الميثاق نت -

الإثنين, 18-فبراير-2019
حاوره‮/ ‬رئيس‮ ‬التحرير -
المناضل الثائر علي عبدالله السلال - عضو اللجنة العامة للمؤتمر ورئيس هيئته الشوروية- فتح قلبه وعقله في حديث ضافٍ اجرته معه "الميثاق".. تطرق خلاله- وبحكم دوره النضالي المنتصر لوطنه وشعبه والمستوعب لكافة تفاصيل المشهد اليمني إلى التدخل السعودي السافر إبان اندلاع الثورة اليمنية "سبتمبر واكتوبر" وما يعتمل اليوم من تدخل فاضح في ميزان التاريخ لدولة حاولت وأد الثورة اليمنية في ستينيات القرن الماضي وتتدخل اليوم من اجل الانتصار لها وللنظام الجمهوري التي ظلت لثمان سنوات تدعم بلا حدود من اجل القضاء عليها ..
كما تطرق المناضل الثائر علي عبدالله السلال إلى العديد من القضايا والموضوعات المرتبطة بالمشهد اليمني الراهن .. مؤكدا ان السلام هو الطريق الأمثل لإنقاذ الشعب والوطن .. مشيرا إلى انه من الخطأ الفادح ان يشعر طرف بقدرته الانتصار على الآخر كون الأعوام الأربعة الماضية‮ ‬من‮ ‬العدوان‮ ‬اكدت‮ ‬استحالة‮ ‬هذه‮ ‬الفرضية‮..‬
ودعا السلال في الوقت نفسه طرفي الصراع إلى حسم الأزمة بوضع حدٍ للتدخل السعودي الإماراتي .. مؤكدا ان الوقت قد حان خاصة بعد ان جمع تجار الحروب المليارات على حساب الشعب اليمني وقوته الضروري واحتياجاته الماسة..
وحذر‮ ‬المناضل‮ ‬علي‮ ‬السلال‮ ‬الطرف‮ ‬الذي‮ ‬سيمانع‮ ‬من‮ ‬الولوج‮ ‬في‮ ‬عملية‮ ‬سلمية‮ ‬شاملة‮ ‬من‮ ‬هبة‮ ‬شعبية‮ ‬غاضبة‮ ‬باعتبار‮ ‬الوضع‮ ‬الراهن‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬يحتمل‮ ‬المزيد‮ ‬من‮ ‬المعاناة‮..‬
وحفل‮ ‬اللقاء‮ ‬بالعديد‮ ‬من‮ ‬الرؤى‮ ‬الثاقبة‮ ‬التي‮ ‬تستحق‮ ‬وقوف‮ ‬القارئ‮ ‬عليها‮ ‬باعتبارها‮ ‬تمثل‮ ‬خلاصة‮ ‬لتجربة‮ ‬شخصية‮ ‬مناضلة‮ ‬ووطنية‮ ‬مشهود‮ ‬لها‮ ‬بالعمل‮ ‬الوطني‮ ‬النزيه‮..‬
فإلى‮ ‬التفاصيل‮ :‬
*كثير من المراقبين يشبهون المعطيات الراهنة لليمن بتلك التي عاشتها في الستينات خاصه مع التدخل السعودي السافر ضد الثورة اليمنية.. وباعتباركم احد رجالات الثورة نحب ان نسألكم ما إذا كانت السعودية اليوم هي تلك التي في الستينات ؟
-لاشك ان هناك تشابهاً في التدخل السعودي والعدوان على اليمن بعد قيام ثورة 26 سبتمبر لكن التناقض الموجود في العدوان الأول والثاني لم نجد له نحن اليمنيين أي تفسير فقد كانت السعودية في العدوان الأول تحاول اسقاط النظام الجمهوري والقضاء على الثورة في مهدها .. لكنها لم توفق رغم استمرار العدوان لمدة ثمان سنوات أمام صمود القوى الثورية والوطنية الجمهورية فاضطرت لإيقاف العدوان خصوصاً بعد ملحمة الدفاع عن صنعاء خلال حصار الـ 70 يوماً واليوم جاء العدوان السعودي ضد الشعب اليمني بحجة الدفاع عن النظام الجمهوري والثورة اليمنية ولأن مواقف ملوك السعودية تتناقض فقد شن حكام السعودية عدواناً على اليمن دون مبرر أو اسباب جوهرية بينما كانت كل القوى الحية والفاعلة تنتظر ان يكون الموقف الحالي لحكام السعودية هو نفس موقف الملك عبدالله- رحمه