يحيى العراسي - يستعد المؤتمر الشعبي العام في هذه الاثناء لانعقاد الدورة الاعتيادية للجنة الدائمة ولاشك أن هذا الانعقاد بعد أن نال التحضيرات اللازمة على مختلف المستويات التنظيمية يمثل أهمية بالغة واستثنائية قياساً بالظروف التي تمر بها بلادنا وتأكيداً على حيوية وقدرة المؤتمر على تجاوز التحديات والملمات من أجل الخروج برؤية واضحة وتوصيات وقرارات تعزز الدور الوطني والصمود الذي يضطلع به المؤتمر في مواجهة العدوان الغاشم..
ومن المؤكد أيضاً أن هذه الدورة للجنة الدائمة وما يحيط بالوطن من ظروف بالغة التعقيد ستخوض في كافة التطورات والمستجدات التي طرأت على الوطن خلال الفترة الماضية منذ العدوان البربري في 26 مارس 2015م واكتشاف الحقد الدفين والمؤامرة الدنيئة التي كان يحيكها تحالف العدوان تجاه اليمن الارض والانسان وكذا منذ بزوغ مؤامرة 2011م التي مهدت لارتجاجات واهتزازات خطيرة وايذاناً بتفكيك الدولة والمجتمع.. وما يبعث على التفاؤل بل والسرور أن المؤتمر كان ولايزال في مواقف ثابتة منحاز للوطن وأمنه واستقراره وظل حياً قوياً مواجهاً تلك التحديات الجسيمة والارتجاجات الطاغية وآخر ذلك التأكيد استقبال رئيس المؤتمر الشيخ / صادق بن أمين أبوراس للنواب الجدد وفقاً لنتائج الانتخابات البرلمانية التكميلية التي تمت في النصف الأول من شهر إبريل والتي شكلت ضربة معلم في طريق تعاظم قدرات المؤتمر وصموده.. وقد أشار الشيخ / صادق أبوراس رئيس المؤتمر خلال لقائه بالذين فازوا بعضوية مجلس النواب إلى أن مسئولية النواب الجدد تتعاظم أمام أبناء دوائرهم بصفة خاصة وشعبهم وجماهيرهم العريضة بصفة عامة وحث الجميع على متابعة الهموم وحل مشاكلهم والتأكيد على وحدة المؤتمر واستعادة دوره القيادي والريادي الوطني من أجل الامن والاستقرار والتنمية.. وقال: المؤتمر كان وسيظل حزباً مدنياً ليس له أجنحة وميليشيات عسكرية.. وأكد رئيس المؤتمر الصادق بن أمين أبو راس ان المؤتمر يمد يده للسلام العادل والشامل الذي يحفظ لليمن أمنه وسيادته.. كيف لا والمؤتمر الشعبي العام نهر عميق يمضي إلى الأمام دون ضوضاء أو ضجيج .. ومن المهم ان نشير هنا إلى أن المؤتمر منذ تأسيسه قبل أربعة عقود على يد المؤسس الشهيد الزعيم / علي عبدالله صالح ومعه الشيخ صادق أمين أبوراس رئيس المؤتمر والقيادات الوطنية والشعبية والوجاهات الاجتماعية التي اصطفت وتضامنت في مسيرة البناء الوطني على مختلف مستوياته التنموية الاقتصادية والسياسية والديمقراطية وعلى مختلف الصعد وقد انجز ما انجز في مسيرة البناء وحقق تحولات نوعية عميقة كان لها الاثر الواضح والجلي في التطور التنموي والاقتصادي والسياسي وقاد مرحلة إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وأصبحت اليمن بعد ذلك من الديمقراطيات الناشئة في تطور لافت على المستوى الاقليمي والمنطقة كلها وبات اليمن يمارس الديمقراطية على أصولها وخصوصاً منذ ما بعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، انتخابات نيابية سرت منذ عام 1993م بعد إنهاء الفترة الانتقالية مباشرة وانتظمت الاحزاب في برامج وجرت انتخابات رئاسية منتظمة وهي خطوات متقدمة جداً اذا ما قارنا بأن البرلمان البريطاني بدأ منذ العام 1600م بقيادة الاحرار والمحافظين وغيره.. وربما للتذكير بأن البنيان والعمران والانتاج النفطي والتطور الاقتصادي كان لجهود المؤتمر كحادي لمسيرة البناء والاعمار أثر بالغ وعظيم لاينكره أحد وها هو المؤتمر اليوم يمضي نافضاً عنه ركام الحرب والمؤامرة صوب الغد المأمول بعيداً عن أي مساومات أو اغراءات ومغلباً مصلحة الوطن العليا وحق اليمن في الامن والاستقرار والوحدة وهذه الأهداف السامية هي من شروط الأمن والسلام الاجتماعي وتضمنها الأمم المتحدة والأطراف الدولية والمنظمات المعنية على مختلف مستوياتها الدولية كأسس لا تنتقص وقوانين ثابتة من النواميس والقوانين الدولية.. ولابد هنا من الاشارة وفقاً لما هو مفهوم عن مسيرة المؤتمر الشعبي العام وإيمانه بالديمقراطية ممارسة وسلوكاً نتوقع مناقشات مستفيضة وجادة وقد يكون لها ما بعدها من برمجة وأسس في إطار نقاشات وفعاليات هذه الدورة الاعتيادية وما تعنيه من أهمية بالغة خصوصاً وان قيادات المؤتمر برئاسة الشيخ صادق بن أمين أبو راس تستشعر عظمة المسئولية والأهمية الاستثنائية التي تمثلها المرحلة وما جرى من إعداد وترتيب دقيق لإنجاح هذه الدورة.. ولعل هذا الحرص وهذه الاهمية تأتي في إطار مواجهة هذا العدوان الغاشم والبربري الذي لم يستثن أحداً في تدميره الشامل للحجر والبشر والأرض والإنسان ، متجاوزاً المبادئ الاسلامية والاعراف الدولية وحق المجورة وما أوصى به الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في حق الجار ولكنه الحقد الدفين واللؤم والكراهية الناتج عن غباء أهوج، متناسياً ما يولده ذلك من حساسيات واحقاد على مدى التاريخ القريب والبعيد. وفي هذه النقطة لابد من الاشارة إلى أننا نفتخر بخبرات قيادة المؤتمر ومعرفتهم بخبايا وصناعة التاريخ وكذلك تجاوز العثرات والازمات بكل صورها ومستوياتها والنهوض من جديد وتجاوز كل الحسابات الضيقة والمصلحة الانانية ورسم معالم المستقبل في طريق الديمقراطية والحداثة والشراكة الوطنية من أجل البناء والتنمية بكل ثقة وأمل وبإرادة قوية وفولاذية منطلقاً من استراتيجيته الوطنية القوية.. ومستلهماً تطلعات واماني الجماهير العريضة بعيداً عن التميز أو التحيز جهوياً أو مناطقياً أو مذهبياً وإنما من مضامين وأهداف "الميثاق الوطني" كدليل نظري صاغته إرادة الجماهير وكل القوى من النخب الحزبية والاجتماعية والوجهات الوطنية.
|