الميثاق نت -

السبت, 26-يناير-2019
مطهر‮ ‬الاشموري‮ -
قرار‮ ‬الشرعنة‮ ‬للعدوان‮ ‬سارت‮ ‬روسيا‮ ‬والصين‮ ‬في‮ ‬خيار‮ ‬الامتناع‮ ‬عن‮ ‬التصويت‮ ‬عليه‮ ‬وذلك‮ ‬يعني‮ ‬انه‮ ‬تمرير‮ ‬قرار‮ ‬أمريكي‮ ‬غربي‮ ‬بعدم‮ ‬استعمال‮ ‬روسيا‮ ‬او‮ ‬الصين‮ ‬او‮ ‬كليهما‮ ‬حق‮ (‬الفيتو‮) .‬
بالإجماع صوت مجلس الأمن على قرار اعتماد اتفاق السويد كقرار لمجلس الأمن ثم اعقبه القرار الجديد بنشر مراقبين دوليين يفوق سبعين مراقباً في إطار التنفيذ لقرارات مجلس الأمن وعلى رأسها هدنة (الحديدة) .
مجلس‮ ‬الأمن‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يجمع‮ ‬في‮ ‬التصويت‮ ‬على‮ ‬القرار‮ ‬2216‮ ‬عاد‮ ‬الى‮ ‬الاجماع‮ ‬بدون‮ ‬امتناع‮ ‬عن‮ ‬التصويت‮ ‬منذ‮ ‬قرار‮ ‬اعتماد‮ ‬اتفاق‮ ‬السويد‮ ! ‬
واقع اليمن والمشهد اليمني هو الذي يقدم لنا 2216 .. وصواب رؤية من امتناع التصويت عليه باعتباره قرار حرب وقرار شرعنة لعدوان ولأي اسباب او لأي اهداف فالذين امتنعوا هم سمحوا بتمرير القرار على اساس ان يقرأ مدى صوابه او مدى خطئه من معطى ونتائج العدوان او الحرب‮.. ‬والجلي‮ ‬والواضح‮ ‬الآن‮ ‬انه‮ ‬كان‮ ‬القرار‮ ‬الخاطئ‮ ‬او‮ ‬الخطأ‮ ‬في‮ ‬المعايير‮ ‬والقياس‮ ‬وفي‮ ‬الاستنتاج‮ ‬واستقراء‮ ‬النتائج‮ .‬
القراران الاخيران قدمتهما بريطانيا كمشروعين كما مشروع القرار 2216 وروسيا والصين امتنعتا عن التصويت من اجل السلام وعادتا للتصويت والإجماع مع ومن اجل السلام مع ان بريطانيا هي من يقدم المشاريع لكل هذه القرارات .
القرار‮ ‬2216‮ ‬لم‮ ‬تصدر‮ ‬بشأنه‮ ‬خطوات‮ ‬كقرارات‮ ‬او‮ ‬آلية‮ ‬تنفيذ‮ ‬واقعية‮ ‬لأنه‮ ‬قرار‮ ‬شرعنة‮ ‬كعدوان‮ ‬يسمونها‮ ‬حرباً‮ ‬وبالتالي‮ ‬فالعدوان‮ ‬الذي‮ ‬شن‮ ‬قبل‮ ‬القرار‮ ‬هو‮ ‬آلية‮ ‬تنفيذه‮ .‬
ولذلك فمفاوضات او مشاورات جنيف 1 او جنيف 2 ثم الكويت 1 او الكويت 2 كانت للدمج بين الخيار العسكري ومسمى او عنوان (الحل السياسي) كاستسلام وبالتالي فكل اشكال وانواع الحروب مورست وصعدت على الشعب اليمني والحرب الاقتصادية مورست بأقسى وأقصى بشاعة بعد الكويت2 لفرض‮ ‬الاستسلام‮ .‬
الصمود الأسطوري للشعب اليمني واستثنائية المقاتل اليمني وأسطورية وبسالة الجيش واللجان الشعبيه في القتال ومن ثم تصاعد الرأي العام العالمي كشعوب رافضه لهذا العدوان ببشاعة جرائمه وإجرامه هو الذي اجبر مجلس الأمن كواقعية من ناحية وللحفاظ على الحد الأدنى من احترام‮ ‬مجلس‮ ‬الأمن‮ ‬او‮ ‬الشرعية‮ ‬الدولية‮ ‬إلى‮ ‬تجاوز‮ ‬التعامل‮ ‬مع‮ ‬الحالة‮ ‬اليمنية‮ ‬قرابة‮ ‬اربع‮ ‬سنوات‮ ‬ببيانات‮ ‬ومناشدات‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬تعني‮ ‬إلا‮ ‬استمرار‮ ‬الرهان‮ ‬على‮ ‬2216‮ ‬والخيار‮ ‬العسكري‮ .‬
