السبت, 19-يناير-2008
الميثاق نت -  يحيى‮ ‬علي‮ ‬نوري -
كما نتحدث باهتمام وإسهاب كبيرين عن المشاركة الشعبية في الممارسة الديمقراطية والتنموية، فإنه بات علينا أيضاً ان نتحدث وبنفس درجة الاهتمام هذه عن المشاركة الشعبية الواسعة في مكافحة الإرهاب واستئصاله.. نقول ذلك من منطلق الإدراك الكامل ان المشاركة في مكافحة الإرهاب تمثل بكل أبعادها ومدلولاتها الضمانة الحقيقية التي ترتكز عليها أيضاً المشاركة الشعبية في الممارسة الديمقراطية والتنموية وهي ضمانة إذا ما لم نعمل على إيجادها فإن كل المشاركات الشعبية الأخرى ستظل انجازاتها معرضة للخطر والتلاشي إذا ما استمرت العناصر الإرهابية‮ ‬تمارس‮ ‬عبثها‮ ‬بأمن‮ ‬واستقرار‮ ‬الوطن‮ ‬وتعريض‮ ‬مصالحه‮ ‬للخطر‮.‬
وباعتبار ان المشاركة الشعبية على طريق مكافحة الإرهاب ممكنة وتؤكد معطيات الواقع ومؤشراته وجود رغبة شعبية عارمة للمشاركة في معركة الوطن ضد الإرهاب.. وهي الرغبة التي تتزايد وتعتلي معها حالة السخط والاستنكار والإدانة كلما حدث عمل اجرامي وإرهابي استهدف الوطن والنيل منه ومن ضيوفه من السياح الأجانب فإنه بات من الضرورة بمكان استثمار هذه المشاعر والأحاسيس الشعبية الايجابية في معركة الوطن ضد الإرهاب من خلال إيجاد رؤية شاملة وكاملة تتمكن هذه المشاركة من الاعتماد عليها في تأدية واجبها الوطني جنباً إلى جنب مع المؤسسات الأمنية،‮ ‬وحتى‮ ‬يؤكد‮ ‬شعبنا‮ ‬اليمني‮ ‬قدرته‮ ‬في‮ ‬الحفاظ‮ ‬على‮ ‬مسيرته‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬المنغصات‮ ‬والاستهدافات‮ ‬التي‮ ‬تحاول‮ ‬عبثاً‮ ‬اخراجه‮ ‬عن‮ ‬أهدافه‮ ‬وتطلعاته‮ ‬الحضارية‮ ‬والإنسانية‮..‬
ولاريب ان البحث في الأسس والقواعد الصلبة لهذه المشاركة سيكون أكثر نفعاً للوطن كما سيمثل ذلك محطة جديدة على طريق محاربة الإرهاب، محطة أكثر جدوى من الحالة الراهنة والتي طالما نجد المشاركة الشعبية فيها تكتفي ببيانات الإدانة والشجب والاستنكار للأعمال الإرهابية وهي بيانات تصدر عادة من قبل العديد من الأحزاب والمنظمات الجماهيرية والإبداعية وغيرها من المنظمات المدنية أو إقامة مسيرات احتجاجية من وقت لآخر حيث لم تعد هذه الممارسات الوطنية كافية ولم تحقق رسالتها وبالأخص إلى العناصر الإرهابية التي نجدها من وقت لآخر تضرب‮ ‬بعرض‮ ‬الحائط‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬حملته‮ ‬هذه‮ ‬البيانات‮ ‬من‮ ‬احتجاجات‮ ‬واستنكارات‮ ‬وإدانات‮ ‬وتذهب‮ ‬إلى‮ ‬المزيد‮ ‬من‮ ‬غيّها‮ ‬في‮ ‬ممارسة‮ ‬الإرهاب‮ ‬والإضرار‮ ‬المباشر‮ ‬بالوطن‮ ‬ومصالحه‮.‬
^ ولكون جميع المنظمات المدنية ومعها كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية والوجاهات القبلية .. الخ من المسميات الاجتماعية يعد دورها ضرورياً وماساً لاستئصال الإرهاب فإننا نأمل ان تشهد المرحلة القادمة حراكاً حقيقياً باتجاه بلورة المشاركة الشعبية على طريق مكافحة الإرهاب وكذا كافة الظواهر المسيئة لشعبنا وتاريخه ومُثله وقيمه الحضارية.. وحتى نجنّب وطننا وأجياله التأثيرات السلبية والخطيرة للإرهاب الذي أضحى العدو الأول لشعبنا وهو عدو لايمكن القضاء عليه إلاَّ بالمزيد من الاصطفاف الرسمي والشعبي.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5601.htm