التقاها/ راسل عمر القرشي -
في اطار اللقاءات التي تجريها صحيفة "الميثاق" مع مسئولي العديد من المنظمات والمؤسسات المدنية لمعرفة مهامها ودورها المناط بها في تنفيذ البرامج والانشطة المجتمعية المختلفة والتي تسهم في التخفيف من معاناة المواطنين وتأهيل وتنمية الشباب والمرأة في ظل الظروف الحالية التي فرضها العدوان والحصار .. التقينا في هذا العدد مع الاستاذة رجاء الكحلاني رئيسة منظمة الأمن والسلم الانساني..
الكحلاني اشارت إلى العديد من القضايا التي تتولى منظمتها تنفيذها حرصا منها على الدور الذي يقع عليها والمنظمات المدنية الأخرى للاسهام في خدمة المجتمع ..
الى تفاصيل اللقاء :
* كيف تنظرين الى الوضع العام للمنظمات المدنية حاليا؟
- هناك منظمات لها امتداد سابق وكلُّ منها تعمل من أجل اهدافها فقط من جانب تقديم المساعدات في التدريب والتأهيل وقد تعمل في الميدان لانها مدعومة مسبقا من قبل منظمات خارجية ..
وبالمقابل كانت هناك منظمات وهمية وليس لها اي نشاط في الميدان لا سابقا ولا حاليا برغم انها ايضا مدعومة من قبل منظمات خارجية ولكن اهدافها لاتخدم الانسان وانما لما انشئت له ، اما المنظمات التي انشئت مؤخرا ايضا انشئت من اجل تقديم المساعدات الانسانية وهي تعد بالآلاف ولكن التي توجد لها نشاطات بالميدان قد تعد بالأصابع واغلبها انشئت بهدف ان تكون منظمات مصلحية ربحية لا يهمها الا تنمية ارباحها وجني المزيد من الأموال على حساب المجتمعات المحلية..
رسالة إنسانية
* هل اصبحت المنظمات المدنية تقوم بمهام ومسئوليات الجهات المعنية في الحكومة أم أن العمل بينهما تكاملي؟
- تمثل منظمات المجتمع إحدى الأدوات غير الحكومية المهمة في تنفيذ كل البرامج التنموية والاجتماعية ويعد دورها المجتمعي مكملا للعمل الحكومي ولا يمكن الاستغناء عنه مطلقا..
وقد مثلت هذه المنظمات على تعدد مسمياتها وتخصصاتها دورا مهما في مساعدة الجهات الحكومية في كثير من المهام وخاصة خلال السنوات الأربع الماضية نتيجة العدوان والحصار .. وابرز تلك المهام المشاركة الفاعلة في الاعمال الإغاثية والإيوائية للنازحين من المناطق التي تواجه اعمالاً عسكرية واثرت على جوانب حياتهم الأمنية والغذائية .. اضافة الى تقديم المعونات الغذائية للأسر الفقيرة..
ولم يقتصر دور هذه المنظمات على تقديمها للخدمات الاجتماعية والخيرية فحسب بل اصبح لها دور أكبر واكثر اهمية في نشر وتفعيل ثقافة السلام الاجتماعي.. كون السلام الغاية والهدف في وقتنا الراهن وبما يؤدي إلى نبذ ورفض ثقافة الكراهية والاحقاد التي وجد من يروج لها في إطار مجتمعاتنا المحلية كهدف من اهداف العدوان الغاشم..
تنسيق ضعيف
ورغم كل ما قلته سابقا إلا ان العمل او التنسيق بين الجهات الحكومية والمنظمات المدنية ضعيف جدا .. وقد يكون منعدماً في بعض الحالات ؛ واقصد هنا بعض البرامج التي تقوم بتنفيذها المنظمات المدنية وقد يكون هذا بسبب الهروب من تقديم الدعم المطلوب وخاصة إذا كان ماديا..
وفي اعتقادي ان الكثير من المنظمات الفاعلة والنشطة تنفذ اعمالها انفراديا دون اشراك او التنسيق مع الجهات الحكومية المختصة.
