حاوره / رئيس التحرير - اللواء علي بن علي الجائفي احد نجوم الحرية التي اندمجت في اطار تفاعلات الحركة الوطنية بصورة مبكرة واسهمت بفاعلية في الإنتصار للثورة اليمنية..
وكان من القيادات المهمة التي تولت مناصب قيادية في بداية الثورة واعلان الجمهورية ومنها عمله كنائب لرئيس هيئة الاركان العامة..
التقته "الميثاق" لتقطع حالة تواريه عن الانظار وتعيده إلى دائرة الضوء وذلك بمناسبة احتفاء شعبنا بأعياد الوحدة التي تمر اليوم في ظروف غاية الصعوبة والخطورة..
وجدناه بمنزله المتواضع يصارع امراض عديدة منها ماهو متصل بالشيخوخة، لكنه رغم ذلك حرص على استقبالنا بنفسه وتحدث معنا بشجون عن ذكرياته التي يعتز بها كثيراً وما زال بروحه الوطنية اكثر تطلعا لمستقبل افضل.. ويؤكد مراراً على ضرورة ان تواصل مسيرة الثورة والوحدة طريقهما نحو اليمن الجديد الذي ناضل واترابه من أجل بلوغه..
< في البداية سألناه عن شعوره الوطني ازاء ذكرى الوحده اليمنية..
-وقال وهو يمسك بيدي: الوحدة هى انجاز عظيم وكبير نفتخر به وهى بذلك تمثل تتويجا لأحد اهداف ومنطلقات الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر، وبقيامها عاد اليمن الى طبيعته وارضيته القوية والصلبة التي ينطلق من خلالها الى المستقبل بخطوات واثقة يستعيد خلالها مجده التليد وتاريخه الذي ما زالت اصداءه تدوي حتى اليوم في عالم الانسانية..
< كيف تنظرون للظروف التي تعيشها الوحدة اليمنية اليوم؟
-قول ااظروف التي يعيشها يمننا اليوم وهي ظروف تعكس افظع مرحلة يمر بها اليمن عبر تاريخه القديم والحديث والمعاصر ومع كل هذه الاهوال المتمثلة في العدوان وما افرزه من نعرات مناطقية وإضرار في النسيج المجتمعي فإن اليمنيين حتماً سوف يستوعبون تماماً اهداف المؤامرة على ثورتهم ووحدتهم وان شاء الله يصطفون في عناية هذه الانجازات التاريخية لهم وان يتجهوا نحو بناء دولتهم الحديثة التي تنشدها الثورة والوحدة..
واعتقد ان هذه التحديات كانت متوقعة خاصة مع تكالب القوى الحاقدة على شعبنا والتي كان لها مواقف مضادة ضد ثورته ومن ثم ضد وحدته، لكننا مع كل ذلك نعتبر هذه التحديات بمثابة تصحيح لمسار الثورة والوحدة..، وان شاء الله يتجاوز شعبنا بفضل قواه الخيرة هذه التحديات وينتصروا لوطنهم، ولا اعتقد اليوم ان أي يمني عاقل وناضج ومستوعب سيترك وطنه في هذه المرحلة ليكون لقمة سائغة لأعدائه.. واستطيع ان اخلص الى القول إنه لا خوف على الثورة والوحدة وان تقويتهما وتعزيزهما امر يتطلبه الزمن خاصة وأن أي ثورة او وحدة لابد ان تتعامل مع المتغيرات والتحولات واصلاح أي اختلالات وضعف ووهن يصيب مسيرتها..
< يبدو انكم متفائلون بلا حدود وهو تفاؤل يحدث لدينا آمال عراض بالمستقبل..
-التفاؤل مهم للغاية واذا لم نتفاءل فإن النتيجة خسران مبين لوطننا ولمستقبل ابنائنا، ولذا فإني ادعوا كل الثوريين والوحدويين ان يشيعوا التفاؤل ويبثوا الحماس ويدفعوا بالجيل الصاعد الى مواصلة المسيرة وفقاً للمعطيات التي يعيشونها وهى معطيات لاتخرج عن الحاجة الى الاصلاحات.. فإذا ما اصلحنا قضايانا وطورنا اساليبنا بشفافية ووضوح فنحن بذلك نخدم الوطن وننتصر لمتطلبات الأجيال..
انزل الى الشارع ستجد حالة من الزحام الشديدة وترتفع من عام لآخر الكثافة السكانية وكل ذلك يحتاج الى روح الثورة والوحدة ودور الدولة في التخطيط السليم لحل مشاكل الناس والايفاء بمتطلباتهم الحياتية..
< كثائر هل ترون ان الثورة اليمنية قد اخذت حقها في التوثيق لكل مشاهد بطولاتها وعظمة مسيرتها؟
-تأفف قليلاً وقال بحسرة: هذا السؤال الذي كنت ارغب في ان تطرحه.. تصور يا ابني ان من يحاولون تشويش الثورة كحدث تاريخي كبير هم من البعض من ثوارها أو من الذين يدّعون ثوريتهم.. وهؤلا ذهبوا للأسف الشديد نحو اعداد كتب أو مقالات أو احاديث ذكريات بصورة فجة ونجد طابع الانا يغلب على كل ما يعرضون له من احداث وحكايات وكلٌ يحاول اظهار نفسه بالاسد والنجم الساطع دون غيره وعلى حساب ادوار الآخرين الذين للأسف يتم اجهاض ادوارهم، بل الى درجة ازالتها من المشاهد التي يتناولونها وبصورة فظيعة لاعلاقه لها بالامانة التاريخية والاخلاقية التي تتستدعي منهم المصداقية والشفافية وأن يعطوا الناس حقهم دون أي انتقاص..
