بقلم د. علي محمد الزنم - قراءة متأنية في المعترك الراهن والظروف التي أحاطت بالمؤتمر الشعبي العام منذ أحداث ديسمبر من العام الماضي ونحن نتحدث بعد مرور عام على استشهاد الزعيم الخالد علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام والأستاذ عارف عوض الزوكا أمين عام المؤتمر في أحداث دراماتيكية حدث ما حدث فيها ونتج عنها تهديد حقيقي لمستقبل المؤتمر الشعبي العام الحزب الأكثر شعبية على مستوى الوطن لكن الأحداث جعلته هدفاً رئيسياً ليس بعد أحداث ديسمبر فحسب بل كان مشاريع الإطاحة به منذ فوضى 2011م ومايسمى بالربيع العربي ومارفعت من شعارات كان وراءها أحزاب عجزت عن تحقيق أي انتصار عن طريق الديمقراطية فاتجهت نحو الفوضى ودعت إلى حل المؤتمر أو اجتثاثه كما حصل لحزب البعث في العراق والحزب الوطني بجمهورية مصر العربية..
كل تلك الدعوات تعالت لكنها تعثرت بفعل صمود المؤتمريين ومازال الوضع في دائرة الخطر حتى أحداث ديسمبر التي وضعت المؤتمر مجددا هدفا لاستئصاله من الحياة السياسية لكن هنا تتجلى مواقف الرجال المخلصين الصادقين ليكون المؤتمر بعد تلك الأحداث على موعد بل ومفترق طرق وخيارات صعبة أحلاها مر وعلقم وأشواك في مسيرة الحزب الذي تعود أن يكون حاكما منذ التأسيس وبتغير الأحوال والظروف صنعت واقعا جديدا كان المؤتمر أمام اختبار صعب تجاوزه برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فشاءة الأقدار بعد تلك الأحداث الجسام أن تلملم القيادة جراح غائرة وأوجاعاً قاتلة وأشلاء مبعثرة ومقرات مهدمة وفي أحد فنادق العاصمة صنعاء كان اللقاء التاريخي بكوكبة من أعضاء اللجنة العامة الذين حملوا على عاتقهم تجاوز الصدمة وفي المقدمة المناضل السبتمبري واحد مؤسسي المؤتمر الشيخ صادق بن أمين أبو رأس وباعتباره نائب رئيس المؤتمر ورغم ظروفه الصحية الحرجة جدا لكنه لم يفرط ولم يتنصل وهو الشهيد الحي الذي خرج من ركام جامع دار الرئاسة هو ورفيق دربه الشهيد علي عبدالله صالح وكبار مسؤولي الدولة في حينه وأراد الله له الحياه لأن دوره مازال مستمراً ولديه مهام مستقبلية كبيرة فتم تنصيبه رئيسا للمؤتمر الشعبي العام أو قائما بالأعمال كما يحلو للبعض المهم تصدر المشهد وحل محل رفيق دربه ليواصل المشوار وإن كان مضنيا وحرجاً الغاية وبدأ مهامه الجسيمة بلملمة شتات المؤتمر الشعبي العام ومعالجة آثار أحداث 2ديسمبر 2017م..
ومابذله من جهود استثنائية ومعه الشيخ يحيي على الراعي الأمين العام المساعد ورئيس هيئة الرقابة الأستاذ نجيب العجي وعدد من القيادات التي صمدت وبقيت على العهد والوعد وواصل الشيخ صادق أبو راس رئيس المؤتمر مساعيه فأخرج أكثر من خمسة الآف من الضباط والجنود الذين شاركوا في أحداث ديسمبر كما تم إطلاق نجلي الزعيم صلاح ومدين وتمت معالجة العديد من القضايا من خلال تواصله مع قيادة أنصار الله الذين تجاوبوا مع مساعي أبو راس وحافظ على المؤتمر من الاندثار والتفكك واستعاد جزءاً من ممتلكاته ووسائله الإعلامية ومازالت الجهود مستمرة ثم اتجه لتفعيل هيئات المؤتمر التنظيمية بما فيها فروع المؤتمر بالمحافظات والجامعات والقطاعان الشبابي والنسوي ولو تفعيلاً جزئياً.
