كتب / يحيى علي نوري - يرقب الوسط المؤتمري العريض باهتمام بالغ وغير مسبوق انعقاد الدورة الاعتيادية للجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر والتي من المتوقع ان يعلن موعدها خلال الايام القليلة القادمة
ومبعث هذا الاهتمام بهذا الانعقاد يعود الى كون اللجنة الدائمة الرئيسية أحد اهم التكوينات القيادية العليا التي تمثل جهازا استشاريا للمؤتمر يضم مختلف الكفاءات والكوادر المؤتمرية على مستوى مختلف القطاعات التنظيمية علاوة على كون هذا الانعقاد يأتي في ظل ظروف غير عادية يمر بها المؤتمر الشعبي العام حيث يحاط بالعديد من التحديات الكبرى والتي جعلت من مرحلته الراهنة الاخطر في تاريخ مسيرته..
مرحلة تكاد افرازاتها ان تعصف بكيانه واضحى لازما عليه التعامل معها وفق رؤية وطنية وتنظيمية تضمن له القدرة على تجاوز التحديات والاستمرارية كتنظيم فاعل في الحياة اليمنية..
ولاشك ان هذه المعطيات قد ساهمت الى حد كبير في تشكل هذا الاهتمام القاعدي للمؤتمر بالدورة الاعتيادية وتعاظم الآمال والتطلعات المؤتمرية في ان تخرج بنتائج اكثر استجابة لمتطلبات الدفع بالمسار المؤتمري القادم بالصورة التي تتفق مع عظمته ومكانته وارثه وانجازاته الوطنية..
تطلعات وآمال عريضة كان لها ايضا ان اكسبت عملية التهيئة والاعداد للدورة اهتماما كبيرا جعل من قيادة المؤتمر تحرص على جعل عملية الاعداد تعبر عن هذه التطلعات للوسط المؤتمري اضافة الى كونها تمثل حاجة مؤتمرية ملحة يفرضها الواقع المعيش كما يفرضها النظام الداخلي للمؤتمر باعتبارها محطة اجبارية ليس امام المؤتمريين خيار غير ذلك خاصة وان اللجنه الدائمة تمثل احدى اكبر تكوينات المؤتمر القيادية التي يتزامن انعقادها بعد احداث ديسمبر المؤسفة والتي فقد المؤتمر بسببها قائده المؤسس الزعيم الشهيد الصالح والشهيد الامين العام عارف الزوكا علاوة على ما احدثه هذا الحدث المؤسف من افرازات خطيرة على المؤتمر كان لقيادته الجديدة برئاسة الشيخ صادق بن أمين ابو راس رئيس المؤتمر وزملائه في القيادة بذل جهود عظيمة وما زالت متواصلة حتى اليوم وجميعها تصب في بوتقة واحدة هى الانتصار للوطن والشعب والمؤتمر وتعزيز كل ذلك من خلال انعقاد اللجنة الدائمة وماسوف تخرج به من نتائج تعمل على الحفاظ على المؤتمر وتمكنه من مواجهة كافة مشاريع تمزيقه وتشتيته والتي تحاول عبثا النيل من وحدته لخدمة اهداف ومآرب لاعلاقة لها به وتستهدف دوره الوطني الرافع للقضايا الوطنية والى وسطيته واعتداله وخبرته في ترسيخ وتجذير قيم ومثل الحوار المسؤول في مواجهة مختلف التحديات وعلى رأسها مايعتمل منذ اربعة اعوام من عدوان غاشم بات يهدد كل شيء بالحياة اليمنية ناهيكم عن المتطلبات العاجلة للمؤتمر من مهام ومسؤوليات تفرض على كل اعضائه المزيد من الاصطفاف والتوحد من اجل الحفاظ على تنظيمهم وباعتبار ذلك يمثل المهمة الاولى للمؤتمريين لضمان استمرارية تنظيمهم بصورة تتطلب منهم التعامل مع كل التحديات برؤية ثاقبة تجنبه الوقوع في اتون التشظي والتشتت التي يخطط لها اعداؤه من خلال مواجهة كل محاولات التمزيق التي يحلو للبعض السير في اتجاه الاضرار به..
