الميثاق نت -

الإثنين, 27-مايو-2019
د‮. ‬عبدالوهاب‮ ‬الروحاني‮ ❊‬ -
‮ ‬نحتفل‮ ‬بقيام‮ ‬دولة‮ ‬الوحدة‮ ‬ونشعل‮ ‬كل‮ ‬عام‮ ‬جديد‮ ‬شمعة‮ ‬من‮ ‬شموع‮ ‬الامل،‭ ‬لنملأ‮ ‬ارضنا‮ ‬نورا‮ ‬وسماءنا‮ ‬سعادة‮ ‬وبهجة‮..‬
في‮ ‬الوحدة‮ ‬التي‮ ‬نعشق‮ ‬حروفها‮ ‬ونطرب‮ ‬لألحانها‮.. ‬يكمن‮ ‬سر‮ ‬الق‮ ‬اليمن‮ ‬وبقائه‮.. ‬انها‮ ‬حقا‮ ‬سفينة‮ ‬نجاة‮ ‬لكل‮ ‬اليمنيين‮. ‬
بالوحدة‮ ‬فقط‮ ‬نستطيع‮ ‬ان‮ ‬نبي‮ ‬دولة‮ ‬مدنية‮ ‬يحكمها‮ ‬النظام‮ ‬والقانون،‭ ‬وبالوحدة‮ ‬وحدها‮ ‬يمكن‮ ‬ان‮ ‬نتجاوز‮ ‬النزعات‮ ‬الجهوية‮ ‬والعنصرية‮ ‬والطائفية‮ ‬والقبلية‮ ‬والمذهبية‮.‬
وعندما نصرخ عشقا بأعلى اصواتنا في محراب الوحدة ونتحدث بوجداننا عن مزاياها.. ليس لأننا غنمناها وامتلكنا العقارات، وفتحتنا الارصدة ونهبنا الارض باسمها، وانما، لأننا نراهن عبرها ومن خلالها على بناء دولة لكل الناس.. وقانون لكل المذاهب ولكل المناطق واللهجهات..
ولكن‮ ‬لنكون‮ ‬ايضا‮ ‬مسئولين‮ ‬عن‮ ‬اختيار‮ ‬ادارة‮ ‬وطنية‮ ‬وكفؤة‮ ‬لدولة‮ ‬الوحدة‮..‬
‮*‬
لكم‮ ‬ان‮ ‬تعودوا‮ ‬قليلا‮ ‬إلى‮ ‬الوراء‮ ‬وتقرأوا‮ ‬في‮ ‬لوحة‮ ‬التشطير‮.. ‬تأملوا‮ ‬اللوحة‮ ‬جيدا‮..‬
اقرأوا‮ ‬تفاصيل‮ ‬ما‮ ‬حدث‮ ‬من‮ ‬انهيار‮ ‬وتمزق‮ ‬بعد‮ ‬ان‮ ‬استدعينا‮ ‬ماضي‮ ‬التشطير‮!!‬
‮- ‬احتراب‮ ‬وتقطعات‮ ‬ونهب‮ ‬وسلب‮ ‬وقتل‮ ‬في‮ ‬الطرقات‮.. ‬فضاع‮ ‬امن‮ ‬الوطن‮ ‬والمواطن‮..‬
‮- ‬غرق‮ ‬الفاسدون‮ ‬في‮ ‬فسادهم‮ ‬فضاعت‮ ‬امكانات‮ ‬الدولة‮..‬
‮- ‬اعملت‮ ‬القبيلة‮ ‬والمنطقة‮ ‬نفسا‮ ‬منها‮ ‬في‮ ‬ادارة‮ ‬الدولة‮ ‬فضاعت‮ ‬قيم‮ ‬المواطنة‮ ‬المتساوية‮ ‬وبرزت‮ ‬نزعات‮ ‬التمزق‮ ‬والتشطير‮..‬
‮- ‬تضعضعت‮ ‬دولة‮ ‬الوحدة‮ ‬فهب‮ ‬الغزاة‮ ‬والطامعون‮.. ‬واصبحت‮ ‬سيادة‮ ‬الوطن‮ ‬واراضيه‮ ‬نهبا‮ ‬لهم‮ ‬ومرتعا‮ ‬لمطامعهم‮.. ‬
‮- ‬فقدنا‮ ‬فينا‮ ‬قيم‮ ‬الولاء‮ ‬ط‮ ‬ففقد‮ ‬المواطن‮ ‬كرامته‮ ‬بداخل‮ ‬وطنه‮ ‬وخارجه‮..‬
‮- ‬عندما‮ ‬كشرنا‮ ‬في‮ ‬وجه‮ ‬بعضنا،
