‮ ‬القول‮ ‬بان‮ ‬اتفاق‮ ‬الحديدة‮ ‬سينجح‮ ‬هو‮ ‬الآخر‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54934.htm