دورة المكاشفة
ان وصفنا هنا للدورة الاعتيادية القادمة بكونها دورة المكاشفة لم يأتِ من فراغ وانما من حيثيات موضوعية ومنطقية ندرك ان قيادة المؤتمر حريصة كل الحرص على استغلال هذا الحدث في مكاشفة اللجنة الدائمة التي تمثل الجهاز الاستشاري المساعد للامانة العامة للتنظيم وهو التكوين القيادي الاكبر من حيث مدخلاته من العضوية والتي تزيد على 1200 عضو جميعهم يمثلون العملية التنظيمية وبمختلف قطاعاتها وهو مايعني ان الدورة ستمثل فرصة ثمينة لكل هذه الفعاليات في الوقوف امام مختلف المشكلات والتحديات التي تعاني منها العملية التنظيمية خلال هذه المرحلة الخطيرة من مراحل مسيرة المؤتمر الامر الذي يتطلب المكاشفة ازاء مختلف القضايا وحتى يحاط الجميع بكل أبعاد المشهد المؤتمري وبمختلف تفاصيله واظهار الواقع الراهن دون رتوش ومايمثله من مخاطر حقيقية، وما يتطلب على اللجنة الدائمة ان تقوم به من دور تاريخي في استكمال متطلبات الحفاظ على المؤتمر وبدرجة من الالتزام بالمهنية التنظيمية من خلال نتائج تعبر عن هذا الواقع وتحدد بدقة متناهية المعالجات الناجعة لكل المشكلات العالقة بالعملية التنظيمية وفي اطار من الخطط والبرامج الكفيلة باشراك كل المؤتمريين على حد سواء في انجاز مهامهم ومسؤولياتهم ..
وبما يعمل على تهيئة مشهد جديد يتفق تماما مع الواقع الجديد الذي يعيشه المؤتمر كتنظيم اصبح خارج إطار السلطة والحكم وبات عليه شحذهمم قواعده والاعتماد عليها في تنفيذ برامجه وخططه وفي اطار رؤية ادارية تنظيمية تستوعب تماما هذا المعطى الجديد وتؤسس لمرحلة تنظيمية تختلف تماما في اساليبها وطرقها عن تلك الخطط التي ظل المؤتمر يعتمد عليها خلال محطات عدة من مسيرته كاعتماده على الدولة التي يقودها وبما تمثله عناصره القيادية من نفوذ ..
ولعل اهم المتطلبات العاجلة على هذا الصعيد والتي يتطلع لها الوسط المؤتمري هو الادارة المفتوحة المرتكزة على تنمية المبادرات والاستغلال الامثل لما يتمتع به الوسط المؤتمري من قدرات وامكانات ومهارات ومعارف وامكانية ووضع كل هذا التنوع في اطار خطط وبرامج قصيرة وطويلة المدى تضمن ايجاد حراك مؤتمري قادر على انتشال فروع المؤتمر وتكويناته القاعدية من حالة السبات والتقوقع التي تعيشها حاليا بفعل الكثير من المشكلات المتراكمة منذ فترة طويلة ودون ان تجد لها المعالجات بالرغم من الانعقادات المستمرة لدورات الدائمة والمؤتمرات العامة والتي ذهبت جميع نتائجها ادراج الرياح ولم تجد لحظة واحدة في التفكير في كيفية بلورتها الى الواقع..، الامر الذي اكسب العمل المؤتمري حالة من الارتجالية والعشوائية وهو مازاد من مشكلات المؤتمر تعقيدا..
شاءت الاقدار ان تتحمل القيادة الجديدة للمؤتمر كل هذا الارث الارتجالي والذي شكل امامها اكواماً من المشكلات التي لايمكن تجاوزها الا من خلال رؤية ثاقبة في اطار مسلك جديد يتعامل مع كل هذا الواقع في اطار ادارة تنظيمية فاعلة وحيوية تؤمن بالتخطيط والتنظيم السليمين في اطار خطة تحرك تنظيمية على المستويين القريب والبعيد وبتجرد كامل عن الارتجالية وحالات الانتهازية التي استغلت المؤتمر كمحطة ترانزيت لبلوغ مناصب قيادية عليا..
ولاشك ان المكاشفة التي ستحكم اعمال دورة الدائمة ستعبر عن رغبة اعضاء اللجنة الدائمة في التعبير الصريح عن آرائهم ومواقفهم ازاء مختلف التحديات والمشكلات وفيما يرونه من اساليب وطرق للمعالجة ..؛ كما ان حالة الاستعدادية لقيادة المؤتمر في الاستماع لكل ماسيطرح سيشجع ايضا على تهيئة مناخات للدورة اكثر صحية ويجعلها محطة نقية وصحية وفلتراً فاعلاً وعملياً لجمع كل الآراء العملية والواقعية التي تضمن تحقيق بدايات مثمرة على المستوى القريب ، بل والعاجل وتفتح مسارات جديدة امام العملية التنظيمية تعتمد على امكانات المؤتمريين بصورة اساسية ودون غيرهم ..
