الثلاثاء, 01-يناير-2019
استطلاع‮/‬عبدالرحمن‮ ‬الشيباني -
يمثل الاتفاق بشأن مدينة الحديدة اختباراً حقيقياً لحسن النوايا بين الأطراف اليمنية وكذلك للبعثة الأممية التي يقودها الجنرال باتريك كاميرت الذي سيشرف على تنفيذ الاتفاق في المدة المحددة كل ذلك يأتي والخروقات التي يقوم بها العدوان مستمرة بتصعيدها العسكري، ووفق‮ ‬ناطق‮ ‬الجيش‮ ‬اليمني‮ ‬العميد‮ ‬يحيى‮ ‬سريع‮ ‬فإن‮ ‬اجمالي‮ ‬عدد‮ ‬الخروقات‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬تحالف‮ ‬العدوان‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬وصل‮ ‬الى‮ ‬69‮ ‬خرقاً‮.‬
محللون سياسيون ومراقبون علقوا على الأمر بأنه سينعكس سلباً على التفاهمات التي أجريت في السويد ويهدد بانهيار هذا الاتفاق اذا ما استمرت هذه الخروقات.. حول ذلك وأكثر سيجده القارئ العزيز في ثنايا هذه السطور.


تفاهمات‮ ‬غير‮ ‬معلنة
المحلل السياسي طه العامري يقول إن المقدمات تدل في الأخير على النتائج وأن ما جرى في الحديدة بين المبعوث الأممي وفريقه وبين أطراف الصراع المحلي يدل على أن ثمة عوائق كبيرة أمام لجنة المراقبين.. ويضيف: هناك عوائق يصعب تلافيها في ظل تنامي الخطاب الكيدي بين الفرقاء على ضوء التصريحات المتناقضة الصادرة عن ممثلي سلطة صنعاء وسلطة عدن وكلاهما يفسر تفاهمات استوكهولم على طريقته وهذا سلوك لا يبشر بإمكانية نجاح مهمة لجنة المراقبين إلا في حالة واحدة وهي أن هناك تفاهمات غير معلنة وملزمة للطرفين المتصارعين وبالتالي فكل ما يصدر عنهما عبر وسائل الاعلام من تصريحات استفزازية تجاه بعضهما مجرد فرقعات اعلامية ليس الغاية منها إلا تطمين اتباعهم أو الضحك على اللجنة من خلال تطويعها للقبول بالاتفاق عليه سراً وهذا ما أجزم به اتساقاً من رد فعل لجنة المراقبين ورئيسها السيد باتريك الذي لم يصدر عنه حتى الآن ما يثير دهشته من تصريحات الأطراف المحلية الذين عمل على جمعهم في مدينة الحديدة بمعزل عن كل ما يصدر عنهما في وسائل اعلامهما وما يتناقله اتباعهما من تحليلات تبدو مجافية للواقع وهذا يمكن التماسه من هدوء واضح في مواقف لجنة المراقبين ورئيسها وهذا‮ ‬ما‮ ‬يجعلنا‮ ‬نستشرف‮ ‬نجاح‮ ‬امكانية‮ ‬نجاح‮ ‬المهمة‮.‬

تصريحات‮ ‬تحذيرية
يقوم بها السيد باتريك المبنية على تفاهمات فوقية بضمانات اقليمية ودولية وبالتالي ما يثار من تصريحات وتصريحات مضادة مستفزة من قبل أطراف الصراع لبعضهما لا تعد وأن تكون مجرد تصريحات تحذيرية غالبها تطويع لاتباع ما سوف يأتي لاحقاً من اجراءات ميدانية تؤدي في محصلتها الى الخروج بحلول كلية للأزمة تبدأ من مرافئ الحديدة ثم تتسع باتجاه الخارطة الوطنية واعتقد جازماً أن المجتمع الدولي ليس غبياً حتى يرسل لجنة المراقبين بعض النظر عن حجمها ومهمتها دون ان يكون على ثقة بأن هذه اللجنة تمثل نقطة انطلاق نحو اغلاق الملف اليمني عبر‮ ‬تسوية‮ ‬سياسية‮ ‬تم‮ ‬وضع‮ ‬اساسها‮ ‬وسقفها‮ ‬مسبقاً‮.‬
ويضيف العامري بالقول: خاصة على ضوء تداعيات اقليمية أزمتنا مرتبطة بها بشكل وثيق ومنها الوضع السوري الآخذ بالانفراج خليجياً وتحديداً سعودياً وإمارتياً وهذا ما يؤكد أن التفاهمات السعودية الإيرانية تجري برعاية روسية وكل هذه التفاعلات ذات صلة أصيلة بالمشهد اليمني.. شخصياً لا أراهن على وعي اطراف الصراع المحلي بالحاجة الوطنية على ضوء ما قدموا عليه بحق وطنهم منذ محادثات »موفمبيك« وما تلاها من تفاهمات تبخرت وذهبت أطرافها مدى بعيداً في انتهازيتها حدّ الانتحار الذاتي وجلب العدوان وتعميق الشرخ الوطني بطريقة غير مسبوقة في التاريخ.. صراعنا الوطني الموغل في القدم المتمحور حول السلطة والثروة قد لا يكون هذا آخر صراعنا إن لم نعالج مشكلة الدولة والهوية الوطنية وهما العقيدتان اللتان نعاني منهما منذ ألف عام ويزيد.. مما سلف أجدني أراهن على دور المحاور الخارجية في ايقاف معاناة شعبنا‮ ‬وهذه‮ ‬المحاور‮ ‬ربما‮ ‬تكون‮ ‬أكثر‮ ‬رأفة‮ ‬ورحمة‮ ‬بشعبنا‮ ‬من‮ ‬رموز‮ ‬محلية‮ ‬تتناحر‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬السيطرة‮ ‬على‮ ‬الوطن‮ ‬لا‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬الرفاهية‮ ‬للوطن‮ ‬والاستقرار‮.‬

