شوقي شاهر - يصادف ال١٣ فبراير من كل عام الإحتفال باليوم العالمي للاذاعه إعترافا ً باأهمية الخدمه التي تقدمها هذه الوسيله الاعلاميه .ومايعزز من اهمية هذه الوسيله هو سهولة الحصول على هذه الخدمه وفق رُؤىً متنوعه ٬إلى جانب سهولة وصولها الى اكبر نطاق من الجمهور ولشرائحه المختلفه ومن خلال وسائط اعلاميه واتصاليه متعدده اسهمت يوما بعد يوم من زياده التمكين لهذه الوسيله ورفع نسبة تأثيرها - المفترض- مقارنةً بوسائل الاعلام الاخرى.
وإن كنا لسنا هنا بصدد المقارنه بين وسائل الإعلام ودورها واهدافها ووظائفها ٬ إلا أنه من الأجدر ان نعرج على التجربه التي يشهدها مجتمعنا في المجال الإذاعي وهي تجربه يتسع نطاقها في بلادنا يوما بعد يوم واسهم في ذلك عدة اسباب الموضوعيه منها والذاتيه ٬ والتي من اهمها قلة الكلفه الماليه لانشاء اذاعه محليه وذلك مقارنةً بإنشاء قناه فضائيه مثلا٬ً وذلك إلى جانب ان مخرجات كليات الاعلام في الجامعات اليمنيه يرتفع عددها عاماً بعد عام وهو مايمثل دافعاً لوجود مثل هذه الوسائل الاعلاميه لتمتص ولو جزء بسيط من هذه المخرجات .
وباإعادة النظر الى تجربة بلادنا في إطار الاذاعات المحليه (FM) نجد ان بلادنا مازالت حديثة التجربة في هذا الجانب وقد بداءت اولى خطواتها منذ عدة سنوات قليله ونجدها تتركز في امانة العاصمه وقد تجاوز عددها ٢٥ اذاعه محليه .
هذه التجربه وعلى الرغم من حداثتها ومرور سنوات قليلة على وجودها في مجتمعنا الا انه قد رافقها العديد من الملاحظات وقد اصبحت بحاجه الى تقييم ادائها باإستمرار وذلك كونها مرتبطه بالجمهور مباشرةً وتقدم خدمه ووظيفه مرتبطه برفع مستوى ذائقة الجمهور ورفع مستوى الوعي المجتمعي والوطني إزاء مختلف القضايا المرتبطة بالهموم والشؤن المرتبطة بحاضر ومستقبل المجتمع وشرائحه المختلفه . ومما لاشك فيه فإن أي عملية تقييم في هذا الإطار يجب ان تكون خاضعة لتقييم منهجي واكاديمي حتى نكون منصفين وموضوعيين فهذا الامر لايتعلق باللحظة الراهنة فقط بل يرافق ويواكب ويسهم الى حد كبير في الحفاظ على تماسك المجتمع وإرشاده غالباً وتوعيتة بالقضايا العامة ويلفت الانتباه إلى عملية أي تحول يمر بها ويشهدها وبالتالي فإن الاهميه تبرز في كونها موجهه غالباً الى كافة الشرائح إضافة إلى كونها تعيش في مرحلة مواجهة مع وسائل ووسائط إعلاميهةمشابهة وأخرى تحظى بعوامل جذب وتأثير أكبر .
