يحيى محمد السياغي* - كل كلمات التعبير المشيدة بعظمة الجهود التي يبذلها المؤتمر وعلى رأسه الشيخ صادق بن امين ابوراس رئيس المؤتمر وزملاؤه بالقيادة العليا ومنذ عام على احداث ديسمبر المؤسفة _تظل عاجزة عن اعطاء المشهد المؤتمري الصامد حقه من الوصف والاشادة.
فالمشهد هنا تجاوز باقتدار الاسلوب الشعاري والاعلامي ومثل بكل ابعاد صورته ملحمة صمودية قررت قيادة المؤتمر ومنذ الوهلة الاولى لتحملها المسؤولية الانتصار للوطن وللمؤتمر في ظرف عصيب وافرازات كارثيه خلفتها احداث ديسمبر وكانت تمثل تهديدا فظيعا على الوطن والمؤتمر.
حيث تم لقيادة المؤتمر التعامل مع كل تحدياتها بعقلية متقدة متجردة عن العواطف واضعة في اعتبارها الحفاظ على المؤتمر وإرث زعيمه المؤسس الشهيد علي عبدالله صالح في صدارة اهتماماتها بالرغم من هول المشهد وماينذر به من تصدعات كارثية سواء أكانت داخلية من قبل فعاليات مؤتمرية غير راضية بهذا التوجه او نتاجا لمواقف متشنجة . الامر الذي خلق عثرات وصعوبات امام قيادة المؤتمر وجعل الآمال والتطلعات تظهر في ظل هذه المعطيات هزيلة وغير قادرة على البلورة على الواقع كما خلق ذلك رأياً عاماً يرى ان السير في اتجاه التعامل مع هذه التحديات ضربا من المستحيل ووصف ذلك له بالمغامرة التي من شأنها ان تقضي تماما على المؤتمر وماتبقى له من رموز وقيادات.
ولكون الحكمة والخبرة المتراكمة لدى قيادة المؤتمر وعلى رأسها الشيخ صادق بن امين ابوراس وماعرف عنه من رصيد وطني في العمل الوطني والمؤتمري فقد كانت السلاح الوحيد الذي يملكه المؤتمر في مواجهة عاصفتي العدوان واحداث ديسمبر
فبالصبر والتحمل تمكنت هذه القيادة التاريخية ان تسير بخطوات واثقة نحو تشكيل مشهد جديد للمؤتمر تبلور من يوم لآخر خلال عام مضى حمل في طياته جردة حساب عبر عنها بوضوح شديد رئيس المؤتمر خلال كلمته التاريخية خلال انعقاد اللقاء التشاوري للهيئات المؤتمرية
ولاريب ان ماعبر عنه الشيخ صادق بن امين ابوراس ومااتسم به خطابه من صراحة متناهية قد وضع النقاط على الحروف وهو يقدم الصورة الكاملة للمشهد المؤتمري خلال عام صورة بكل ماتحمله من متاعب ومعاناة وصبر وآلام وتحمل كل منها ما يشير الى ملحمة صمودية اعتمدت العقل والحكمة والتروي وتمكنت بفضل من الله ثم بجهود كل المؤتمريين الصادقين من تحقيق نجاحات عظيمة من نقطة الصفر التي وجدت قيادة المؤتمر نفسها حبيسة في هذا الرقم الذي يؤكد انعدام كافة الامكانات بل وافتقادها لأبسط مقومات ادارة وقيادة عملية تنظيمية وسياسية لتنظيم كبير له امتداده الشعبي على مستوى التراب الوطني
ولكون مرور عام قد عكست كل الجهود التي بذلت خلاله وجود معطيات جديدة وبالذات على صعيد نفسية ومعنوية المؤتمريين فإن ذلك اضحى مؤشرا مهماً يدلل على ان مسيرة المؤتمر ستشهد المزيد من التحولات الايجابية خلال المستقبل الكبير خاصة مع عودة انعقاد دورات التكوينات المؤتمرية القيادية وماسوف يسفر عن ذلك من نتائج طيبة ومثمرة تساعد المؤتمريين على تحقيق المزيد من آمالهم وتطلعاتهم بما يتفق مع حجم ومكانة تنظيمهم في قلوب الجماهير وثقتها الكبيرة به في اخراج البلاد والتنظيم من اتون العدوان والصراعات الدامية..
وخلاصة ان هذه المرحلة التاريخية التي يعيشها المؤتمر ستظل عامل جذب لكل المؤرخين والنقاد السياسيين في الكتابة حولها واستشراف دروس الوطنية والولاء كحالة سياسية ووطنية وحزبية جديرة بالدراسة والتوثيق للاجيال..
ولنجوم هذه المرحلة المتمثلة بقيادة المؤتمر برئاسة الشيخ صادق بن امين ابوراس واخيه المناضل يحيى علي الراعي الامين المساعد والاخت فائقه السيد الامينة المساعدة ونجيب العجي رئيس هيئة الرقابة التنظيمية وكل من وقف الى جانب هذه القيادة وشاطرها صمودها وعنفوان ارادتها الوطنية الحرة.
* عضو الامانة العامة
رئيس دائرة العلاقات الخارجية
|