الله- والذي بفضله جنب اليمن فتنة يعلم الله كيف ستكون نهايتها .. فقد طلب كل أطراف النزاع واقنع المرحوم الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالتنازل عن السلطة واختيار بديل عنه وهكذا انقذ البلاد من فتنة عمياء كانت ستعصف باليمن وتدمره كما يحدث الآن.. ولذلك فإنني اعتقد واثقاً ان النية كانت مبيتة للعدوان وان لم تكن‮ ‬كذلك‮ ‬فإننا‮ ‬نأمل‮ ‬من‮ ‬حكام‮ ‬السعودية‮ ‬الحاليين‮ ‬ان‮ ‬يحذوا‮ ‬حذو‮ ‬الملك‮ ‬عبدالله‮ ‬فيتجهون‮ ‬نحو‮ ‬السلام‮ ‬بنية‮ ‬طيبة‮ ‬واذا‮ ‬حصلت‮ ‬تنازلات‮ ‬فهي‮ ‬من‮ ‬حق‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬المسكين‮ ‬الذي‮ ‬يموت‮ ‬جوعاً‮ .‬
‮* ‬الاصرار‮ ‬السعودي‮ ‬على‮ ‬التدخل‮ ‬في‮ ‬الشأن‮ ‬اليمني‮ ‬الى‮ ‬اين‮ ‬سيفضي‮ ‬وماذا‮ ‬تقولون‮ ‬عن‮ ‬ارادة‮ ‬الشعب‮ ‬في‮ ‬مواجهة‮ ‬هذا‮ ‬التدخل‮ ‬؟
-جاء الاصرار السعودي على التدخل والعدوان على اليمن بنية مبيتة عندما وجدوا المبرر والسبب فقد قام أنصار الله بإجراء مناورة عسكرية في الحدود مع السعودية بالأسلحة الثقيلة وكان بالإمكان ان يجروا هذه المناورة في الاراضي التي تبعد آلاف الكيلومترات في تهامة .. كما ان السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس السابق طلبت من السعودية التدخل رغم أن موافقة مجلس الأمن والأمم المتحدة جاءت بعد بدء العدوان بعدة أسابيع لأن النية المبيتة كانت منذ الاحتفال الذي اقيم بمناسبة العيد الوطن العاشر للوحدة وحضره حينها ولي العهد السعودي الأمير عبدالله الذي تساءل مع عدة شخصيات حضرت هذا الحفل المهيب ومنهم والدي المرحوم المشير عبدالله السلال والرئيس الجزائري الحالي بوتفليقة فقد شاهد الامير عبدالله رحمه الله الصفوف الاربعين بكل وحدة قتالية مع كل انواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة وتحليق الطائرات الحديثة ميج 29وميج 17 والصواريخ والمعدات الحديثة من المدفعية والدبابات تحملها الناقلات فسأل والدي »لمن هذه الأسلحة« يا أخ عبدالله فأجابه والدي انها للدفاع عن اليمن والمملكة في حالة أي عدوان خارجي فأجابه بثقة وغضب أنها ضدنا يا مشير عبدالله ونفس السؤال وجهه الأمير عبدالله للرئيس الجزائري الحالي فأجابه بأنه لا خوف فاذا امتلكت اليمن مثل هذه الأسلحة فأنها للدفاع عن اليمن والسعودية وأي بلد عربي يتعرض للعدوان وكذا عن الأمة العربية .. فكما تعلم يا سمو الأمير أن اليمن عربية وموقفه بالوحدة والقومية العربية وهي أحد أهداف الثورة اليمنية فلا خوف على السعودية من اخواننا اليمنيين وقد بلغ الاثنان المشير عبدالله السلال والرئيس بوتفليقة الرئيس علي عبدالله صالح وحذراه أن يكون في منتهى الحيطة والحذر حتى لا تدمر هذه الأسلحة ويحدث في اليمن ما يحدث الآن من تدمير وخراب ومجاعة وتشريد للسكان ‮. ‬
‮* ‬في‮ ‬ظل‮ ‬التطورات‮ ‬الراهنة‮ ‬كيف‮ ‬ترون‮ ‬المشهد‮ ‬اليمني‮ ‬وهل‮ ‬باتت‮ ‬امكانات‮ ‬الخروج‮ ‬من‮ ‬مأزق‮ ‬الصراع‮ ‬ممكنة‮ ‬وما‮ ‬الذي‮ ‬يتطلبه‮ ‬ذلك؟‮ ‬