إنها تجربة مازالت في مهدها وقد تكون لفتت الانتباه اليها في مواضع معينه ٬ الاانها عموماً قد لاقت نصيبها من الملاحظات أُسوةً بتجارب مماثلة ماتزال في مهدها إلا ان هذا لايعفيها من تجاوز هذه الملاحظات كونها لم تكن وسيله جديدة او مستحدثة البته .فقد اصبح مجرد ملئ الفراغ في اثيرها بدون الحصول على مردود توعوي وتثقيفي وخدمي هو الغالب على ماتبثه هذه الاذاعات ضمن حيزها الفضائي .فلأول وهله وعند القيام بأول متابعة من خلالها يتم استقراء ابسط عينه من الجمهور تجد بأن برامجها وخدماتها المجتمعيه لم ترتقِ إلى ماكانت تقدمه إذاعة صنعاء او إذاعة تعز او اذاعة الحديده على سبيل المثال من ناحية التأثير أول التصاق برامجها بذهنية المستمعين حتى اليوم فهناك برامج واصوات اذاعية على الرغم
من عدم حصولها على تأهيل اكاديمي متخصص الا ان اغلب البرامج والاصوات الاذاعية التي تقدمها هذه الاذاعات حاليا لم تتمكن من منافسة تلك البرامج و الاصوات الاذاعيه الجاذبه والملفته لمسامع المتلقين رغم اختفاء اغلبها وقد طواها الزمن .وهنا يظهر أمامنا سؤال يفرض نفسه بالضرورة وهو ماالذي يحتاجه الاعلامي في مجال الاعلام الاذاعي هل هي الخبره ام هو المؤهل الاكاديمي ؟ ولست هنا بصدد التطرق الى اهمية الجمع بينهما كونه أمر مفرغ منه لموضوعيته ٬ يضاف لذلك ان اغلب من يسند اليهم العمل الاذاعي اليوم في هذه الاذاعات لم يتمكنوا من الجمع بين هاذين العاملين والجمع بين هاتين الخصليتين يبدو نادرأ في الوقت الحالي الا ان لمساتها تبدو واضحه في عدد قليل جداً من الاذاعات الحاليه وقد أسهم ذلك الى حد كبير في تفوقها عن غيرها من قريناتها من الاذاعات.
إن العامل الاكبر والاخطر الذي تمارسه وسائل الاعلام عموماً والاذاعات المجتمعيه خصوصاً هي عندما تلعب دور الموجه للجماهير فيه ٬ فهي إما انها ترتقي بالذوق والوعي العام او-وهذا الذي يمثل السلبيه الاكبر- انها تهبط بهما وهو مانعتبره يمثل إصراراً على الإمعان في تجهيل المجتمع .
إننا نفخر في مجتمعنا بوجود هذه التجربه - الاذاعات المحليه fm- ونشد على ايدي القائمين عليها وذلك كونها تمثل أو يجب ان تمثل المصدر الاهم في توعية تثقيف وإعلام المجتمع وذلك ضمن فضاء متخم بالغث والسمين يتلهف للسيطره على توجهات المجتمعات ويتسابق على توجيهها وقولبتها وذلك ضمن استهداف ممهنج خارج إطار ثوابتنا الدينيه والوطنيه مستغلاً عدم وجود منافس محلي ٬ وان كان حاضراً إلا انه مازال يتلمس خطاه ويختزل المنافسه في تقديم اكبر قدر من مواعد الترفيه الجاهزه والاغاني بالذات التي تكاد تكون متكرره فيها جميعاً إلى جانب تلويث. الذوق العام والهبوط بمستواه من خلال الاستخدام المفرط للهجات المحليه واللجؤ الى اللغه المفتقده لابسط قواعدها المنظمه لها٬ ولاينافس ذلك إلا تلويث ذوق المستمع بمواد اعلانيه مكثفه كحصه إجباريه تتكرر طوال اليوم الإذاعي .
لانريد لهذه التجربه ان تتعثر وهي في مهدها لمجرد اخطاء وممارسات غير مهنيه يمكن تلافيها ببساطه .نعم الاجدر سيبقى ٬ والبوصله يجب ان تشير نحو هذا التوجه ٬ إلا ان التنوع مهم والذوق العام لايكاد ينحصر في إطار محدد بذاته .
وللبعض نقول الرجاء منكم انتبهوا لماتقومون به ٬ فلابأس من إعادة التقييم والمراجعه فمايزال هناك متسع من الوقت لحجز موطئ قادم عبر هذا الاثير والمثيروالتجربه مازالت في مهدها .ولابأس من قيام الجهات الاكاديميه بالمؤازره والقيام بدورها في هذا المجال.
وتعزيزاً لهذه التجربه نقترح إقامة يوم وطني للإذاعه يستعرض ويقيّم اعمال عام سابق ويفتح الباب امام خارطه برامجيه جديده ويقدم من خلاله وجبات إذاعيه تنافسيه لعام قادم . |