الميثاق نت -

الأربعاء, 26-يونيو-2019
أحمد‮ ‬الزبيري -
طغى التوتر والتصعيد في منطقة الخليج على تقرير »مقررات الأمم المتحدة« لشئون الاعدام خارج القانون التابعة لحقوق الانسان بما يخص جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية مملكة الإرهاب في اسطنبول.
صحيح أن المنطقة بعد اسقاط الحرس الثوري الايراني للطائرة الأمريكية المسيرة والأكثر تطوراً في العالم بعد اختراقها المتكرر للأجواء الإيرانية كادت أن تنزلق الى حرب لا أحد يمكنه أن يتنبأ بنتائجها، ولكن هذا لا يقلل من ادانة النظام السعودي على جريمته التي لا مثيل لها في الوحشية والتي لم تعكس إلا حقيقة مملكة بني سعود وطبيعتها التي قامت على التوحش والإرهاب التي جسدتها في هذه الجريمة والتي ما كان لها أن تأخذ هذا المنُحى لولا أنها حصلت لخاشقجي وفي تركيا فهناك عشرات الجرائم من هذا النوع ارتكبها النظام السعودي واستطاع تغطيتها‮ ‬بماله‮ ‬النفطي‮ ‬القذر‮ ‬في‮ ‬مراحل‮ ‬مختلفة‮.‬
كان منذ البداية واضحاً أن ولي العهد السعودي بن سلمان متورطاً بصورة مباشرة وأن المنفذين ليسوا إلا مجرمين مأمورين أعدوا لتنفيذ جرائم كهذه، وما جعله لا يحسب حساباً لفعلته الشنيعة والبشعة اتكاله على الحماية المطلقة من »دونالد ترامب« الذي صرح قبل أيام من ارتكاب الجريمة أن ابن سعود واباه الملك طلباً منه المساعدة في تنفيذ عملية خاصة فطلب مقابل ذلك 4 مليارات دولار.. قال ذلك في خطاب عام له ولم يفصح عن هذه العملية الخاصة التي احتمال أن تكون جريمة اغتيال الصحفي خاشقجي في اسطنبول، ولكن لا ندري لم يؤخذ تصريح ترامب كحيثية لهذه الجريمة اذا ما اخذنا اصراره على حماية محمد بن سلمان ضارباً عرض الحائط بكل القرائن والأدلة الدامغة التي تؤكد ارتكابه هذه الجريمة بما في ذلك تقرير رئيسة وكالة المخابرات الأمريكية ليأتي تقرير اليسا كالمار ليضع النقاط على الحروف.
جريمة خاشقجي كما قلنا بشعة وهي كافية لوقوف العالم ضد بن سلمان وكل النظام السعودي المجرم لكننا لا نتصور أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومنظماته الانسانية دوافعهم انسانية ولو كان الأمر كذلك لحوسب النظام السعودي على جرائمه ضد أطفال ونساء وشيوخ اليمن والذين يعدون‮ ‬بمئات‮ ‬الآلاف‮ ‬في‮ ‬حرب‮ ‬وحشية‮ ‬عدوانية‮ ‬لم‮ ‬يشهد‮ ‬لها‮ ‬التاريخ‮ ‬مثيلاً‮..‬
فالمبادئ والقيم الإنسانية لا تجزأ، وقتل خاشقجي أو طفل يمني واحد بقصف طيران العدوان السعودي أو من الجوع وانعدام الدواء واحدة وربما أبشع من جريمة خاشقجي اذا ما أخذنا المبررات فكيف اذا كان اطفال اليمن الذين قتلهم النظام السعودي ظلماً وعدواناً بوحشية يعدون بعشرات‮ ‬الآلاف‮.‬
ما قامت به مقررة الأمم المتحدة مهم اذا مثّل بداية لمحاسبة النظام السعودي في كل الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب اليمني والشعوب العربية والاسلامية والانسانية كلها، فالنظام السعودي أصبح يجسد الإرهاب في أبشع صوره مؤكداً أنه مصدره الاساسي ومثل هذا النظام إن كان هناك انسانية لا ينبغي أن يبقى ووضع حدٍ له ضرورة لتنعم شعوب المنطقة والعالم بالأمن والاستقرار والسلام، لكننا في زمن ترامب ونظام دولي يضع في آخر اهتماماته القضايا الانسانية، ولكن لا بأس من توثيق جرائم بني سعود بعد عقود من الصمت ومن اعتبار هذا النظام المجرم حارس‮ ‬الاسلام‮ ‬الذي‮ ‬ثبت‮ ‬أن‮ ‬لا‮ ‬علاقة‮ ‬له‮ ‬بالاسلام‮ ‬وبمبادئه‮ ‬السمحاء‮.‬
بالنسبة‮ ‬لنا‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬نعتقد‮ ‬أن‮ ‬حسابه‮ ‬على‮ ‬جرائمه‮ ‬بحق‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬قريب‮ ‬وأن‮ ‬العالم‮ ‬سوف‮ ‬يتخلص‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬النظام‮ ‬الدولي‮ ‬المنافق‮ ‬ليُقيم‮ ‬نظاماً‮ ‬أكثر‮ ‬عدلاً‮ ‬يعيد‮ ‬للمبادئ‮ ‬والقيم‮ ‬الانسانية‮ ‬اعتبارها‮.‬

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56073.htm