تجاوز‮ ‬البيانات‮ ‬والمناشدات‮ ‬والعودة‮ ‬إلى‮ ‬الإجماع‮ ‬والقرارات‮ ‬هو‮ ‬موقف‮ ‬جديد‮ ‬ومتغير‮ ‬جديد‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬الأطراف‮ ‬ان‮ ‬تعيه‮ ‬فيما‮ ‬يتصل‮ ‬بها‮ ‬ويعنيها‮ ‬فوق‮ ‬ما‮ ‬قد‮ ‬يمارس‮ ‬من‮ ‬تكتيك‮ ‬او‮ ‬انفعالات‮ ‬سياسية‮ ‬إعلامية‮ .‬
أياً‮ ‬كان‮ ‬ماله‮ ‬صلة‮ ‬بالمشروع‮ ‬العالمي‮ ‬او‮ ‬تقاسم‮ ‬المصالح‮ ‬وفوق‮ ‬اوزان‮ ‬قوى‮ ‬عالمية‮ ‬او‮ ‬إقليمية‮ ‬فذلك‮ ‬لايقلل‮ ‬من‮ ‬حقيقته‮ ‬واستحقاقاته‮ ‬كموقف‮ ‬او‮ ‬متغير‮.. ‬
هذا‮ ‬الموقف‮ ‬او‮ ‬المتغير‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬ان‮ ‬يكون‮ ‬كله‮ ‬وبمجمله‮ ‬مجرد‮ ‬تآمر‮ ‬على‮ ‬طرف‮ ‬داخلي‮ ‬او‮ ‬خارجي،‮ ‬مثلما‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬ان‮ ‬يكون‮ ‬كله‮ ‬وبمجمله‮ ‬هو‮ ‬المثالية‮ ‬في‮ ‬الصدق‮ ‬والمصداقية‮ ‬او‮ ‬عدلاً‮ ‬وإنصافاً‮ .‬
لم يعد اي طرف كواقعية تغيير هذا الموقف والمتغير الا باستعداد لتحمل كامل التبعات والمسئولية، وكل طرف حسب وعيه وقدراته الواقعية يحتاج الحكمة والحنكة للتعامل معه والعمل به وتحسين مكاسبه ولكن من خلال التنفيذ بالخطوات او بالجرعات او غير ذلك فمسألة رفض القرار‮ ‬او‮ ‬المتغير‮ ‬او‮ ‬رفض‮ ‬التنفيذ‮ ‬تمثل‮ ‬مستوى‮ ‬مرتفعاً‮ ‬من‮ ‬المخاطر‮ ‬والمخاطرة‮ ‬من‮ ‬اي‮ ‬طرف‮ ‬كان‮ .‬
من بين البين وما في الوسط وفي مسألة الحرب واستمرارها او الحل الشامل وماهيته او هوايته وهويته ستظل حكاية ومسألة جدلية واجتهاد استقراء وتقدير او (خبص) في تأويل و(جغيص) في تحليل، وقد يضحك ناس على نفوسهم ويضحكون عليهم الناس كما قد يضحك ناس على ناس في اصطفاف او‮ ‬أطراف‮ ‬وتطرف‮ ‬المواقف‮ !‬
علينا‮ ‬ان‮ ‬لا‮ ‬نمارس‮ ‬الاتكال‮ ‬ولا‮ ‬نشعر‮ ‬بالكمال‮ ‬او‮ ‬ندعي‮ ‬الكمال‮ ‬والاحتراز‮ ‬يجب‮ ‬ان‮ ‬يظل‮ ‬دائم‮ ‬الحضور‮ ‬ولا‮ ‬يستحضر‮ ‬او‮ ‬يستدعي‮ ‬وبالتالي‮ ‬علينا‮ ‬ويعنينا‮ ‬سياسياً‮ ‬الإقدام‮ ‬ولكن‮ ‬الوعي‮ ‬والمحسوب‮ .‬
يعنينا‮ ‬من‮ ‬طرفنا‮ ‬تجاوز‮ ‬اي‮ ‬عقد‮ ‬وبالمقابل‮ ‬ان‮ ‬نهاب‮ ‬التعيينات‮ ‬وذلك‮ ‬ما‮ ‬تقدمه‮ ‬النقلة‮ ‬من‮ ‬هدنة‮ ‬ما‮ ‬عرفت‮ ‬بهدنة‮ ‬ظهران‮ ‬الجنوب‮ ‬الى‮ ‬هدنة‮ ‬الحديدة‮ .‬
لو ان كل المصطفين مع العدوان بوعي او بدونه يعنيهم ان يعوا وان يفهموا فيكفيهم النقلة من هدنة ظهران الجنوب الى هدنة الحديدة ليعيدوا قراءة او صياغة موقفم من ارضية وطنية حق وحقيقة ولكن هؤلاء فقدوا وعيهم ولم يعد يعنيهم غير ثنائية (المال والصراع) وإن ظل الوطن يعنيهم‮ ‬في‮ ‬شعارات‮ ‬نفاق‮ ‬وزيف‮ ‬وذلك‮ ‬هو‮ ‬حال‮ ‬كل‮ ‬الخونة‮ ‬والعملاء‮ ‬تاريخياً‮ !‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:50 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-55108.htm