حوار/ نجيب شجاع الدين - أكد الشيخ يحيى غوبر عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام أهمية انعقاد دورة اللجنة الدائمة الرئيسية ودورها في تحديد ملامح المستقبل للمؤتمر.
مشيراً إلى أن المؤتمريين سيناقشون كافة القضايا الحيوية والمهمة على المستوى الوطني والتنظيمي وبما يسهم في تعزيز النشاط المؤتمري.
وطالب بضرورة وضع برنامج عمل وخطة مزمنة بمهام المرحلة المقبلة.
وقال الشيخ غوبر: إن المؤتمر لا يفكر في الانسحاب من الشراكة مع أنصار الله نظراً لاستمرار العدوان على بلادنا .. إلى التفاصيل ..
*انعقاد الدورة الاعتيادية للجنة الدائمة الرئيسية.. ما الذي يحمله هذا الحدث من أهمية ودلالات ؟
- أعتقد أن متطلبات المرحلة الراهنة على المستوى التنظيمي للمؤتمر الشعبي العام تستدعي العمل على تنشيط آلية الاتصال والتواصل فيما بين مختلف المكونات المؤتمرية وتفعيل العملية التنظيمية ومن بينها أن يعاود أعضاء اللجنة الدائمة الرئيسية عقد اجتماعاتهم وفق نصوص ولوائح النظام الداخلي للمؤتمر الشعبي العام.
ولاشك أن هذه الدورة التي كان الشيخ صادق بن أمين أبوراس دعا إليها منذ وقت مبكر وتم الإعداد والتحضير لها بشكل جيد ومهني، ستكون واحداً من أبرز قضايا المؤتمر خلال العام الحالي 2019م وهي بالتأكيد حدث على درجة عالية من الأهمية على المستوى التنظيمي والوطني ذلك أنه يأتي عقب الصدمات الأخيرة التي تعرض لها المؤتمر في ديسمبر الماضي والتي أدت إلى استشهاد المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام والأمين العام للمؤتمر عارف عوض الزوكا.
وعلى كل فإن المرحلة الراهنة بمجملها تحمل أهمية كبيرة في تاريخ ومسيرة المؤتمر الشعبي العام نظراً لحجم التحديات والمخاطر التي يواجهها والتي يعمل بجهد دؤوب للتغلب عليها وقد نجحت قيادة المؤتمر ممثلة بالشيخ صادق بن أمين أبوراس في احتواء العديد من المشكلات والمصاعب وإنهاء حالة الارتباك والتخبط التي شابت فترة بدايات العام الماضي وإعادة الاستقرار للمؤتمر عموماً ..
وبالتالي كان لزاماً علينا جميعاً في اللجنة العامة وفي قيادة المؤتمر أن ندعو أعضاء اللجنة الدائمة الرئيسية لانعقاد هذه الدورة وذلك لمناقشة كافة القضايا الحيوية والمهمة على المستوى المؤتمري والوطني وبحث كيفية التعاطي مع متطليات المرحلة من مخاطر وتحديات تواجه المؤتمر الشعبي العام خصوصاً كما تستهدف الوطن عموماً من عدوان بربري سافر يواصل ارتكاب جرائمه الوحشية بحق الشعب اليمني للعام الخامس.
ان انعقاد دورة اللجنة الدائمة الرئيسية يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المؤتمر الشعبي العام أكثر قوة وصلابة وتماسكاً وأنه لايزال حزب الوطن الرائد والقادر على تلبية تطلعات الجماهير والمتواجد على امتداد الساحة الوطنية في كل مديرية وفي كل قرية وبيت.
*ما أهم الموضوعات التي ستقف أمامها الدورة وما النتائج المرجوة التي ستخرج بها؟
- هناك الكثير من الموضوعات والتي لابد من طرحها وفقاً لمهام واختصاصات اللجنة الدائمة الرئيسية التي حددها النظام الداخلي مؤتمر .. حيث ستقدم المكونات القيادية تقاريرها في الدورة وفي مقدمها التقرير المرفوع من رئاسة المؤتمر والذي سيتضمن مناقشة جميع المسائل التنظيمية والوطنية وبيان التحديات التي تواجه العمل المؤتمري وما الحلول والانجازات التي حققتها قيادة المؤتمر وأعضاء اللجنة العامة إضافة إلى مناقشة القضايا المتعثرة أو التي لم تستكمل بعد.