أما الصحفي والمحلل السياسي عبدالرحمن مطهر فيرى أن الاتفاق سوف يرى النور وسيتم ولو كان بحسب وصفه على مضض خصوصاً ما أسماه من جانب وفد الرياض.. معبراً تبادل قوائم للأسرى بين الجانبين مؤشراً جيداً اضافة الى أن المجتمع الدولي كما يقول قد ضاق ذرعاً بسياسة السعودية في اليمن.. ويضيف: الجميع يعلم أن مفاوضات السويد كانت بين وفد صنعاء وبين وفد الأمم المتحدة اساساً وكان هناك اتصالات من قبل الأمم المتحدة بـ محمد سلمان للضغط على هادي بقبول الاتفاق وانجاز التسوية والذي بدوره أي هادي استجاب لضغوطات ولي العهد السعودي وابلغ وفده‮ ‬بما‮ ‬يجب‮ ‬عمله‮.. ‬هناك‮ ‬اشياء‮ ‬لا‮ ‬يعرفها‮ ‬وفد‮ ‬الرياض‮ ‬تدور‮ ‬في‮ ‬الكواليس‮.. ‬وهو‮ ‬اشبه‮ ‬بالأطرش‮ ‬في‮ ‬الزفة‮.‬
ويختتم مطهر حديثه بالقول: إن التقدم في تفاهمات مشاورات السويد لم يكن حباً في الشعب اليمني وإنما ضغوطات دولية هائلة.. اضافة الى أن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وبتلك الطريقة البشعة قد كشف كثيراً ما يدور في السعودية من انتهاكات وكذلك في اليمن من جرائم حرب‮.‬
من جانبه سلطان أحمد قطران - كاتب ومحلل سياسي قال: مما لاشك فيه ان اليمن تمر حاليا بظرف حساس وخطير، فإما ان نكون في عملية السلام او لا نكون، وإما أن يستمر الوضع في فوهات بركان العدوان والحرب..
واذا كانت هناك محاولات إفشال لعملية السلام فيجب على اليمنيين ان يقدموا بعض التنازلات لبعضهم البعض حقنا للدماء والمضي في رفع الحصار على اليمن وتثبيت مراحل عملية مزمنة لإيقاف العدوان، لا لتثبيت استمرار معاناة الشعب اليمني.
وهنا اؤكد انه في حال عدم الالتزام بما تم الاتفاق علية في مشاورات السويد فإن من سيدفع الثمن هو الشعب اليمني الذي كان ومازال يعاني من آثار العدوان السعودي الامريكي البريطاني الصهيوني المساند بدعم دولي منذ 26 مارس 2015 م.
وأضاف قطران: لا نريد ان تكون عملية السلام التي بدأت خيوطها من محافظة الحديدة البداية لاحتلال اليمن تحت إيجاد وخلق ذرائع خروقات لعدم وقف إطلاق النار والتطويل في السير بعملية السلام التي بإمكانها ان تضمن لليمنيين سيادتهم وامن واستقرار وطنهم، وعدم الخروج فيها‮ ‬عن‮ ‬اهمية‮ ‬ان‮ ‬يكون‮ ‬السلام‮ ‬من‮ ‬اجل‮ ‬اليمن‮.. ‬وليس‮ ‬لتسليم‮ ‬اليمن‮ ‬لايادي‮ ‬غزاة‮ ‬جدد‮ ‬تحت‮ ‬اسم‮ " ‬قوات‮ ‬حفظ‮ ‬السلام‮ " ‬التي‮ ‬تكون‮ ‬فية‮ ‬هذه‮ ‬القوات‮ ‬العسكرية‮ ‬المتعددة‮ ‬الجنسيات‮ ‬تتبع‮ ‬الامم‮ ‬المتحدة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 12:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-54968.htm