- أن الأطراف المتصارعة قد توصلت إلى قناعة باستحالة انتصار طرف على الآخر وسينتهي التدخل السعودي والإمارتي فور اتمام المصالحة بين المتصارعين ومن يرفض المصالحة والدعوة للسلام فسيواجه برأي عام عالمي بسرعة تطبيق اتفاق السويد وما سينتج في المؤتمرات الأخرى حتى يحل السلام لأن الشعب على قناعة بأن من سيتخلف عن مسيرة السلام فلا يلومن الا نفسه وسيواجه غضباً شعبياً عارماً نتيجة للأحوال المأساوية التي وصل إليها أبناء الشعب بحيث لم يعودوا قادرين على الصبر على الجوع والأمراض المنتشرة في كل شبر من بلادنا والعدوان المتواصل والمدمر لما تبقى في بلادنا من منشآت وطرق ومنازل المواطنين والحاجة الماسة للاستقرار وصرف الرواتب والتعويضات المطلوبة لإعادة اعمار الوطن اليمني ومنازل المواطنين التي دمرتها الحرب المجنونة وبناء مؤسسات الدولة والبنية التحتية وإعادة السلام والطمأنينة إلى ربوع بلادنا بعد ان تتوقف هذه الحرب الظالمة إذا خلصت نوايا الاطراف المتحاربة بأنه لن ينتصر طرف على الآخر وان الحرب العبثية يجب ان تنتهي بأسرع ما يمكن بعد أربع سنوات من الخسائر الجسيمة في الارواح والمعدات والمؤسسات الخدمية التي أعادت الوطن اليمني ألف سنة إلى الخلف‮ ‬وعاد‮ ‬التخلف‮ ‬الرهيب‮ ‬الثلاثي‮ ‬الامامي‮ ‬الجوع‮ ‬والمرض‮ ‬والجهل‮ ‬الى‮ ‬ربوع‮ ‬الوطن‮ ‬وكل‮ ‬شبر‮ ‬فيه‮.‬
* هناك تخوفات يراها مراقبون ومحللون استراتيجيون من خطورة صدور قرارات دولية من مجلس الامن بشأن اليمن باعتبارها تقع تحت البند السابع .. هل تشاطرون هؤلاء تخوفهم.. وما اذا كان التأجيج للصراع سيعمل على تدخل دولي؟
-أنا واثق كل الثقة إذا اخلصت نية الاطراف المتصارعة واقتنع تجار الحروب انه يكفي إلى هنا بعد أن تأكد أن طرفاً لن ينتصر على الطرف الأخر وبعد ان امتلات خزاناتهم وجيوبهم بمليارات الريالات والدولارات ولكي يتجنبوا الغضبة الشعبية الجارفة فيضيع عليهم كل ما جمعوه من أموال واسلحة وارصدة في البنوك فعليهم ان يتجهوا جميعاً إلى السلام والمصالحة من وكل ما يتطلبه السلام هو اتخاذ قرارات شجاعة ومؤلمة من جميع الأطراف حتى لو كان فيها تنازل عن المكابرة والمكايدة واللعب بالنار على حساب الشعب والمواطن المسكين فلن ينجح الطرف الذي يرفض السلام ويعترف أنه لا أمل بالانتصار في هذه الحرب الظالمة وان المواطن المسلكين والشعب الصابر سينتقمون منه أشد انتقام ، لأن الأطراف المتصارعة لم تحقق سوى صمود طرف أو قدرة الطرف الآخر على هزيمة من تمكن من الصمود لمدة أربعة أعوام ويقيني أنهما قد وصلا إلى قناعة كاملة باستحالة الحل العسكري بعد محاولات متواصلة استمرت أربع سنوات ذاق فيها الضحية الشعب اليمني كل أنواع الذل والمهانة وتحمل المجاعة واشد انواع الفقر والحاجة وباع معظم ما يملكه من أثاث وملابس وحتى باع الكماليات بعد ان نفد رصيده الذي ادخره لأولاده من بعده‮ ‬ولم‮ ‬يعد‮ ‬هناك‮ ‬ما‮ ‬يملكه‮ ‬سوى‮ ‬الأمل‮ ‬الاخير‮ ‬في‮ ‬نهاية‮ ‬ابدية‮ ‬لهذه‮ ‬الحرب‮ ‬وكل‮ ‬حرب‮ ‬قادمة‮ ‬يشعلها‮ ‬اصحاب‮ ‬المصالح‮ ‬وتجار‮ ‬الحروب‮.‬
