الميثاق نت -

الإثنين, 18-فبراير-2019
عبدالجبار‮ ‬سعد‮ ‬ -
في احداث 2011م في مصر المحروسة وبعد ان تخلى حسني مبارك عن الرئاسة راجت نكتة من نكات شعب مصر تقول ان الصحافة سألت رجل الشارع ماذا بعد تخلي مبارك عن الحكم فأجاب انهم يبحثون عن كرسي رئاسة (تيفال) ما يلزقش !!
‮**‬
ولقد تمت صياغة الدستور المصري وتم النص صراحة على ان لا يتولى رئيس الجمهورية الحكم لأكثر من دورتين انتخابيتين وكل دورة اربع سنوات ، وجاء الرئيس السيسي بعد فشل الاخوان المسلمين ليتولى الرئاسة فترتين لم تنته الثانية بعد معتبراً نفسه المنقذ لمصر .
‮**‬
في الآونة الأخيرة ينشغل نواب مصر بتعديلات دستورية اهمها زيادة الفترة الانتخابية إلى ست سنوات وبموجب هذه التعديلات سيتم للسيسي أولاً محو الفترتين السابقتين من سجله الرئاسي، وثانياً تمديد فترة رئاسته لمصر حتى عام 2034م .
‮**‬
موضوع الرئاسة وفتراتها يشغل البلاد العربية وربما الاسلامية كثيرا ولم تصل غالبية هذه الدول الى القطع بالفترة الرئاسية التي تلزم الرؤساء، ويتم التحايل على هذا الامر من خلال الدساتير وتعديلاتها. **
من حيث المبدأ فإن بلداننا العربية والاسلامية لها اوضاعها الخاصة التي تجعل من المحال إلزام الحاكم بفترة او فترات محدودة يخضع لها الجميع ومع هذا فإن الضغوطات الداخلية والخارجية لبلداننا تجعل المطالبات لاتفتر في هذا السياق بقدر ما تستمر حيل الحكام في مسارها الذي‮ ‬لا‮ ‬ينتهي‮.‬
‮**‬
والغريب ان الملوك والامراء والسلاطين الذين لا تحكمهم فترات حكم هم الذين يحفظون للرؤساء الباقين حكمهم وهم الذين يعملون على زعزعتها متى ما ارادوا فلم يعد سراً على احد ان امراء وملوك الخليج والجزيرة كانوا وراء كل الانقلابات التي عصفت بالبلاد العربية وغيرت حكامها ..مصر والعراق واليمن وليبيا وسوريا وتونس لا تزال تمارس ادواراً فاعلة في هذا السياق ومن ورائها تقف الدول الغربية الكبرى واسرائيل حامية لهؤلاء الملوك والامراء والسلاطين ومشجعة لهم على تغيير الانظمة التي لاتروقهم والإبقاء على الاخرى، والنفط واسرائيل هما‮ ‬المحددتان‮ ‬للمرغوب‮ ‬وغير‮ ‬المرغوب‮ ‬من‮ ‬الانظمة‮ ..‬ ‮**‬
وفي الاخير فإن كرسي رئاسي (تيفال) أصبح منعدما الى درجة الاستحالة ولا يشعر بالارتياح الا الملوك والامراء والسلاطين الذين لا يتزحزحون ولا يزحزحهم ضغط داخلي ولا خارجي عن كراسيهم ولكنهم يغيرون من يشاؤون ويثبتون من يشاؤون تسندهم رغبة اسرائيل والغرب .
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-55234.htm