عبدالمجيد الحنش - لقد مر المؤتمر الشعبي العام كتنظيم سياسي وكحزب حاكم بظروف ومراحل متعددة ابتدء من مرحلة التكوين في بداية الثمانينيات من القرن الماضي حيث ثم إنشاؤه ليكون إطاراً جامعاً يضم كل القوى السياسية والحزبية بغرض اشراك الجميع في المشاركة في السلطة ورسم السياسيات العامة للدولة وكذا توحيد الجبهة الداخلية بهدف مواجهة التحديات التنموية والعسكرية والأمنية خاصة مع وجود الصراع بين نظامين مختلفين في الشمال والجنوب في مرحلة التشطير..
وأيضاً لكي لا تعمل تلك التنظيمات السياسية بشكل منفرد بالخفاء وتدير الانقلابات وتحيك المؤامرات ضد السلطة للهروب من وضع ظن غير مستقر لسنوات طويلة نتيجة للصراع على السلطة في كل من الشمال والجنوب فكان المؤتمر الشعبي العام خيار اقتضته ضرورة المرحلة التي كانت تحرم فيها التعددية السياسية وفقآ للدساتيير في تلك المرحلة في كلا الشطرين ..
وللبحث عن الاستقرار والشروع في بناء الدولة وخوض غمار التنمية المستديمة والاستقرار السياسي عبر مشاركة كافة القوى السياسية في إطار المؤتمر الشعبي العام وبالفعل تحققت العديد من الإنجازات على صعيد شمال الوطن بقيادة رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح ..
وأهم هذه المشاريع التي تحققت التوسع في مشاريع الطاقة الكهربائية من خلال محطة المخا ومحطة الحديدة كعنصر مهم في التنمية..
وكذلك التوسع في الأنشطة الزراعية وتم فيها يمننة العديد من الخضروات والفواكه بدلاً عن استيراد كل شيء من الخارج فشهدت توسعاً للأراضي الزراعية وبناء القنوات والسدود للاستفادة القصوى من مواردنا وكان في اعتقادي ان هذا كان من أهم القرارات الوطنية الباحثة عن الاعتماد على الذات ونتائجه ملموسة وطيبة إلى الآن..
وكذلك التوسع في مجال التعليم الأساسي والثانوي والجامعي ناهيك عن التعليم الفني في مجالات مختلفة..
كل ذلك نتيجة الاستقرار السياسي، كما عمل المؤتمر كشريك رئيسي في تحقيق الوحدة اليمنية كواحدة من أهم الانجازات السياسية التي تحققت للإنسان اليمني المعاصر ..
وبعد تحقيق الوحدة اليمنية في 22مايو1990م وفي إطار دستور يمني جديد لليمن الموحد يعطي الحق لكل يمني في تنظيم نفسه سياسياً ونقابياً ونحو ذلك ..
وهنا كان على المؤتمر الشعبي العام أن يواكب هذه المرحلة وهو شريك رئيسي في صنعها للتحول الى تنظيم سياسي بعد أن خرجت من تحت عباءته معظم الأحزاب والتنظيمات السياسية التي كانت تعمل بالسر ومنها تنظيم الاخوان المسلمين (حزب الاصلاح)..
وخلال فترة التسعينيات والعقد الاول من القرن العشرين عمل المؤتمر الشعبي العام كطرف رئيسي وحزب مهيمن على السلطة على ترسيخ أولاً التجربة السياسية من خلال أنشاء اول تجربة ديمقراطية في المنطقة والعمل على ترسيخها قولاً وممارسة من خلال انتخابات برلمانية ورئاسية وصولاً إلى الانتخابات المحلية...
كما استطاع المؤتمر الشعبي العام أن يحقق العديد من الإنجازات في مجال التنمية على جميع الأصعدة المختلفة كالتعليم والصحة والطاقة والطرق والجسور والزراعة والمياه والموانئ البحرية والجوية بالإضافة الى التنمية السياسية والتداول السلمي للسلطة والحفاظ على الأمن والاستقرار والحفاظ على أهم مكسب لليمنيين الوحدة اليمنية...
وخلال كل هذه الفترة كان المؤتمر الشعبي العام هو أكثر التنظيمات السياسية اليمنية انتشارا على مستوى الخريطة اليمنية بحيث لا تخلو قرية مهما كانت صغيرة من منتسبي المؤتمر ناهيك عن انصاره وحلفائه وكان أمامه العديد من التحديات التي استطاع بالفعل أن يواجهها على مستوى الداخل والخارج ...
وشهدت اليمن خلال هذه الفترة أروع مرحلة من مراحل الاستقرار وبناء الدولة ونسمي هذه المرحلة بالمرحلة الثانية للمؤتمر الشعبي العام وهي المرحلة الذهبية أو العصر الذهبي للمؤتمر ولليمن بشكل عام حتى عام2011م وبعد ما يسمى بالربيع العربي يدخل المؤتمر في المرحلة الثالثة..
ففي الوقت الذي كان ينظر للمؤتمر الشعبي بأنه مجرد حزب سلطة أو آلية انتخابية موسمية للسلطة أي انه لا يستطيع ان يعيش أو يستمر خارج إطار السلطة وينظر الى أعضائه بأنهم مجرد منتفعين يبحثون عن المصالح الشخصية في إطار أي سلطة كانت وبعبارة أخرى فهو ليس تنظيماً سياسياً مؤدلجاً وليست له نظرية شاملة في الحكم والسياسة والاقتصاد و..و..الخ ..
وأنه بمجرد خروجه من السلطة سينتهي ويتلاشى وكأن لم يكن...
ولذلك عملت الأحزاب السياسية جاهدة ومجتمعة لصياغة العديد من المخططات والمؤامرات لاخراج المؤتمر الشعبي العام من دائرة السلطة بكل الوسائل وبدعم خارجي متعدد اعتقادا منها ان المؤتمر سينتهي بخروجه من السلطة ...
وبعد خروجه من السلطة هنا كانت المفاجأة ورغم حدوث العديد من الانشقاقات لمن كان يحسب على قيادته ظل المؤتمر واقفا رغم تحوله الى المعارضة ورغم تكالب كل القوى عليه بمن فيهم بعض من القيادات المؤتمرية في داخله.
|