الميثاق نت -

الإثنين, 18-فبراير-2019
طه‮ ‬العامري‮ -
قد يكون العنوان أعلاه غريبا وربما مثيرا وصادما عند البعض لكن وفق المعطيات المادية الماثلة والملموسة من خلال دور ومواقف وسلوك جماعة (الإخوان المسلمين) فإن المقاربة تصبح ممكنة ليس وفق (نظرية المؤامرة) الموجودة فعلا والتي نخوض تداعياتها _ اليوم _ وهي من تنسج أحداثنا وتتحكم بمساراتنا ونحن عربا ومسلمين .. جماعات وأفراداً .. دولاً وحركات.. أحزاباً ومنظمات نعيش ونخوض معاركنا الفردية والجماعية وحروبنا وصراعاتنا والتي تمثل انعكاسا مجسدا لنظرية المؤامرة وحقيقة سيطرتها علينا وعلى أحداثنا وبالتالي فإن الدور الذي تلعبه جماعة (الإخوان المسلمين) في المنطقة والعالم لا يمكن عزله عن الغاية التي تسعى إليها _ واشنطن _ لندن وحليفهما المدلل في الوطن العربي والعالم _ الكيان الصهيوني _ ويمكن استنتاج حقيقة الدور القذر والمشبوه لجماعة الإخوان المسلمين من خلال قراءة متأنية لتصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والتي أدلى بها صباح الثلاثاء الماضي في موسكو التي ترعى لقاء فلسطينيا شمل جميع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بما فيها حركتا (حماس والجهاد) اللتان رفضتا التوقيع على وثيقة البيان الختامي للقاء موسكو الذي هدف إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية _ الفلسطينية وتوحيد الجهود الفلسطينية حتى يتمكن الشعب العربي في فلسطين من مواجهة استحقاق المرحلة ومواجهة غطرسة واشنطن _ لندن وإسقاط ما أطلق عليه بـ(صفقة القرن ) ..إذ وبعد رفض حركتي ( حماس والجهاد ) مبدأ المصالحة من خلال رفضهما التوقيع على البيان الختامي قال وزير الخارجية الروسي (إن صفقة القرن هي بمثابة كارثة وأن واشنطن ومن خلال هذه الصفقة ستدمر كل شيء في المنطقة وكل ما تم إنجازه لصالح القضية الفلسطينية) وما يتصل بالوضع الفلسطيني ..
هذا الربط الروسي بين رفض ( الحركتين ) التوقيع على البيان الختامي و( صفقة القرن ) وما تسعى إليه واشنطن يعيدنا لما أطلق عليه بـ( الربيع العربي ) والدور الذي لعبته ( جماعة الإخوان ) وتواصل القيام به حتى اللحظة ومستمرة في تبني منهجها التدميري الذي شكل فرصة مناسبة‮ ‬للإعلان‮ ‬عن‮ ( ‬صفقة‮ ‬القرن‮ ) ‬والبدء‮ ‬في‮ ‬إجراء‮ ‬تطبيقها‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬واشنطن‮ ‬التي‮ ‬استغلت‮ ‬الأوضاع‮ ‬الكارثية‮ ‬للأمة‮ ‬وهي‮ ‬الأوضاع‮ ‬التي‮ ‬أوجدتها‮ ( ‬جماعة‮ ‬الإخوان‮ ) ‬أو‮ ‬ساهمت‮ ‬بإيجادها‮ ‬بنسبة‮ ‬80٪‮ ‬على‮ ‬الأقل‮ ..!!‬
