عبدالملك علي المروني - في العرف الصحافي وبعض المدارس الإعلامية المعروفة يجتهد الصحافيون عند نهاية العام بالكتابة عن ابرز شخصيات العام المنصرم.والمجالات التي انجزوا من خلالها حداثاً كباراً تصب في خانة الإنجازات..
وقد شاركنا في العالم الثالث.. والعالم الرابع والعشرين الأمم المتقدمة بعرض لهذه النماذج.
أظنني ذاهب اليوم لتناول ابرز الأحداث والشخصيات عالميا في مضمار الإنجازات الكبرى...
فعلى الصعيد المحلي يمكن الجزم بأنه لايوجد في الساحة من هو اجدر من المقاتل اليمني في الإنجازات.واعظم منه مقدرة واقتداراً وبسالة باتت موعظة ودهشة العالمين..فاستحق لقب الاول بامتياز... وليسوا الاحياء وحدهم في هذا الشعب العظيم من يحققون السبق ويحصدون الارقام العالمية بل حتى الاموات يفعلون ذلك.. والرئيس الشهيد صالح الصماد على رأس القائمة..فقد رحل شهيدا مكرما عندربه وشعبه ليسجل على ذمة تاريخ العالم السياسي بأجمعه أنه أول رئيس دولة يغادر الدنيا وهولايمتلك حتى منزلا لسكن أولاده...ولوكان الرئيس الصماد رحمه الله يحظى هو وقيادته ورفاقه والقضية التي يعتمرونها موضع ترحيب لدى الغرب وامريكا تحديدا لرسموا له صورة تتجاوز أغلب زعماء العالم.. غير ان الأنظمة التي تمنح توكل كرمان جائزة نوبل لم تعد قادرة على تجاوز هذا السقف وهذه المساحة..
وكنت أتمنى أن اقول شيئا عن حكومة الانقاذ الوطني ولو من باب التشجيع والعنطزة.. لكنني عجزت عن ايجاد مادة انجاز وتقدم حكومي عدا الجانب الأمني فهو الملف الأبرز إنجازا..
وقبل مغادرة الشأن المحلي وددت أن أضيف رقما ثالثا فماوجدت غير حالة واحدة يمكن وصفها بالحالة الثالثة.. وتلك حالات إنجاز وفوز حدثت في داخلي، ولافخر.. وخلاصتها انني أُرسلت منذ فترة الى المستشفى للفحص عن حالة مرضية داهمتني.. لنجد بعد الفحوصات والاشاعات النتيجة التالية..
احتقان وامور نسيتها في المثانة.. التهابات وامور أخرى في المعدة..التهابات حادة في الصدر تنذر بمخاطر قادمة.. ثم ورم في الكبد يجب إزالته جراحيا..
وبالانتقال من المستشفى الى أطباء مستشارين في عياداتهم تبين أن الورم غير خبيث ولله الحمد..غيران الامر الجديد هومرض في القلب وارسلت لعمل الفحوصات والصور التيلفزيونية لتحديد حجم التضخمات في عضلات القلب والأمور الأخرى..
هذه الترسانة المفاجئة من الأمراض جعلتني أحد ابطال او ضحايا العام المنصرم..واستحقت مني الإشارة..
ومن المرض الطبيعي والجسدي الى الامراض السياسية والصرع الاستخباراتي..حيث حصد الصحافي السعودي جمال خاشقجي من الشهرة ماجعله الاكثر متابعة ورصدا وسجل نسبة مشاهدة تفوق بكثير مسلسل (عدنان ولينا)وهومسلسل اطفال حاز على نسبة كبيرة من المشاهدة..
ووجه الشبه بين جمال خاشقجي، وعدنان ولينا يدركه الساسة والمثقفون وحتى العسكر لانه ببساطة مسلسل أبطاله دول وحكومات ومنفذوه ملوك وحكام وضحيته انسان أريد له أن يموت ولكن بقميص عثمان وهو ما جعل الامور صعبة ومعقدة وقضية دولية بمعنى الكلمة.. لدرجة أنها مسحت من ذاكرة العالم اطفال اليمن وهم آلاف يموتون كل يوم بطائرات وصواريخ خادم البيت الأبيض..
واذا كانت لعبة الذكاء المفترضة لدى أطراف الصراع في قضية المرحوم خاشقجي قد جعلت قضيته تستحق التسجيل ضمن ابرز احداث العالم للعام المنصرم فإن الغباء والبلادة صعدت آخرين الى هذا السطح المهم والجدير بذكره. وحققت لأصحابها رقما قياسيا في العالم..وابطال هذا الحدث هم وفد الرياض المفاوض في السويد..فقد طرحوا على المائدة ضمن جملة من المحاور البليدة محوراً جديداً خلاصته السماح للدولة اليمنية بالمشاركة في حكومة التسوية القادمة في اليمن مقابل تخلي القوى الوطنية عن أسلحتها وعتادها القتالي...وهوشرط اكسب اصحابه صفة المرتبة الأولى في قائمة أكثر مخلوقات الله بلادة وغباء..
وقبل الاختتام يمكن التأكيد على حقيقة انجاز آخر يستحق تصعيده الى مرتبة الفائزين الكبار والحصول على لقب متقدم في عالم الانجاز..وهذه المرة قضائى وتقني موضعه النت وبرامج النشاط الماسوني.. فقد تمكن هؤلاء من ضخ المئات من الشباب المهووس والمعتل من أدعياء النبوءة والمهدوية..والوكلاء الحصريين لله تعالى...وهذه كارثة دينية وأخلاقية واجتماعية وإنسانية تتجاوز غيرها من المخاطر بكثير جدا.
|