وفي رأيي أن الدورة ستضع الجميع أمام الصورة الكاملة للواقع المؤتمري والوطني وبمايسهم في تعزيز النشاط المؤتمري على المستويات كافة.
في الجانب التنظيمي أعتقد أن على المؤتمر استكمال بعض الاجراءات الضرورية والتي يفرضها عليه نظامه الداخلي ومنها انتخاب أمين عام للمؤتمر الشعبي العام وبالتأكيد فان البيان الختامي عن أعمال الدورة سيكون مثمراً وذا نتائج إيجابية ومشتملاً على جميع الجوانب حيث سيناقش المؤتمريون أيضاً الخطوات المستقبلية وبالتالي وضع برنامج عمل وخطة مزمنة لمهام المرحلة المقبلة.
*ثمة من يروج بأن قيادة المؤتمر في اللجنة العامة تحاول التهرب من مسئولياتها .. كيف ترد على ذلك؟
- هذه أباطيل تبناها عدد قليل من بسيطي التجربة والخبرة في العمل السياسي ممن ظلوا يراهنون خلال الفترة الماضية على أن المؤتمر قد أنتهي ولكن المؤتمر تمكن من إسكاتهم نهائياً.
المؤتمر لم ينته فقد وجد ليبقى والمؤتمر ليس مجرد أشخاص مهما كانت مكانتهم .. أتفق معك بأن المؤتمر الشعبي العام في عهد الزعيم علي عبدالله صالح رحمه الله كان قوياً إلا أنه ورغم الأحداث المؤلمة التي مر بها مؤخراً لم يضعف وذلك بفضل إيمان أعضائه بتنظيمهم الرائد وحنكة وخبرة قيادته ، كما أن الزعيم رحمه الله لم يساهم في تأسيس المؤتمر من أجله شخصياً وإنما المؤتمر وجد من أجل الشعب كتنظيم وإطار سياسي واسع ووفق أدبيات وبرامج عمل ودليل فكري ونظري هو الميثاق الوطني ووفق نظم ولوائح داخلية.
*علي الواقع كيف يمكن إثبات ذلك؟
- اؤكد مجدداً أن المؤتمر ورغم المؤامرات التي استهدفته مؤخراً لايزال 98٪ من أعضاء وقيادات المؤتمر موجودين داخل البلاد في حين أن البقية هم الذين غادروا إلى الخارج لعدة أسباب غير أن غالبية هؤلاء القيادات والأعضاء لم تتغير مواقفهم ولم تنتم لبعض التحالفات وإنما مؤتمرية ومرتبطة بقيادتها في الداخل .
وصراحة مهما اتفقنا أو اختلفنا مع جماعة أنصار الله فإن المؤتمر كان وسيظل صاحب مواقف وطنية معروفة مشهود لها وصاحب مبدأ ثابت فهو منذ البداية يقف ضد العدوان ويرفض التدخل الخارجي في الشئون الداخلية لبلادنا ولن يقبل بأي محتل وغاز لأراضيه .
كيف يمكن لأي مؤتمري أن يقف في جانب من يمارس جرائم القصف والقتل بحق اخواننا وآبائنا وأمهاتنا وأطفالنا وإلى جانب من يدمرون منازلنا ومستشفياتنا ومدارسنا وطرقاتنا وكآفة المنشآت العامة والخاصة.
*ماذا عن الشراكة بين المؤتمر وأنصار الله .. هل ستتم مناقشتها في اجتماع الدائمة الرئيسية ؟
- من الضروري أن يتم تقييم الشراكة ذات الصلة وأنصار الله واستيعاب المقترحات ذات الصلة .. قد يكون هناك ملاحظات وإخطاء يجب تصحيحها في شراكة المؤتمر مع أنصار الله إلا أنه في رأيي المؤتمر لا يفكر في الانسحاب من هذه الشراكة طالما وأن العدوان على بلادنا مستمر .
فذلك لايخدم المصلحة الوطنية ويضعف الجبهة الداخلية الصامدة.. من المستحيل أن يتخلى المؤتمر عن مسئولياته وعن القيام بواجبه المقدس في الدفاع عن الوطن باتخاذ قرارات قد تساعد قوى الشر والإرهاب والاحتلال على بلادنا.
