الميثاق نت -

الإثنين, 20-مايو-2019
د‮.‬قاسم‮ ‬محمد‮ ‬لبوزة -
تحل علينا الذكرى التاسعة والعشرون لاعادة تحقيق الوحدة اليمنية المجيدة والتي كان لتنظيمنا الرائد المؤتمر الشعبي العام الدور الرئيسي الى جانب الحزب الاشتراكي اليمني في تحقيقه باعتبارها احد اهم اهداف الثوره اليمنية سبتمبر واكتوبر في الـ22 من مايو من العام 1990م‮.. ‬كما‮ ‬كان‮ ‬الشرف‮ ‬للمؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬في‮ ‬الدفاع‮ ‬عن‮ ‬هـذا‮ ‬المنجز‮ ‬والحفاظ‮ ‬عليه‮ ‬وعدم‮ ‬السماح‮ ‬بالمساس‮ ‬به‮ ‬باعتباره‮ ‬ثابتاً‮ ‬وطنياً‮ ‬والتفريط‮ ‬به‮ ‬يعتبر‮ ‬خيانة‮ ‬عظمى‮..‬
وتهل علينا هذا العام الذكرى 29 للوحدة اليمنية وشعبنا اليمني يحتفي بدخول العام الخامس من الصمود الاسطوري في مواجهة تحالف العدوان - اعتى وانذل واقذر عدوان شهده العالم بقيادة السعودية والامارات - ادوات واذيال المستعمر القديم.. والتي سطر فيها شعبنا اليمني انصع البطولات التي يشهد لها العدو قبل الصديق بفضل التضحيات التي قدمها ويقدمها ابطال الجيش واللجان الشعبية ومن خلفهم كل أبناء الوطن الشرفاء.. وفي نفس الوقت تمر هذه الذكرى علينا وجزء عزيز من وطننا الحبيب يرزح تحت وطأة غزو واحتلال سعودي - اماراتي يلبس زورا زي المنقذ‮ ‬والمخلص‮ ‬فيما‮ ‬ممارساته‮ ‬على‮ ‬الارض‮ ‬تؤكد‮ ‬قيامه‮ ‬بدور‮ ‬الوكالة‮ ‬لأسياده‮ ‬الطامعين‮ ‬في‮ ‬بلدنا‮.‬
وحين نتتبع مايجري في المحافظات المحتلة نلحظ تلك الممارسات التي ينفذها الاحتلال وتعبر عن حجم اطماعه واجندته الطويلة المدى التي تبدو ملامحها جلية وتظهر اكثر في المحاولات المستمرة للسيطرة على المهرة وسقطرى ومحاولات طمس هويتها والتغلغل اكثر واكثر عبر ادوات الاحتلال لافراغ هذه المناطق من ثقافة الانتماء للوطن الكبير.. وما هذا الا مشهد صغير يكشف عن طبيعة الاطماع التي يسعى تحالف العدوان على اليمن من خلالها الى تقسيم اليمن ونهب ثرواته واحتلال أراضيه والنيل من سيادته واستقلاله.
لهذا نرى في الاجندة الاقليمية تجاه جنوبنا الغالي وتجاه اليمن عامة نظرة قاصرة تعتقد من خلالها دول تحالف العدوان ان الانفصال سيتحول الى ثابت، ونحن نقول لهم الوحدة ثابت ومصير حتمي لكل اليمنيين بينما الانفصال هو المتغير الذي سيصطدم بصخرة وعي كل اليمنيين وهذا مايتجلى‮ ‬اليوم‮ ‬في‮ ‬سقطرى‮ ‬والمهرة‮ ‬وفي‮ ‬اكثر‮ ‬من‮ ‬مكان‮ ‬في‮ ‬المحافظات‮ ‬المحتلة‮ ‬الاخرى‮ ‬وبقية‮ ‬المحافظات‮ ‬الحرة‮.‬
وبالتالي ستسقط كل رهانات الاعداء الطامعين لأنهم يتعاطون مع الوحدة كمصدر للخطر فيما هم لايدركون ان بقاء الوحدة يعد عامل قوة لأنها الحامل الاهم المناهض لمشروع التفتيت والتشظي الذي تسعى اليه دول الاستعمار القديم للاجهاز على كل ماهو عربي اسلامي من خلال العبث بالوحدة واللعب على هذه القيمة الوطنية المهمة عبر محاولات تشويه الوحدة سلوكا وممارسة في محاولة يائسة لاسقاط معناها العظيم من وجدان اليمنيين.. تمهيدا لتثبيت القدم الاسرائيلية في المنطقة على حساب كل ماهو عربي واسلامي.