‮* ‬واضح‮ ‬ان‮ ‬تأجيج‮ ‬العمل‮ ‬العسكري‮ ‬سيعرض‮ ‬الأمن‮ ‬القومي‮ ‬العربي‮ ‬للخطر‮ ‬في‮ ‬البحر‮ ‬الاحمر‮ .. ‬هل‮ ‬ترون‮ ‬التحالف‮ ‬العدواني‮ ‬يمهد‮ ‬لهذا‮ ‬كخدمة‮ ‬لأطراف‮ ‬دولية‮ ‬؟
-إذا لم يستجب طرفا النزاع للسلام وحل القضية اليمنية التي شارفت على العام الخامس وعادوا بعد صدور اتفاق السويد إلى المكايدة والمكابرة واللعب بالنار وإلى جحيم الحرب المسعورة فإن مجلس الأمن والأمم المتحدة سيتخذان قرارات للتدخل في بلادنا بواسطة قوات اجنبية تفصل بين الأطراف المتصارعة وهو تدخل سافر في السيادة اليمنية لأننا جئا بمجلس الأمن والأمم المتحدة وادخلناهما في شؤوننا ولو قدمنا مصلحة بلادنا وحرصنا على العودة للحوار فيما بيننا لما حصل ما حصل من قتل وتدمير وضحايا من الطرفين بسبب تفضيلنا الوصول الى كرسي السلطة دون الآخر والتفرد بحكم البلاد مما اوصلنا إلى هذه الكارثة بدون ان نعتبر ونتعظ مما حدث في 11 فبراير، فاذا تذكر الطرفان ما حدث بعد فبراير من أحداث جسام جرت بلادنا إلى مستنقع الحرب والدمار لكل ما انجز بعد الثورة السبتمبرية الخالدة والذي لن نعوضه ولا بعد خمسين عاماً وكانت الطفرة الثورية التي قفزت ببلادنا بعد يوم 26 سبتمبر 1962م ألف سنة إلى الأمام كي نلحق بصعوبة بالغة بالعالم المتقدم والمتحضر فجاءت هذه الحرب المعلونة لتعيدنا ألف سنة إلى الخلف وصعبت علينا مسألة اللحاق بذلك العالم الذي كنا قد بدأنا أولى خطواتنا نحو‮ ‬اللحاق‮ ‬به‮.‬

‮*‬الكثير‮ ‬من‮ ‬المراقبين‮ ‬والمحللين‮ ‬السياسيين‮ ‬متخوفون‮ ‬من‮ ‬استمرار‮ ‬الصراع‮ ‬بين‮ ‬الاطراف‮ ‬المتنازعة‮.. ‬ماقراءتكم‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الاتجاه؟‮ ‬
-لم يعد بالإمكان السكوت على الأطراف المتنازعة على كرسي السلطة خصوصاً بعد المأساة والمحنة التي يعيشها شعبنا الضحية لهذه الحرب لذلك فأن تخوف المراقبين والمحللين السياسيين اشارة تحذير لقادة تلك الاطراف وخصوصاً الذين يتلاعبون بقرارات الأمم المتحدة واتفاق السويد والذين يتشددون بمطالبهم دون تقديم تنازلات تؤدي إلى عدم تعنت الطرف الذي يخشى السلام وتبعاته على أنصاره ومخططه الذي قاتل في سبيله ولعل آخر القرارات التي تصدر عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن هو التدخل العسكري في بلادنا لفرض حل سياسي بإجماع كل الاعضاء وموافقة جميع الدول التي حاولت فتح ثغرة في مؤتمر السويد نحو استجابة الاطراف لدعوات السلام وبعد المحاولات الأولى لبنعمر والثانية لولد الشيخ والثالثة التي يقوم بها غريفيث مع التأكيد أن مندوبي الأمم المتحدة الثلاثة لايعملون في بلادنا بآرائهم الشخصية بل بتوجيه من الجمعية العامة للأمم المتحدة وأمينها العام وبناءً على موافقه الأطراف الذين يمثلون بلدانهم داخل هذه المنظمة وآخر قرارات الأمم المتحدة لتأييد مساعي المندوب الثالث ومشاركة الأمين العام للأمم المتحدة