وسعى متغلبا على الإعاقة لمواصلة نشاط المؤتمر وعقد الاجتماعات النوعية والموسعة، وأحدث مواءمة بين قيادات الداخل والخارج بمايكفل من الحفاظ على وحدة التنظيم وإسقاط مؤامرة تفتيت وحدة المؤتمر من خلال مسميات ما انزل الله بها من سلطان .. وتجاوز الكثير من الأحداث خلال العام الأول من رحيل القائد المؤسس، وفي خطوة كانت هي الأبرز والملفتة للجميع أصدر قراراً تنظيمياً قضى بتصعيد الأخوين السفير أحمد علي عبدالله صالح والشيخ عوض عارف الزوكا إلى عضوية اللجنة الدائمة الرئيسية في خطوة تحمل دلالات عميقة ومتجردة من الأنانية وتصب في مصلحة وحدة التنظيم .
كما أن قيادته للمؤتمر مثل نقطة مهمة في استيعاب الوضع الجديد وإقناع السلطة الفعلية في صنعاء بأهمية الحفاظ على المؤتمر كركيزة أساسية للعمل السياسي داخل اليمن وليس من الحكمة السعي لاضعافه او تجاهله.
كما أن مواقفه الوطنية كانت رائعة وفي كل مرة يطالب مجلس الأمن الدولي برفع العقوبات عن السفير أحمد علي..
وفي جانب المفاوضات كان المؤتمر حاضرا وطرفاً رئيسياً مهما حاول البعض التقليل من حجم الحضور ومشاركة قيادات المؤتمر في مفاوضات السويد .
كما أن النشاط السياسي والتواصل وعقد اللقاءات المتكررة مع المبعوث الأممي والوفود التي تزور العاصمة صنعاء استطاع رئيس المؤتمر أن يوصل مواقف المؤتمر من كافة القضايا الوطنية إلى المعنيين في الداخل والخارج رغم كل الصعوبات والظروف المحيطة..
وبالتالي نحن نتحدث عن مرور عام على رئاسة الشيخ صادق أبو رأس للمؤتمر وهي حافلة بالأنشطة والفعاليات المختلفة ، وما يعد إنجازاً كبيراً هو الحفاظ على المؤتمر ومواصلة دوره الوطني والسياسي والتنظيمي ولو بحده الأدنى فما كان يراد للمؤتمر أكبر مما نتوقعه جميعا ..
فتحية إجلال وتقدير لجهود أبو رأس الذي ستظل محل ثناء وامتنان وها هو اليوم يسعى لعقد اجتماع تأريخي سيكون بإذن الله وذلك للجنة الدائمة الرئيسية والذي من خلاله يتم تفعيل العمل التنظيمي على مستوى فروع المؤتمر بالدوائر والمديريات فالمهام مازالت متواصلة .
واخيرا جهود قيادة المؤتمر ممثلة بالشيخ صادق وهو يبعث رسائل رائعة مخاطبا في اللقاء الأخير الأخوة المؤتمريين في المحافظات الجنوبية ويقول لهم انتم منا ونحن منكم ويدعو إلى وحدة التنظيم من صعده حتى المهرة وهو يقارع العدوان ويجدد موقفه في أهمية مواجهته بكل السبل والإمكانات ويدعو إلى السلام والحوار لمن أراد ويفهم جيدا لغة التصالح والتسامح مترجما نهج المؤتمر الشعبي العام كحزب مدني يؤمن بالتعايش والديمقراطية والشراكة الفاعلة بين كافة القوى لإدارة البلد وإخراجه من محنته وإنهاء العدوان وإعادة ترتيب البيت الداخلي لكل اليمنيين على أسس وطنية ويتم إعادة إعمار ما دمرته الحرب الظالمة التي فرضت على وطننا الحبيب .. ذلك هو نهج المؤتمر وقيادته الجديدة التاريخية ممثلة بالشيخ صادق أبو رأس التي تمثل الماضي والحاضر ومن خلاله نرسم ملامح مستقبل الوطن عموما والمؤتمر الشعبي العام على وجه الخصوص.
عضو اللجنة الدائمة
للمؤتمر الشعبي العام
|