وهؤلاء للأسف هم الاكثر قدرة على الإصدار كون لديهم امكانات مالية او تجدهم قريبون من السلطة فتسهل لهم ذلك، والمشكلة الاكبر أن لانجد تفاعلات كبيرة في الرد على هؤلاء بهدف ايضاح الحقيقة..
< لكن الدولة عملت ندوات توثيقية لمسار الثورة؟
-نعم تم هذا لكنها لاتتم في اطار من الضوابط الحقيقية كأن تدار هذه الندوات من قبل متخصصين بشئون الثورة اليمنية وعلى إلمام كامل بكافة القضايا المطروحة بحيث يتم اشباع ما يقال ضعيفاً ويتم تفويته عبر شهادات تالية.. كما ان هذه الندوات اقتصرت على فتح الميكرفون وتوجيه الكاميرا فيقول أي شخص مايقوله ويتم توثيقه وهنا انتهى الامر، وكأن هذا التوثيق غير المنضبط يسهل للبعض من الكاذبين توثيق مايقولونه وبذلك يزيد الطين بلة..
< شخصيات تعاملتم معها ولم تنسوها..
-كثيرة هى الشخصيات الثائرة والسياسية وما زلت احتفظ بصورها في البوماتي واعود اليها من وقت لآخر..
< ماذا تقول ذكرياتكم عن الشيخ الشهيد أمين ابوراس رحمه الله؟
-رحمه الله رحمة الابرار هذا الرجل كان لي أن سافرت معه الى العديد من الاقطار العربية ومنها الالتقاء في مصر بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر، كان يحرص ابو راس خلال تواجدنا في كل دولة ليعبر بحماس كبير عن حاجة اليمن الى دعم ثورته وتهيئة سبل الحياة الجديدة لليمنيين، لم يتحدث يوماً الا عن الشعب ومظلوميته وكان يدعو الى مزيد من دعم الاشقاء لليمن وكان يقول دعمكم لليمن هو دعم لكم بإعتبار اليمن قلب الامة العربية..
< هل تتذكرون مواقف معينة مع الشيخ ابوراس؟
-كان رحمه الله كما قلت لك يتحدث عن وطنه وشعبه دون ان يتحدث عن نفسه ولذا كان شخصية جاذبة لكثير من القيادات والشخصيات وكان صناع القرار يهابونه ويستأنسون بارائه وكنت اتحدث معه في كثير من الاحيان في منزله بصنعاء وكانت لأحاديثنا معه جانب كبير من الوضوح فالامر يعني بوطن ونضاله وثورته وضرورات انفتاحه ليلحق بركب الحضارة..
كان رحمه الله شيخاً كبيرا لاتشعر معه بالمناطقية.. كان يعمل معه كثير من اليمنيين من حاشد وبكيل ومدحج ولاتشعر ان لديه مثلا نزعة بكيلية.. كنت تشعر معه انه شخصية تجمع هم وتطلع كل اليمنيين وهذا اعتقد ميزة لاتوجد لدى كثير من المشائخ..
كما ان ميزة الوفاء لدى ابوراس كأسرة تعد ميزة متأصلة مع كل من يتعرف عليه او من يلجأ له وخير دليل على هذا سلوك ابناءه حيث عملوا بوفاء كبير مع الرئيس علي عبدالله صالح ولم يتعاملوا معه كبكيل وكقبيلة يحاولون ان ينتزعون منه مصالح ضيقة وظلوا ابناء ابوراس على عهدهم حتى استشهد صالح..
< متى سيادة اللواء ستكتبون مذكراتكم؟
-كما ترى ياابني الحالة الصحية لم تعد تساعدني على الكتابة وءأمل فيما تبقى لنا من ايام في هذه الحياة ان يساعدني ابنائي واحفادي على كتابة هذه المذكرات..
كما ان الحياة ومشكلاتها واهوالها كانت جميعها اسباب في عدم وجود وقت للكتابة..
< كلمة أخيرة..
-اتمنى من الله العلي العظيم ان يمكن كل الخيرين من ابناء وطننا على العمل لإنقاذ وطننا من حاله الراهن واتمنى لشعبنا الانتصار في مواجهة كل المؤامرات التي مازالت تحاك ضده منذ قيام الثورة اليمنية وتعاظمت بعد وحدته
كما ارجوك ان توصل سلامي وتحياتي للشيخ صادق بن امين ابوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام الذي سعدت كثيرا بتوليه رئاسة المؤتمر فهو من اسرة عريقة ترعرعت على قيم وطنية واخلاقية وآل ابوراس يعرفون الرجال ويعرفون كيف يتعاملوا مع شؤون الناس وقصاياهم..
وذكّر الشيخ انه كلما كنت اتأخر في الجلوس بمنزل والده كان يقوم الشيخ صادق بإيصالي بسيارة الشيخ الى منزلي وهذا أمر في غاية التواضع لدى الشيخ ابوراس الذي حرص على ان يربي ابناءه على قيم الوفاء وحب الناس.
|