ولاشك ان المتابع لكل ماتقوم به قيادة المؤتمر في هذه المرحلة الجديدة برئاسة الشيخ صادق بن امين ابوراس رئيس المؤتمر سيلاحظ بوضوح ان معظم اللقاءات التشاورية والموسعة التي تم عقدها مع فعاليات مؤتمرية مختلفة وما تم انجازه على صعيد تفعيل الهيئات المؤتمرية البرلمانية والشوروية والوزارية سيجد ملامح عدة لهذه المكاشفة التي تهيئ وتخطط لعهد جديد لمسار المؤتمر ويتفق مع واقعه ويهيئ لدور فاعل لقياداته يخالف كثيرا عن السابق..، حيث افتقد الوسط المؤتمري لهذه الادوار وظل يدفع ثمنا باهظا لقيادات تأتي وتذهب لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب مصلحة المؤتمر خاصة تلك القيادات وما اكثرها التي سرعان ماتخلت عنه وقفزت منه مسرعة مع بداية الأزمة في العام 2011م..
وازاء هذه المعطيات الايجابية التي تزدحم في طور عملية التهيئة والاعداد لدورة الدائمة فإن التفاعل المؤتمري سيتجلى من خلال الحضور الايجابي لأعضاء اللجنة الدائمة الرئيسية وهو حضور سيكون مشرفا حسب المؤشرات الراهنة لهذا التفاعل والذي نتطلع الى ان يجسد اعلى درجات الانضباطية التنظيمية من خلال الحضور الفاعل المصحوب بروح تنظيمية تواقة لمزيد من المناقشات والمداخلات المسؤولة ازاء مجمل القضايا المطروحة..، وبأن يشكل جميع اعضاء الدائمة الرئيسية لوحة الولاء التنظيمي الصادق الى جانب قائدهم الصادق وان يعروا بمواقفهم المسؤولة كل التقولات والشطحات التي تصدر من اكثر من جهة بهدف التشكيك بمصداقية دورة انعقادهم واظهارها بمثابة الخطوة التي تستهدف النيل من وحدة المؤتمر وتماسكه والاستئثار بالقرار المؤتمري من خلال تصفية حسابات لا وجود لها الا لدى اصحاب العقليات التآمرية والتي وحدها تنتج هذه السيناريوهات بخيالها التآمري الخصب في حالة تعبيرية عن رفضها لانعقاد هذه الدورة والتي ترغب في استمرار العمل المؤتمري في حالة جمود وتوارٍ عن الاضواء والتفاعل باعتبار ذلك يخدم مخططاتها ويفتح لها مجالا اكبر للمزايدة والمناكفة واللعب على سيناريوهات تشظي وتمزيق المؤتمر..
وختاما فإننا ونحن نرقب مع الوسط المؤتمري انعقاد هذا الحدث المهم ومعنا ايضا المهتمون والمختصون بدراسة الحياة الحزبية ورصدها باليمن نثق ان دورة الدائمة ستكون دورة تاريخية سيشار لنتائجها بالبنان كواحدة من الاشراقات التي أمكن للمؤتمريين تحقيقها في عهدهم الجديد وكان لها الدور الكبير في الحفاظ على المؤتمر والدفع بمختلف مسارات نشاطه الوطني والتنظيمي وبأنها قد هيأت الطريق امام الفعالية الكبرى للمؤتمريين والمتمثلة في انعقاد المؤتمر العام الثامن والذي يعد المحطة الاكبر التي ستظل قيادة المؤتمر تواصل نضالها حتى انعقاده في الوقت المناسب والذي نأمل ان لايكون بعيدا..
كما لايفوتنا هنا ان نطالب مختلف قيادات المؤتمر واعضاءه المتواجدين بالخارج بأهمية تفاعلهم مع هذا الحدث المؤتمري الذي لن ينتصر الا لوحدة وتماسك المؤتمر والمؤتمريين وهو ماسوف تؤكده نتائج دورة الدائمة..
|