واغلقنا‮ ‬ابوابنا‮ ‬في‮ ‬وجهنا،
وسفكنا‮ ‬دمنا،‭ ‬ونسفنا‮ ‬كل‮ ‬اواصر‮ ‬الاخاء‮ ‬والمودة‮ ‬طحنتنا‮ ‬السن‮ ‬الضعفاء
واغلقوا‮ ‬ابوابهم‮ ‬في‮ ‬وجوهنا،‭ ‬وصاروا‮ ‬يطاردوننا‮ ‬من‮ ‬بيوتنا‮ ‬ويتوعدوا‮ ‬بفنائنا‮..‬
‮*‬
عودوا‮ ‬وتفحصوا‮ ‬في‮ ‬لوحة‮ ‬الوحدة‮ ‬واقرأوا‮ ‬خطوطها‮ ‬وناقشوا‮ ‬الوانها‮..‬
حينها‮ ‬ستكتشفون‮ ‬حتما‮ ‬ان‮ ‬الوحدة‮ ‬في‮ ‬التاريخ‮ ‬اليمني‮ ‬القديم‮ ‬والمعاصر‮ ‬كانت‮ ‬ولا‮ ‬تزال‮ ‬هي‮ ‬الحلم‮ ‬والأمل‮ ‬وطوق‮ ‬النجاة‮..‬
لولا‮ ‬الوحدة‮ ‬لظلت‮ ‬الالسن‮ ‬معقودة
والأقلام‮ ‬جافة‮ ‬ومكسورة‮..‬
ولولا‮ ‬الوحدة‮ ‬لوجدتم‮ ‬ان‮ ‬ذلك
الذي‮ ‬ينهش‮ ‬في‮ ‬جسد‮ ‬ها‮ ‬اليوم
لم‮ ‬يستمد‮ ‬جرأته‮ ‬وينطق‮ ‬لسانه‮ ‬إلا‮ ‬في‮ ‬كنفها‮ ‬وتحت‮ ‬ظلالها‮.. ‬ولولاها‮ (‬الوحدة‮) ‬لظل‮ ‬أصم‮.. ‬أخرس‮ ‬كما‮ ‬كان‮.. ‬ولما‮ ‬استطاع‮ ‬أن‮ ‬يصوغ‮ ‬حروفه‮ ‬المفككة‮..‬
أليست‮ ‬هي‮ ‬الحرية‮ ‬التي‮ ‬منحتها‮ ‬الوحدة‮.. ‬؟‮! ‬
نعم‮ ‬انها‮ ‬هي‮..‬
الحرية‮.. ‬والوحدة‮.. ‬
كلمتان‮ ‬متلازمتان‮..‬
‮ ‬لا‮ ‬يصلح‮ ‬احدهما‮ ‬الا‮ ‬بالآخر،‮ ‬فان‮ ‬اردت‮ ‬ان‮ ‬تكون‮ ‬حرا‮ ‬فلا‮ ‬بد‮ ‬ان‮ ‬تكون‮ ‬وحدويا،‮ ‬لكن،‭ ‬الحرية‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬يحكمها‮ ‬تفكير‮ ‬ولا‮ ‬يصوغها‮ ‬رأي‮ ‬هي‮ ‬حرية‮ ‬سمجة‮ ‬بلهاء‮..‬
يلعنون‮ ‬الوحدة،‭ ‬ويطلقون‮ ‬رصاصاتهم‮ ‬المجنونة‮ ‬صوبها،‭ ‬ويقولون‮ ‬انهم‮ "‬يناضلون‮" ‬من‮ ‬اجل‮ ‬الحرية‮ ‬والكرامة‮ ‬و‮"‬الاستقلال‮"‬،‭ ‬وهم‮ ‬لا‮ ‬يدرون‮ ‬انهم‮ ‬يمزقون‮ ‬الحرية‮ ‬ويبيعون‮ ‬الكرامة‮ ‬وينسفون‮ ‬الاستقلال‮..‬
يلعنون‮ ‬الوحدة‮ ‬التي‮ ‬تعلمنا‮ ‬في‮ ‬فنائها‮ ‬كيف‮ ‬نكون‮ ‬احرارا‮.. ‬وكيف‮ ‬نختلف‮ ‬ونتفق،‮ ‬وكيف‮ ‬نناقش‮ ‬ونكونون‮ ‬اصحاب‮ ‬رأي‮..‬
وهم‮ ‬لا‮ ‬يدرون‮ ‬انهم‮ ‬يلعنون‮ ‬انفسهم‮ ‬ويعلقون‮ ‬على‮ ‬شماعتها‮ ‬جهلهم‮ ‬وغباءهم‮.. ‬
‮*‬