*كيف تنظر لمستقبل العمل المؤتمري في ضوء كل هذه المعطيات؟
-قطعاً.. أن نشاط المؤتمر خلال الفترة المقبلة سيكون أكثر وأفضل مما هو عليه الآن ولاننسي أن غالبية الناس هم مؤتمريون إضافة إلى أن المؤتمر منذ تأسس هو تجربة يمنية خالصة وليس فكرة مستوردة ولم تمل عليه أي من نظرياته وأفكاره من احزاب أو تيارات سياسية خارجية كما أن المؤتمر لا يعتمد على دعم دول أو جهات أجنبية وإنما يعتمد على نفسه وقد نشأ من واقع اليمن، وأعضاؤه يمنيون ولذا لا قلق على المؤتمر لأنه وجد ليبقى وسيظل موجوداً ويتطلع للأفضل.
*إلى أي مدى نجحت قيادة المؤتمر في تجاوز التحديات الماثلة؟
-لقد كان توفيقاً من الله سبحانه وتعالي أن ينجو الشيخ صادق بن أمين أبوراس من حادثة جريمة استهداف مسجد الرئاسة في العام 2011م وأن يبقى في قيادة المؤتمر ويعمل على حمايته والحفاظ عليه عقب أحداث ديسمبر الماضي.
حقيقة إن الشيخ صادق أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام بذل جهوداً غير عادية خلال الفترة الماضية حيث سارع إلى لملمة المؤتمر من الشتات وإخراجه من الأزمة إلى بر الأمان.
ليس ذلك بالأمر بالمستغرب لأن الشيخ صادق أبوراس يمتلك تاريخاً وطنياً ومؤتمرياً مشرفاً لا ينكره إلا جاحد فقد كان واحداً من أبرز مؤسسي المؤتمر ومن أكثر قياداته كفاءة واقتداراً ومعرفة بشئون العمل التنظيمي وبالتالي فإن الجميع يثق في قدرة المؤتمر بقيادة الشيخ صادق بن أمين أبوراس على تخطي الصعوبات وتحقيق كل ما يصبو إليه المؤتمريون في جميع أنحاء الجمهورية.
*بحكم أنك برلماني سابق .. كيف تنظر لعقد بعض أعضاء مجلس النواب جلسة في سيئون؟
-هذه خيانة .. وأصحابها ممن فقدوا مصالحهم الأنانية فهربوا إلى احضان الغزاة والمعتدين للتكسب منهم وكان حضورهم اجتماع سيئون أشبه بمنافسة من سيربح المليون..
لايزال أمام هؤلاء فرصة للعودة والتراجع عن اخطائهم والاستفادة من قرار العفو العام هذا إذا كانوا يريدون إيجاد حل سلمي للبلاد.
*يواجه المؤتمر منذ سنوات العديد من المخططات التآمرية .. برأيك لماذا المؤتمر تحديداً؟
-لأنه الشعب واختيار الشعب لأن المؤتمر ليس لديه جناح مسلح أو ميليشيات مثل بعض الاحزاب وليس فكراً عقائدياً وليس تابعاً أو مؤطراً تحت أي تنظيم أو تيار سياسي خارجي وليس أداة لأي جهة خارجية.
المؤتمر هو الشعب ولذا فإن عمليات استهدافه واستهداف قياداته بدأت منذ العام 2011م بغية الاطاحة به تماماً لأنه الأقوى على الساحة ويمتلك قاعدة شعبية تتجاوز نسبة الـ 70٪ مقارنة بالأحزاب الاخرى.
*كلمة أخيرة؟
-أوجه نصيحتي لكل مؤتمري ألا ينخدع وراء المشككين والمتربصين بوحدة وتماسك التنظيم واليمن عموماً.
وعلى المؤتمريين التزام مبادئ تنظيمهم الرائد التي تغلب المصلحة الوطنية على ماعداها.
نحن في قيادة المؤتمر مستعدون للتضحية من أجل الوطن ولسنا طامعين وراء مناصب أو مكاسب سلطوية وإنما يهمنا خير وبناء الوطن وتضميد الجراح العميقة التي آلمت بالمؤتمر الشعبي العام إضافة إلى تلك التي اصابت اليمن فلابد من توحيد الصفوف واجراء مصالحة شاملة مع كافة الاطياف والقوى السياسية في الداخل والخارج ولابد من توسيع عمل قانون العفو العام ليشمل الجميع دون استثناء ويضمن للمستفيدين منه كامل حقوقهم وحرياتهم.
|