انعدام الرقابة
* هل هناك رقابة من قبل الجهات المختصة على المنظمات وعملها؟
- يبدو ان هناك تقصيراً من قبل الجهات المختصة للقيام بواجباتها القانونية .. حيث ان الكثير من المنظمات المدنية موجودة اسماً وغائبة نشاطاً ونادرا ما نسمع عن نشاط او برامج لها ..
وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن ينبغي عل كل المنظمات والمؤسسات المدنية ان تسهم بفاعلية في التخفيف عن معاناة المواطنين والمشاركة الفاعلة في خدمة المجتمع..
لذلك لم تقم الوزارات والجهات المختصة بتصحيح اوضاع تلك المنظمات وتفعيل دورها لخدمة الوطن، والمواطن وهناك منظمات وهمية القصد منها جمع المال من خلال المبالغ التي يتلقونها من الداعمين وليس لها وجود على ارض الواقع وتعمل من اجل مصالح اشخاص فقط .. وهنا يتوجب على الجهات المعنية اتخاذ الاجراءات القانونية لتفعيل هذه المنظمات أو الغاء التصاريح الممنوحة لها.
جهود ذاتية
* كمسئولة عن منظمة مدنية ما ابرز المهام التي تقوم بها منظمتك وهل هناك عوائق او صعوبات تواجه نشاطاتكم ؟
-ابرز المهام التي تقوم بها منظمة الأمن والسلم الانساني تتمثل بمناصرة قضايا المرأة والطفل، وضد الانتهاكات التي تحدث من خلال تدمير المنازل والتشرد وايضا المطالبة بالامن الغذائي ، والصحي ، والتعليمي وايجاد مساكن لإيواء النازحين وغيرها من الاعمال .
ومن الصعوبات التي تعيق عمل المنظمة عدم توافر مصادر دعم .. وكل ما نقوم به من انشطة بمجهود ذاتي فقط..
نحن نزرع المحبة والسلام
* اليوم أصبح المجتمع المدني يحمل على عاتقه مسئوليات كبيرة ولعل من أهمها نشر وتفعيل ثقافة السلام الاجتماعي.. ألا يعد العمل من أجل تحقيق وسيادة السلام في مقدمة القيم الإنسانية الرفيعة التي ينبغي على منظمات المجتمع المدني نشرها.. وما الدور الذي تقومون به في هذا الاتجاه؟
- منظمة الأمن والسلم الانساني وجدت لخدمة الانسان والحفاظ على البيئة من الاندثار والتلوث وايضا للحفاظ على ثروات البلاد لانها تعتبر ضمن مجالاتنا ونعمل على غرس قيم المحبة ونشر ثقافة السلام بين افراد المجتمع اليمني ونزع العصبية والمناطقية والطائفية ونشر الوعي الاجتماعي .
وشعار منظمتنا: " نحن لسنا دعاة حرب وانما نزرع المحبة والسلام ".
ينقصنا الدعم
* أين هم الشباب والمرأة في إطار اهتماماتكم ؟ وهل لكم برامج للتوعية بالظواهر السلبية التي تنتشر في المجتمع وما تمثله من خطورة لاسيما على الشباب؟
- شاركت المنظمة بالعديد من الندوات وورش العمل المحلية والدولية التي تستهدف حماية الانسان في اليمن وهناك العديد من المشاريع الخاصة بالشباب ولكننا ننتظر الدعم ..، حيث انها سوف تسهم باعادة الشباب اليمني الى العمل وحب الوطن من خلال العديد من ورش العمل والندوات لبناء قدرات الشباب وتغيير سلوكياتهم والعمل على إعادة تأهيلهم مجتمعيا وليسهموا بفاعلية في تنمية مجتمعاتهم المحلية.
الحماية الاجتماعية
* ما اهم البرامج التي ترونها في اطار منظمتكم تمثل اهمية وينبغي العمل من أجلها في هذه المرحلة الصعبة التي يواجه فيها الوطن عدوانا غاشما وحصارا جائراً وما سببه ذلك من كارثة إنسانية حقيقية على اليمنيين؟..
- الحماية الاجتماعية للنازحين واعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع ومشروع التعايش السلمي بين اوساط الشباب اليمني .. هذه من اهم القضايا من وجهة نظري التي يجب ايلاؤها الأهمية ..
| 
رئيسة منظمة الأمن والسلم الإنساني رجاء الكحلاني لـ"الميثاق" :