بالموافقة على قرارات واتفاق مؤتمر السويد كان بإجماع الآراء بل اننا سمعنا تلميحات وتصريحات بان هذا المؤتمر مجرد بداية لصدور قرارات بعدها بإلزام الاطراف الموافقة عليه بتنفيذه لأنه يفتح الباب لاتخاذ قرارات ملزمة وصريحة لكل الاطراف والا فان عقوبات ستفرض على الطرف المتردد والمتلاعب لان الحل مفروض على الجميع بالقوة بعد استنفاذ‮ ‬كل‮ ‬حلول‮ ‬وطرح‮ ‬ما‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يحقق‮ ‬السلام‮ ‬بالقوة‮ ‬بعد‮ ‬تأجج‮ ‬الصراع‮ ‬من‮ ‬جديد‮.‬
‮*‬واضح‮ ‬ان‮ ‬تأجيج‮ ‬العمل‮ ‬العسكري‮ ‬سيعرض‮ ‬الامن‮ ‬القومي‮ ‬العربي‮ ‬للخطر‮ ‬في‮ ‬البحر‮ ‬الاحمر‮.. ‬هل‮ ‬ترون‮ ‬التحالف‮ ‬العدواني‮ ‬يمهد‮ ‬لهذا‮ ‬خدمةً‮ ‬لأطراف‮ ‬دولية‮ ‬عظمى؟
-سبق وأن ذكرت ان تأجيج العمل العسكري الذي نشهده هذه الأيام لن يكون نتيجة تعرض بلادنا لخطر التدخل الدولي خصوصاً وان جميع المواقع الاستراتيجية في بلادنا تشهد تدميراً خطيراً لبناها التحتية بما فيها موانئ اليمن كلها وليس الخطر في البحر الأحمر وباب المندب فقط ، وكان اتفاق السويد قد وضع حلاً لمنع تعرض هذه الموانئ لخطر التدمير كما يهدد البعض خصوصاً وأن الصواريخ الموجودة عند كل طرف يبلغ مداها آلاف الكيلومترات وهذا يعني ان باب المندب معرض لخطر الاستهداف فإذا توقف منفذ باب المندب فسيعم الخطر جميع الدول التي تستخدمه للعبور تجارياً واقتصادياً وسياسياً لأنه ملك للعالم كله ما عدا إسرائيل، وهناك نقطة مهمة في هذا المجال وبسبب انشغال بلادنا بالحروب المتواصلة التي يشعلها المتسابقون على الكراسي والمناصب الرفيعة لذلك فليس لدى القيادات المتعاقبة وقت لاستغلال هذا المنفذ البحري الذي حبانا الله به ليكون أحد الموارد الاقتصادية الذي نستفيد من دخله لقاء مرور السفن العابرة والمحملة بأجود انواع البضائع وناقلات النفط وأهميته القصوى لكل الدول وسيظل مفتوحاً ومهدداً بالتدمير ان لم تقف هذه الحروب العبثية في بلادنا لذلك فأن اللجوء للحل السلمي‮ ‬الشامل‮ ‬العادل‮ ‬هو‮ ‬الحل‮ ‬الامثل‮ ‬لكل‮ ‬قضايانا‮ ‬الاقتصادية‮ ‬والسياسية‮ ‬والاجتماعية‮ ‬والتي‮ ‬نستطيع‮ ‬ان‮ ‬نتوجه‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬ايقاف‮ ‬الحرب‮ ‬الاخيرة‮ ‬للمضي‮ ‬في‮ ‬برامج‮ ‬التنمية‮ ‬الشاملة‮ .‬
‮* ‬كعضو‮ ‬في‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬وهيئته‮ ‬الشوروية‮ ‬كيف‮ ‬تنظرون‮ ‬للتحالف‮ ‬الراهن‮ ‬بين‮ ‬المؤتمر‮ ‬وأنصار‮ ‬الله‮ ‬وهل‮ ‬يتفق‮ ‬مع‮ ‬التحدي‮ ‬الراهن‮ ‬الذي‮ ‬يواجه‮ ‬الوطن؟