لكن كل المؤشرات تؤكد رغم كل ذلك تشكل مزاج عام طاغٍ يعلي من القيم الوحدوية ويؤكد تجذر البعد الوحدوي عند كل ابناء اليمن وخصوصا في المحافظات الجنوبية بعد ان ذاق ابناؤها ويلات ممارسات الاحتلال السعودي والاماراتي التي اتسع مداها من خلال معتقلات التعذيب والاغتيالات‮ ‬واختطاف‮ ‬النساء‮ ‬وتكميم‮ ‬الافواه‮ ‬والانفلات‮ ‬الامني‮ ‬ونهب‮ ‬الثروات‮ ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬الممارسات‮ ‬التي‮ ‬يندى‮ ‬لها‮ ‬الجبين‮..‬
بعد‮ ‬ان‮ ‬كان‮ ‬البعض‮ ‬يعتقد‮ ‬ان‮ ‬دخول‮ ‬تحالف‮ ‬العدوان‮ ‬سيحول‮ ‬تلك‮ ‬المناطق‮ ‬الى‮ ‬مناطق‮ ‬تعج‮ ‬بالحياة‮ ‬والتطور‮ ‬بينما‮ ‬الصورة‮ ‬كانت‮ ‬اكثر‮ ‬قتامة‮ ‬وسوءاً‮ ‬وكشفت‮ ‬اجندة‮ ‬الاحتلال‮ ‬التفتيتية‮ ‬والطامعة‮..‬
لكن مع كل ذلك علينا جميعا ان نعي ونؤمن بأن اليمن غنية برجالها وثرواتها وهي بوحدتها أقوى وبموقعها الجغرافي أشد قوة، ولذلك فقد كانت وستظل محل أطماع قوى الاستكبار والهيمنة بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ومن سار على منوالهم.
لذا يجب ان نعمل جميعا من اجل ان تبقى اليمن قوية ومنيعة ومقبرة تبتلع الغزاة الجدد كما ابتلعت الغزاة القدامى تحميها سواعد رجال الرجال من اهل اليمن الذين هم اولو القوة والبأس الشديد، من رجال الجيش واللجان الشعبية الذين تحطمت عند اقدامهم مؤامرات المحتلين والمتربصين‮ ‬باليمن‮ ‬واجهض‮ ‬وعيهم‮ ‬الثائر‮ ‬محاولات‮ ‬التفتيت‮ ‬والتشرذم‮..‬
ومن هذا المنطلق لابد ان يستوعب اخواننا من ابناء المحافظات الجنوبية وكل ابناء اليمن الشرفاء اننا اليوم ونحن في العام الخامس من العدوان وقد تكشفت الاهداف الخبيثة لدول العدوان التي تتدثر بعباءة مايسمى بإعادة الشرعية اننا امام مؤامرة كبيرة تنطلق ابعادها من عدم السماح ببقاء الوحدة او الانفصال بل الهدف المبتغى هو بقاء اليمن في حالة اللا استقرار والاشتغال على تغذية الصراعات البينية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا مع الابقاء على حالة التدهور الامني والاقتصادي..وما يحدث في ما تُسمى المناطق المحررة ابلغ دليل على مانقوله.
نحن على ثقة كبيرة بأن الأرض التي انجبت المناضلين الكبار في تاريخنا الحديث ابطال سبتمبر واكتوبر ونوفمبر ومايو..وابطال الصمود الاسطوري لاكثر من اربع سنوات ضد اكبر عدوان للتحالف - لقادرة على ان تنهض من كبوتها وتواجه من جديد مشاريع الغزو والاحتلال وطرد الغازي الجديد الذي تجاوز ممارسات الاستعمار البريطاني البغيض في معركة ستكون اشرف المعارك التي ستجابه شذاذ الآفاق الذين حشدهم المحتل من اصقاع الارض للعبث بوطننا والنيل من كرامته واستقلاله وسيادته واستقراره.. ونحن على ثقة بأن ابناء اليمن الشرفاء عند هذا المستوى العالي‮ ‬من‮ ‬المسئولية‮ ‬والوعي‮ ‬بخطورة‮ ‬المؤامرة‮ ‬التي‮ ‬تحاك‮ ‬باليمن‮.‬
إننا اليوم وأكثر من أي وقت مضى مدعوون كأحزاب ومكونات سياسية يمنية لتغليب المصلحة الوطنية العليا والاصطفاف ضمن مشروع وطني جامع كفيل بتحقيق المصلحة الوطنية ينطلق من تجاوز الصراعات والخلافات لانه سيكون سفينة النجاة للعبور باليمن الى بر الامان وهذا لن يتحقق الا‮ ‬بتداعي‮ ‬كل‮ ‬الاحرار‮ ‬في‮ ‬الشمال‮ ‬والجنوب‮ ‬وبما‮ ‬يحفظ‮ ‬لليمن‮ ‬قوته‮ ‬ووحدته‮ ‬ومنعته‮ ‬وإرادته‮ ‬وسيادته‮ ‬واستقلاله‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬والإقليم‮ ‬والعالم‮..‬
وختاماً‮.. ‬تحية‮ ‬رمضانية‮ ‬خالصة‮ ‬مع‮ ‬التمنيات‮ ‬الطيبة‮ ‬بأن‮ ‬يعم‮ ‬السلام‮ ‬والخير‮ ‬والتوحد‮ ‬كل‮ ‬ربوع‮ ‬الوطن‮.. ‬ويتخلق‮ ‬النصر‮ ‬من‮ ‬رحم‮ ‬المعاناة‮ ‬ويعود‮ ‬اليمن‮ ‬مجيداً‮ ‬حراً‮ ‬ابياً‮ ‬مستقلاً‮..‬
المجد‮ ‬والخلود‮ ‬للشهداء‮..‬
الشفاء‮ ‬العاجل‮ ‬للجرحى‮..‬
الحريه‮ ‬للأسرى‮..‬
ومن‮ ‬نصر‮ ‬إلى‮ ‬نصر


*نائب‮ ‬رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-55836.htm