تعلمنا‮ ‬من‮ ‬الوحدة‮ ‬كيف‮ ‬ننطق‮ ‬بالحق،‮ ‬ونقاوم‮ ‬احتكار‮ ‬الوطن‮ ‬والوظيفة‮ ‬وادعاء‮ ‬المجد‮ ‬والسيادة‮.. ‬
تعلمنا‮ ‬كيف‮ ‬نجدف‮ ‬بحق‮ ‬وبباطل‮..‬
وكيف‮ ‬نفكر‮ ‬في‮ ‬فضاء‮ ‬مفتوح‮..‬
وكيف‮ ‬يمكن‮ ‬ان‮ ‬نصون‮ ‬الوطن‮ ‬ونحترم‮ ‬القانون‮.‬
في‮ ‬ظل‮ ‬الوحدة‮ ‬تعلمنا‮ ‬كل‮ ‬المتناقضات‮.. ‬وتعلمنا‮ ‬ان‮ ‬نخطئ‮ ‬ونصيب‮ ‬ولم‮ ‬يحاسبنا‮ ‬احد‮..‬
‮ ‬لكننا‮ ‬للاسف‮ ‬لم‮ ‬نتعلم‮.. ‬
ميزة‮ ‬الوحدة‮. ‬انها‮ ‬لا‮ ‬تنتقم‮ ‬ممن‮ ‬ينتقدها‮ ‬اويسيئ‮ ‬اليها‮.. ‬ليس‮ ‬لها‮ ‬عسس‮ ‬ولا‮ ‬مبندقون‮.. ‬هي‮ ‬قيمة‮ ‬معنوية‮ ‬سيادية‮ ‬ووطنية‮..‬
واذن،‭ ‬هذه‮ ‬هي‮ ‬الوحدة‮..‬
‮ ‬الم‮ ‬أقل‮ ‬لكم‮.. ‬انها‮ ‬منجاة‮ ‬لكل‮ ‬الوطن‮ ‬ولكل‮ ‬أبنائه‮ ‬اذا‮ ‬فهمناها‮ ‬جيدا‮..!!! ‬
الوحدة ليست مرتبطة بحدث.. وليست معلقة بشخص.. انما هي كيان معنوي وطني وقيمة انسانية ارتبطت بوجدان شعب..بها يمكن ان نقيم دولة ونواجه عواصف الزمن ونوقف مؤامرات الأعداء.. ونحد من نزق وطموحات اخوتنا اللئام.. وبالوحدة فقط يمكن لليمنيين ان يحافظوا على كرامتهم ويصونوا‮ ‬حياضهم‮.. ‬
‮ ‬وحدتنا‮.. ‬نبض‮ ‬حياة‮.. ‬وشريان‮ ‬أمل،‭ ‬هي‮ ‬طريق‮ ‬اليمنيين‮ ‬وعينهم‮ ‬الى‮ ‬مستقبلهم‮ ‬وعالمهم‮ ‬الحديد‮.. ‬
سنظل‮ ‬نشعل‮ ‬شموع‮ ‬الوحدة‮.. ‬وسنظل‮ ‬نحيي‮ ‬الأمل‮ ‬بأضوائها‮ ‬لأنها‮ ‬أول‮ ‬وأخيرا‮:‬
‮ ‬وحدت‮ ‬الارض‮ ‬والانسان
‮ ‬علمتنا‮ ‬ابجديات‮ ‬الممارسة‮ ‬الديمقراطية‮ ‬وحرية‮ ‬الرأي
‮ ‬علمتنا‮ ‬كيف‮ ‬يجب‮ ‬ان‮ ‬نحلم‮ ‬بيمن‮ ‬كبير‮ ‬وبشعب‮ ‬منتج‮ ‬وخلاق‮.‬
اليمن‮.. ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬ان‮ ‬يكون‮ ‬الا‮ ‬بوحدته‮...‬فقد‮ ‬قامت‮ ‬الوحده‮ ‬لتبقى‮ ‬حتى‮ ‬نبقى‮..‬وتحيا‮ ‬حتى‮ ‬نحيا‮.‬

‮*‬رئيس‮ ‬مركز‮ ‬الوحدة‮ ‬للدراسات‮ ‬الاستراتيجية
شمس‮ ‬اليمن‮ ‬الموحد‮ ‬أشرقت‮ ‬وطمست‮ ‬كل‮ ‬المشاريع‮ ‬العبثية
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 08:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-55907.htm