إذ أن ( الإخوان ) الذين تسلموا السلطة في كبرى الدول العربية _ مصر _ تسلموها بموجب صفقة مع واشنطن والتي كشفت تفاصيلها لاحقا وهي الصفقة التي أدت إلى تحرك الجيش في مصر وإسقاط حكم الإخوان وإن اتخذ الجيش المصري له ستار ومبرر وهو خروج الشعب للشارع فيما أطلق عليه بثورة 25 يناير والحقيقة هي أن الجيش المصري هو من دفع وحرض الشعب للخروج بعد أن تأكد من حقيقة الصفقات المبرمة بين الإخوان وواشنطن اعترفت بموجبه الجماعة باتفاقية (كمب ديفيد) بين مصر والكيان الصهيوني وموافقة الجماعة على التنازل بما نسبته 70٪ من أراضي سيناء المصرية‮ ‬لتكون‮ ‬إلى‮ ‬جانب‮ ‬غزة‮ ‬دولة‮ ‬فلسطينية‮ ‬منزوعة‮ ‬السلاح‮ ..‬؟‮!!‬
إضافة‮ ‬إلى‮ ‬التزام‮ ‬الجماعة‮ ‬بتجنيس‮ ‬الفلسطينيين‮ ‬المقيمين‮ ‬في‮ ‬مصر‮ ‬والحاقهم‮ ‬بالجنسية‮ ‬المصرية‮ ‬وقد‮ ‬تعهدت‮ ‬واشنطن‮ ‬وقطر‮ ‬بتمويل‮ ‬تكاليف‮ ‬هذه‮ ‬الصفقة‮ ‬ودعمها‮ ‬سياسيا‮ ‬واقتصاديا‮ ‬خلال‮ ‬العقود‮ ‬القادمة‮ ..‬
هذه‮ ‬الاتفاقيات‮ ‬أبرمتها‮ (‬الجماعة‮) ‬مع‮ ‬واشنطن‮ ‬وبرعاية‮ ‬قطرية‮ ‬والمقابل‮ ‬هو‮ ‬تمكين‮ ‬الجماعة‮ ‬على‮ ‬الحكم‮ ‬في‮ ‬مصر‮ ‬والمنطقة‮..!!‬
بيد أن تحرك الجيش والشعب في مصر واسقاط حكم الجماعة اربك المخطط (الإخواني _ الأمريكي _ القطري) وعلى أثر هذا بدت الخلافات الخليجية تطفح إلى سطح الأحداث وخاصة الخلاف (السعودي _ القطري) و(الإماراتي القطر ي) والسعودي _ التركي ليبرز أيضا تحالف استراتيجي تركي _ قطري‮ ‬وصل‮ ‬مرحلة‮ ‬إنشاء‮ ‬قواعد‮ ‬عسكرية‮ ‬تركية‮ ‬في‮ ‬قطر‮ ..‬؟‮!!‬
ناهيكم عن انتصارات حققتها سورية وجيشها والمقاومة على المجموعات الإرهابية وإخفاق الجماعة من احكام سيطرتها على ليبيا واليمن ..الأمر الذي دفع واشنطن إلى المضي بمخططها في إنجاز الصفقة المشئومة منفردة وعبر استغلال أوراق ضغط متعددة منها الانسحاب المفاجئ من سورية والتصعيد ضد إيران وابتزاز الرياض بقصة الصحفي (خاشقجي) والهرولة نحو فنزويلا لمزيد من الضغط على روسيا والصين ونكاية بحلفائها في المنطقة ومنهم جماعة الإخوان الذين خيبوا أمل واشنطن المراهنة عليهم والتي اكتشفت أن رهانها على الجماعة لا يتعدى عن كونهم مجرد أدوات لها لتحقيق فكرتها عن الفوضى الخلاقة أي توظيفهم واستغلالهم لإثارة الفوضى وجعلهم بمثابة حراب قاتلة توجهها ضد كل من يقف في وجه صفقتها على طريقة دونالد ترامب.. والمقابل إبقاء علاقة الجماعة بواشنطن ولندن ومساعدتهم لوجستيا على الديمومة والاعتراف بهم كشركاء في السلطة والحكم والتخفيف من الضغوطات على أنشطتهم بذريعة التوازن ومواجهة النفوذ الإيراني ظاهريا فيما الحقيقة هي إعادة تأهيلهم ضد روسيا والصين للحد من نفوذهما في العالم وهذا ما دفع واشنطن مؤخرا إلى إبرام اتفاق مع حركة طالبان الإخوانية يقضي بخروج القوات الأمريكية من افغاستان خلال 18 شهرا.. ولاحظوا الاتفاق تم مع حركة طالبان بمعزل عن الحكومة الافغانية الشرعية التي نصبتها واشنطن ثم تجاهلتها وتجاهلت وجودها حين وقعت الاتفاق مع حركة طالبان وهو الاتفاق الذي رعته قطر أيضا..!!
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-55229.htm