توفيق الشرعبي - ما يحصل في المحافظات الجنوبية من عمليات تدمير واغتيالات واعتقالات لأبنائها وضرب بعضهم ببعض من خلال إنشاء ميليشيات تم تدريبها وتسليحها من قبل دولتي الاحتلال الاماراتي والسعودي تدين بالولاء لهم تحت مسميات الأحزمة والنخب التي تنفذ مايراد منها ضد أبناء اليمن في تلك المحافظات دون تفكير أو اعتبارات عدا الاعتبار الأوحد المتمثل في إرادات الآمرين في قوات الاحتلال ،قابل لان يتغير في هذا التوقيت قبل ان يفضي الى مخاوف أكثر وأوحش..
ليس هذا فحسب بل تحولت المحافظات الجنوبية المحتلة إلى مرتع للمجرمين وبيئة حاضنة للإرهابيين ومسرح للفوضى التي يديرها الاماراتيون والسعوديون ومعهم في غرف العمليات خبراء وادوات تنفيذية مستأجرة من الشركات الامنية الامريكية والأوروبية والاسرائيلية حتى اصبحت عملية الاغتيالات والقتل والاختطافات أمراً مألوفاً..ويتداول الناس مايطفو على سطح مستنقع الاحتلال ،وما خُفي فهو أبشع وأوحش.. وما تتناوله تقارير المنظمات الحقوقية الدولية وبعض وسائل الإعلام عما يرتكب بحق اليمنيين في المحافظات المحتلة جزء بسيط مما يجري وسيجري إذا لم يواجه ابناء تلك المحافظات الأوضاع المزرية بمسئولية..
لم يعد الحديث عن أعمال التعذيب والإهانة للكرامة الإنسانية وعمليات الاغتصابات في السجون السرية التابعة للمحتلين الاماراتيين والسعوديين كلاماً متدأولاً بين الناس على شبكات التواصل الاجتماعي ، بل غدا واقعاً موثقاً من جهات رسمية دولية يؤخذ عليها أنها تكتفي بمعرفة مايجري دون أن تحرك تجاه ذلك ساكناً ، وكأنها تمارس دعاية لإرهاب اليمنيين نحو مزيد من الخنوع للقبول بمخططات الاحتلال ،مكررة موقفها -المتخاذل إزاء العدوان على اليمن ومايرتكبه من جرائم حرب ضد شعبه..
وفي هذا السياق لايمكن القول إن غالبية ابناء المحافظات الجنوبية مازالوا ينظرون إلى المحتلين الجدد أنهم "محررون" كما روجت الدعاية السياسية قبل وبعد سقوط هذه المحافظات في براثن السعودية والامارات من بعض من استخدموا المطالب المحقة لفرض انفسهم ممثلين لأبناء تلك المحافظات بينما هم في الحقيقة لم يكونوا أكثر من عملاء..!!
اليوم هناك وعي يتشكل وبدأت مظاهره تتبلور في مقاومة أبناء المهرة -سلمياً حتى الآن - للاحتلال السعودي ومثلهم ابناء شبوة للمحتل الاماراتي ،كما أن هناك رفضاً وإن كان أقل حدة في عدن وحضرموت اتخذ صوراً مختلفة للتعبير عن السخط لما يرتكبه الاحتلال بحق أبناء محافظاتهم..
وبقاء هذه التحركات في إطارها المناطقي المعزول عن بعضه البعض لن يؤدي إلى وقف مطامع وجرائم السعودية والامارات ، ولن يخرج عن نطاق أوراق للاستخدام السياسي سرعان ماتحترق ، وهذا مايؤكده التاريخ القريب الذي ينقل لنا مثل هذه المواقف الرافضة والتي كانت تأخذ شكل الانتفاضات على المستعمر القديم البريطاني..!!
مانريد التأكيد عليه في ظل ما تعيشه المحافظات الجنوبية هو توحيد العمل المقاوم للاحتلال البشع بحيث يأخذ أشكالا تنظيمية تمتد الى كل الاراضي المحتلة،والقيام بالتصدي للمحتلين بالمظاهرات والاضرابات وصولاً الى الكفاح المسلح..فالمحتلون الجدد من الأعراب قد تمادوا كثيراً في انتهاك كرامة اليمنيين وإذلالهم في الوقت الذي- تحت ضغط الفقر والعوز والحاجة التي فرضها العدوان- يزجون بالشباب منهم في محارق مشروع الاحتلال ليموتوا بدلاً عن الجنود السعوديين والاماراتيين كما هو حاصل في جبهات الحدود والساحل الغربي..
خلاصة.. ان وقف العدوان وإنهاء الاحتلال يتطلب اصطفاف ابناء المحافظات الجنوبية وتوحيد جبهتهم مع إخوانهم المدافعين عن سيادة اليمن واستقلاله ،والبدء بالعمل المنظم المدروس الذي يحول وجود الاحتلال الى جحيم ..وعلى منتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية في المحافظات الجنوبية ان يتصدروا طليعة شعبهم في معركة التحرير الثاني.
|