-هذا التحالف كان في بدايته بهدف صد العدوان وكانت الجبهة العسكرية هي التي تتحكم في هذا التحالف وعندما بدأ التفكير في تحويله إلى بناء دولة من طرف واحد اختل وضعف لأنه لايزال بحاجة لوحدة الجبهة الداخلية ودعم الصمود الاسطوري حتى دخول الجميع في طريق المصالحة لتحقيق الهدف الأسمى الذي يعيد السلام والاستقرار والنسيج الاجتماعي إلى حالته الأولى ولأجل توفير هذه الاهداف والحصول عليها لابد من العودة إلى حالة التحالف الأولى لأن الكل شارك في الحرب والصمود والدفاع، والعدالة تعطي المؤتمر الشعبي نصف النصيب من هدف بناء الدولة أو‮ ‬على‮ ‬الأقل‮ ‬تحمي‮ ‬كوادره‮ ‬من‮ ‬العزل‮ ‬والتهميش‮ ‬والاقصاء،‮ ‬ولنا‮ ‬في‮ ‬11‮ ‬فبراير‮ ‬عظة‮ ‬وعبرة،‮ ‬ولن‮ ‬تستطيع‮ ‬جهة‮ ‬أو‮ ‬حزب‮ ‬أو‮ ‬جماعة‮ ‬باسم‮ ‬الدين‮ ‬أو‮ ‬تحت‮ ‬دعاوى‮ ‬لم‮ ‬تعد‮ ‬قائمة‮ ‬في‮ ‬عصرنا‮ ‬الجديد‮ ‬أن‮ ‬تحكم‮ ‬بمفردها‮ .‬
‮*‬بالمناسبة‮ ‬ما‮ ‬هي‮ ‬من‮ ‬وجهة‮ ‬نظركم‮ ‬متطلبات‮ ‬دعم‮ ‬هذا‮ ‬التحالف‮ ‬لضمان‮ ‬قدرته‮ ‬على‮ ‬الاستمرار‮ ‬والفاعلية؟
- كما قلت فإن دعم هذا التحالف واستمراريته لابد أن يحل العدل بين طرفي التحالف فالكل ضحى والمؤتمر بذل الغالي والنفيس حتى تحقق الصمود فلكي نضمن قدرته على الاستمرار والفاعلية لابد ان نبتعد وننأى بأنفسنا عن التفكير بأن الوطن اليمني سيحكم بطرف واحد، واكرر أن لنا‮ ‬فيما‮ ‬حدث‮ ‬في‮ ‬11‮ ‬فبراير‮ ‬عظة‮ ‬وعبرة‮ ‬لجميع‮ ‬الأحزاب‮ ‬والمنظمات‮ ‬والجماعات‮ .‬
‮*‬حضرتم‮ ‬مؤخراً‮ ‬أعمال‮ ‬اللقاء‮ ‬التشاوري‮ ‬للهيئات‮ ‬المؤتمرية‮.. ‬ما‮ ‬دلالات‮ ‬انعقاد‮ ‬التكوينات‮ ‬المؤتمرية‮ ‬القيادية‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬المرحلة‮ ‬العصيبة؟
- لقد حضرت المؤتمر الذي عقد في هذه الفترة العصيبة متأخراً عن وقته لكن ما لقيه المؤتمر وقيادته وأعضاء أمانته العامة وأعضاء لجنته الدائمة كان بهدف شق التحالف بين طرفي الصمود وهي محاولات ستستمر من قبل أولئك الذين يركبون موجة (من تزوج بأمنا كان أبونا) وهو موجودون في كل عهد ابتداءً من عهد والدي بعد الثورة حتى عهد أخر رئيس، وهناك مجموعات أخرى لاتزال تعمل دون كلل أو ملل تزين للحاكم أنه مبعوث العناية الإلهية والشعبية اختاره الله لإنقاذ الوطن والشعب ، وهناك خطر الجماعات ولها أيضاً مساعيها التخريبية من عهد والدي رحمه‮ ‬الله‮ ‬فالقائد‮ ‬الذي‮ ‬يستمع‮ ‬لصوت‮ ‬ضميره‮ ‬واصوات‮ ‬الناصحين‮ ‬المخلصين‮ ‬لابد‮ ‬أن‮ ‬ينجح‮ ‬في‮ ‬قيادة‮ ‬هذا‮ ‬الشعب‮ ‬الطيب‮ ‬المسالم‮ ‬والذي‮ ‬ذهب‮ ‬ضحية‮ ‬رخيصة‮ ‬لكل‮ ‬الحروب‮ ‬التي‮ ‬خاضتها‮ ‬الثورة‮ .‬
والمؤتمر الشعبي العام برئيسه وأمانته العامة عندما يفكرون في عقد لجنته الدائمة فإن هذا الاجتماع التنظيمي لايقصد منه التآمر ضد طرف بعينه بل هو اجتماع يهدف إلى تنشيط العمل التنظيمي بعد أن توقف وواجه المؤتمر عقبات ومحاولات ظالمة لتحجيم دوره الذي يمتد من صعدة إلى‮ ‬المهرة،‮ ‬وكل‮ ‬من‮ ‬يخرج‮ ‬على‮ ‬المؤتمر‮ ‬ونظامه‮ ‬ولوائحه‮ ‬الداخلية‮ ‬فإن‮ ‬هناك‮ ‬قيادة‮ ‬تتولى‮ ‬اتخاذ‮ ‬الاجراء‮ ‬المناسب‮ ‬ضده‮ ‬مع‮ ‬العلم‮ ‬أن‮ ‬حرية‮ ‬ابداء‮ ‬الرأي‮ ‬مكفولة‮ ‬لجميع‮ ‬كوارده‮ ‬بما‮ ‬لايضر‮ ‬بالمؤتمر‮ ‬ولوائحه‮ ‬الداخلية‮ .‬
‮* ‬مرور‮ ‬عام‮ ‬على‮ ‬قيادة‮ ‬الشيخ‮ ‬صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس‮ ‬للمؤتمر‮.. ‬ما‮ ‬تقيمكم‮ ‬لهذه‮ ‬المرحلة‮ ‬منذ‮ ‬احداث‮ ‬ديسمبر‮ ‬المؤسفة‮ ‬؟
- صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر نستطيع وصفه بأنه فدائي ومغامر فقد تمكن في ظل ظروفه الصعبة ومحاولات تحجيم دوره ودور المؤتمر الشعبي من أن يحافظ عليه من العواصف التي كادت تعصف به خصوصاً بعد احداث ديسمبر الدامية والمؤسفة، ويكتب له أنه نجح في قيادة سفينة المؤتمر وسط العواصف الهائجة التي كادت تغرقه بعد فقدان قيادته التاريخية، واليوم يحاول لملمة صفوفه لكي يواصل مسيرته بعد اخراج الفاسدين والمنافقين والذين يمتلكون أكثر من شريحة ويعملون على تمزيق صفوفه باستثناء المخلصين من كوادره والذين اضطرتهم صواريخ الحرب وخوف أولادهم واسرهم من التعرض للأذى إلى الخروج للإقامة خارج الوطن محافظين على مكانتهم الاجتماعية ودورهم القيادي الذي ادوه ليلة الثورة واثناء تأسيس المؤتمر الشعبي العام والخدمات التي قدموها لهذا التنظيم والادوار البطولية التي تميزوا بها اثناء حصار السبعين يوماً‮.‬
‮* ‬وصفت‮ ‬كلمة‮ ‬الشيخ‮ ‬أبوراس‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬اللقاء‮ ‬بالتاريخية‮.. ‬كيف‮ ‬تنظرون‮ ‬لمستقبل‮ ‬المؤتمر‮ ‬وفق‮ ‬مضامين‮ ‬هذه‮ ‬الكلمة‮ ‬وما‮ ‬الذي‮ ‬يحتاجه‮ ‬المؤتمر‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬المرحلة‮ ‬لتعزيز‮ ‬وجوده‮ ‬وتأثيره؟
-كلمة الشيخ صادق بن أمين أبوراس في اللقاء الذي حضرته كانت صادقة عبرت عن الوجع الذي يشعر به كل مؤتمري مخلص وصادق مع الوطن وهي تعبير عن أسرة مناضلة ضد الطغيان الامامي منذ نعومة اظفارها فقد استشهد من أسرته أبطال لن ينساهم التاريخ رغم ان شعبنا ينسى شهيداً فترة ليتذكر ويعظم شهيداً فترة أخرى ، فحياتنا حروب مستمرة بين الحق والباطل ومتى انتصر الحق فأن على اصحابه ان يتذكروا كل الشهداء .. وهي كلمة تهيئ للدورة الاعتيادية للجنة الدائمة الرئيسية لأنها ستكون بإذن الله بداية جديدة للنهوض بمسيرة المؤتمر وتلاحم أعضائه وتذكيرهم‮ ‬بنضالهم‮ ‬الطويل‮ ‬للنهضة‮ ‬بهذا‮ ‬الوطن‮ ‬وحماية‮ ‬مكتسباته‮ ‬الثورية‮ ‬والتنموية‮ ‬حتى‮ ‬حلول‮ ‬أنوار‮ ‬السلام‮ ‬القادم‮ ‬بإذن‮ ‬الله‮.‬
‮* ‬كلمه‮ ‬تقولونها‮ ‬للقوى‮ ‬المناهضة‮ ‬للعدوان‮ ‬وعلى‮ ‬رأسها‮ ‬المؤتمر‮ ‬وانصار‮ ‬الله‮ ‬تمثل‮ ‬خلاصة‮ ‬لتجربتكم‮ ‬السياسية؟
-تجربتي السياسية علمتني ان كل حرب لها نهاية مهما طالت وهي لا تفيد الوطن ولا تأتي بجديد سوى الخراب والدمار، وقناعتي ان نهاية الحرب هي التطلع للسلام والأمن والاستقرار لأنه بدون ذلك لا يمكن لأي طرف مهما بلغت قوته الدينية الدنيوية ان يحقق أي مكاسب أو منجزات تنموية في ظل حرب توجه كل الامكانات المادية والبشرية والمدخلات الحكومية والشخصية والفردية لخوض هذه الحرب الظالمة.. وقد شاركت بخبرتي السياسية في المساعي الحثيثة التي خاضها مركز الدراسات والبحوث في الماضي بقيادة الأستاذ الوطني الغيور الدكتور عبدالعزيز المقالح وحضور شخصيات حزبية ونقابية واجتماعية ومنظمات انسانية وسياسية