طه العامري - في فنزويلا لا يسعى الرئيس الأمريكي (العابر) للسيطرة على نفط هذا البلد ذات المخزون الاستراتيجي الأضخم في العالم ..لكن ما يسعى إليه ترامب ابعد من النفط الذي في كل الأحوال يصل إلى بلاده فالنفط أصبح وبقرار عربي منذ منتصف سبعينيات القرن العشرين مجرد سلعة تجارية تخضع لقانون العرض والطلب فمنتج النفط في الأخير يريد بيعه وتسويقه حتى للشيطان الأمر لايهم ..!!
ترامب يسعى إلى ترتيب أو تعبيد الطريق أمام (الكيان الصهيوني) ومنذ وصل للبيت الأبيض وهو يعمل على إزاحة أي عوائق تعترض طريق هذا الكيان وفي أي مكان في العالم وأيا كان شكل هذه العوائق ..!!
ترامب نقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس في إجراء لم يقدم عليه أي رئيس أمريكي قبله مهما كان تطرفه لصالح الكيان الصهيوني لكن ترامب أقدم على هذه الخطوة التي استفزت ملايين العرب بما في ذلك حلفاء واشنطن الذين أصيبوا بخيبة أمل رغم صمتهم الظاهري ..ناهيكم أن الرجل خيب أمل الشعب العربي في فلسطين كما خيب أمل دول العالم وأخرج أمريكا من قائمة الرعاة لأي عملية سلام ليس في المنطقة بل في كل العالم فأمريكا بعهد ترامب لم تعد الراعي الأمين لأي قضية ولم يعد ممكنا الوثوق بها في صناعة السلام والأمن الدوليين ..
ترامب هو أول رئيس أمريكي قطع دعم بلاده لمنظمة الانروا المعنية باللاجئين الفلسطينيين وهو من اتخذ قرار بقطع العلاقة مع السلطة الوطنية الفلسطينية ..لذا ليس غريبا أن يذهب الرجل إلى فنزويلا لأنها كما يقول أصبحت ساحة نفوذ لإيران وحزب الله هي وأمريكا الجنوبية وهنا يكمن دافع ترامب في فنزويلا وكوبا وبوليفيا ثم بقية دول أمريكا اللاتينية التي لا يرتاح الكيان الصهيوني لها والتي لم تطبع علاقتها بالكيان الصيوني ..
ترامب هو من اوعز للكونجرس بتبني مشروع قانون بتهويد الجولان العربية السورية واعتبارها أرضاً يهودية وليس أرض محتلة ..وهو من الغى الاتفاق النووي مع إيران ولصالح الكيان الصهيوني وسط تذمر أوروبي واضح .. وترامب هو من اهان شركاء أمريكا في السلطة الأفغانية بعد أن ذهب لحوار طالبان بعد 17 عاما من حرب أمريكا عليها وهو من قرر الانسحاب من سورية نكاية بحلفائه في المنطقة وأولهم تركيا ..
ترامب هو الرئيس الأمريكي الذي وصل للبيت الأبيض بعقل وقلب وفكر صهيون ويقدم مصلحة الكيان الصهيوني قبل مصلحة أمريكا ..لذا لا نستغرب إذا كشفت تقارير استخبارية عن انهيار العلاقة بين ترامب والأجهزة الاستخبارية الامريكية والمؤسسة العسكرية الأمريكية برمتها على ضوء المواقف التي يتخذها ترامب وهي تطعن الأمن القومي الأمريكي في الصميم لكن ترامب يدرك أنه الرئيس الذي لن تجاوز فترته دورة انتخابية واحدة مدتها أربع سنوات وهي دورة مستحيل أن يتم تجديدها لترامب ولهذا سيعمل الرجل على تأمين الكيان الصهوني _جيوسياسيا وجيوبلوتيكيا _ وسيذهب بعدها ويكون قد قام بما لم يقوَ على القيام به رئيس قبله ..وهذا لا يعني أن الرجل يقوم بما يقوم به عنوة عن مراكز صناعة القرار الأمريكي بل وبموافقتهم وأن اثاروا حول الرجل زوبعة إعلامية وانتقادات وتسريبات عن حالة امتعاض واختلاف مع الرجل فكل هذا تضليل وخداع للحلفاء والعالم على أن يأتي الرئيس القادم بادارة جديدة مهمتها إعادة ترتيب علاقة واشنطن مع المجتمع الدولي والاعتذار لمن تضرروا من سياسة أمريكا في عهده ولكن دون أن يغيروا ما سبق ان تسبب به وما خلفه من كوارث ليبقى العالم يلعن ترمب ويشيد بديمقراطية أمريكا وعظمتها ..!!
إن دورة ترامب وفترة رئاسته خصصتها واشنطن لتحقيق حماية الكيان الصهيوني وعلى مختلف المستويات بما في ذلك تطويع الأنظمة في العالم التي لا تطبع علاقتها مع الكيان الصهيوني ومنها إيران وسورية ودول أفريقيا ودول امريكا اللاينية أبرزها فنزويلا وكوبا وبوليفيا التي ترتبط بعلاقه متميزة مع ايران وحزب الله وفصائل المقاومة العربية الفلسطينية وتقف ضد الكيان الصهيوني وغطرسته وجرائمه الوحشية بحق الشعب العربي في فلسطين وسورية ولبنان ..لكل ما سلف يسعى ترامب لإسقاط نظام الرئيس نيكولاس مادورو في فنزويلا وسيتبعه بإسقاط نظامي كوبا وبوليفيا إن نجح في فنزويلا وهذا المستحيل قطعا ولكنه سيحاول بالتأكيد ..!!
|