كانت كلها تحاول السعي نحو تحقيق سلام عادل وشامل في أول عام للحرب لكن تجار الحروب والمنتفعين منها أبوا إلا الاستمرار في خوضها رغم ما حدث بعدها من خراب ودمار ودماء غزيرة تنزف حتى اللحظة ، ومن تجربتي السياسية في حرب 1962م حتى 1968م فإن السلام والاستقرار والهدوء والطمأنينة مطالب شعبية لم نتنازل عنها إلا للضرورة القصوى بعد ان ادعى كل طرف انه يخوضها من أجل الشعب ، وهي كذلك مطالب اجتماعية وسياسية واقتصادية لكل يمني لأنها تمثل عصب التنمية الشاملة ، فإلى‮ ‬السلام‮ ‬والمصالحة‮ ‬ولا‮ ‬شيء‮ ‬غير‮ ‬ذلك،‮ ‬وهي‮ ‬تجربة‮ ‬غنية‮ ‬رغم‮ ‬اعتراض‮ ‬البعض‮ ‬وغضب‮ ‬البعض‮ ‬الآخر‮..‬

‮*‬هناك‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬القوى‮ ‬السياسية‮ ‬للأسف‮ ‬الشديد‮ ‬رحبت‮ ‬بالعدوان‮ ‬وشاركت‮ ‬فيه‮.. ‬كيف‮ ‬تنظرون‮ ‬لهذا‮ ‬الجانب؟
- من يرحب بالعدوان من أي طرف ليس يمنياً ، ومن يعارض العدوان فهو يمني مخلص وشجاع ومتطلع لمستقبل زاهر لهذا الوطن المغبون والمظلوم من قادته وقواه الحزبية والسياسية السلبية التي لم يحرك فيها العدوان على الشعب والوطن اليمني أي مشاعر وطنية أو أحاسيس إنسانية خاصة لو عاش داخل الوطن خلال هذه الأعوام التي شهدت خراباً ودماراً لكل ما كان داخله من منجزات ثورية ونهضة عمرانية وحضارية حديثة لن نستطيع تعويضها إلا بعد سنوات من الكد والتعب والجهود الجبارة التي لن يلحق بها جيلنا ، أما إذا استمرت هذه الحرب الملعونة فلن يلحق بها أحفادنا وأولاد أحفادنا .. فإلى السلام لا الاستسلام ، والمصالحة في ظل حلول شاملة وعادلة وأولها تطبيق اتفاق السويد كاختبار للنوايا الوطنية الصادقة التي تسعى لهدف إنهاء الحرب والرحمة والرأفة لهذا الشعب المسكين والمغلوب على أمره والمظلوم من قِبَل كل الأطراف ‮..‬
‮* ‬هل‮ ‬من‮ ‬دور‮ ‬مأمول‮ ‬لمجلس‮ ‬الشورى‮ ‬لإخراج‮ ‬البلاد‮ ‬من‮ ‬اتون‮ ‬أزمتها‮ ‬الراهنة؟
- أقول بكل اخلاص وشجاعة لو أن القيادة السياسية قرأت توصيات واستشارات مجلس الشورى بكل تأنٍّ ورغبة صادقة في الاصلاح لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه، والآن لو ان القيادة السياسية من أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام التي تحكم وتتحكم بمصير الوطن حرباً أو سلماً تتلقى توصيات واستشارات مجلس الشورى القديمة والجديدة تمحصها وتفحصها وتأخذ منها ما يفيدها في اتخاذ القرارات فإن مجلس الشورى القديم والذي كان يسمى مجلس الحكماء، والمجلس الجديد الذي ضم أعضاء جدداً بإمكانه ان يسهم بمعونة حكمائه القدامى في مساعدة متخذي القرار في اتخاذ لقرار الصائب والذي يرفد مساعيهم في كل الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية شريطة أن لا تكرر القيادة السياسية نفس ادخال التوصيات والاستشارات الشوروية داخل الادراج لتنضم إلى سابقاتها التي عفى عليها الزمن وحان نقلها إلى متحف التاريخ.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-55237.htm