الميثاق نت -

الأحد, 30-يونيو-2019
إبراهيم‮ ‬ناصر‮ ‬الجرفي -
نسمع كل فترة وأخرى الكثير من المبادرات والحوارات لحل الأزمة اليمنية هنا وهناك، كلاً حسب أهوائه ومصالحه وبما يحقق اهدافه وغاياته وعند تفحص تلك المشاريع والمبادرات نجد أن هموم المواطن اليمني المغلوب على أمره في ذيل قائمة تلك المشاريع والمبادرات وكل التركيز يدور حول مصالح اصحاب النفوذ السياسي وأصحاب القوة والسلطة، وطالما ظلت تلك المبادرات والمشاريع تراوح في هذا المكان فإنه لن يكتب لها النجاح أبدا لأن مصالح تلك القوى تتصادم وتتقاطع مع بعضها ولا يمكن أن تتوافق مع بعضها..
فكل طرف من هذه الأطراف يريد الاستفراد بالسلطة أو يريد الاستيلاء على الكعكة لوحده أو على الأقل يريد نصيب الأسد من الكعكة والفتات يكون للبقية وكل طرف يريد أن يتخلص من الأطراف الأخرى ليخلوا له الجو ويتحكم بمصير العباد والبلاد وفي ظل هكذا نظرة أحادية الجانب نجد‮ ‬أن‮ ‬مصالح‮ ‬هذه‮ ‬الأطراف‮ ‬تتقاطع‮ ‬فيما‮ ‬بينها‮ ‬ولا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬تتوافق‮ ‬طالما‮ ‬ومصالح‮ ‬الوطن‮ ‬والمواطن‮ ‬هي‮ ‬آخر‮ ‬أولوياتها‮..!! ‬
بينما نجد أن مصالح الوطن والمواطن العادي تتجانس وتتوافق وتتلاقى جميعها تحت ظلال المصالح العليا للوطن والمتمثلة بضرورة وقف الحرب وتحقيق السلام وإقامة نظام حكم سياسي قائم على العدالة والمساواة والتداول السلمي للسلطة ويكفل جميع الحريات والحقوق لكل مواطن يمني.‮.‬
لذلك فإن مشروع التصالح الوحيد القابل للتطبيق والتحقق على أرض الواقع هو ذلك المشروع الذي يحقق طموحات وآمال المواطنين اليمنيين البسطاء الذي يحقق لهم العدالة والمساواة والحياة الكريمة ويكفل لهم حقوقهم وحرياتهم السياسية والمدنية ويلتزم بمبدأ الشراكة الوطنية ويرفع‮ ‬عنهم‮ ‬كارثة‮ ‬الحرب‮ ‬التي‮ ‬أثرت‮ ‬بشكل‮ ‬سلبي‮ ‬وكبير‮ ‬على‮ ‬حياتهم‮ ‬وآمالهم‮ ‬وطموحاتهم‮...‬الخ‮..‬
هذا هو مشروع التصالح الوطني الذي يحلم به كل مواطن يمني ومستعد للوقوف إلى جانبه بكل ما يمتلك من قوة أما غيره من المشاريع والمبادرات المشروطة التي لا تخدم إلا أصحاب النفوذ والقوة والسلطة والغلبة فهي مشاريع لا تعنيه لأنها لن تكون في صالحه بقدر خدمتها ورعايتها‮ ‬لمصالح‮ ‬القائمين‮ ‬على‮ ‬تلك‮ ‬القوى‮ ‬السياسية‮ ‬والحزبية‮..‬
وبصراحة غالبية المواطنين اليمنيين اليوم على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم يضعون أملهم بعد الله تعالى بالمؤتمر الشعبي العام باعتباره التنظيم الوطني الرائد المهيأً للقيام بهذه المهمة التاريخية الوطنية كونه الحزب الذي يحمل مشروعاً وطنياً حضارياً تقدمياً تصالحياً وتوافقياً، الأولوية فيه للمصالح العليا للوطن ولتحقيق السلام ووقف الحرب والشراكة الوطنية، وكونه الحزب الذي أثبت جدارته في إدارة شئون السلطة لقرابة الثلاثين عاما، وفق سياسة تصالحية حكيمة ومتوازنة راعت مصالح كل الأطراف والفئات والمناطق والجماعات والأحزابك..
وبذلك فإن قيادات المؤتمر مطالبة اليوم بإقتناص الفرصة التاريخية لإخراج الوطن من أزمته الخانقه من خلال توحيد صفوفها وتجاوز خلافاتها..، وأؤكد وأنا على ثقة كبيرة جداً بأن الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني لن يترددوا لحظة واحدة في دعم مشروع المؤتمر السياسي والمدني التصالحي والتوافقي، كونه مشروعاً غير مشروط بمصالح شخصية أو حزبية أو مذهبية أو مناطقية، وكون المؤتمر صاحب السبق والريادة والتجربة في هذا السياق، وكونه الحزب الوحيد الذي نجح نجاحاً غير مسبوق في هذا المجال..
أما القوى الأخرى في الساحة اليمنية اليوم فكل المؤشرات والأحداث والوقائع - في اعتقادي - باتت تؤكد أنها لا تمتلك أي مشروع وطني تصالحي وتوافقي فمناهجها الفكرية وبرامجها السياسية تقوم على الاستفراد بالسلطة ولا مكان فيها للقبول بالآخر أو الشراكة مع الآخر، والدليل‮ ‬على‮ ‬ذلك‮ ‬أن‮ ‬مشاريعها‮ ‬ومبادراتها‮ ‬للتصالح‮ ‬مشروطة‮ ‬ومقيدة‮ ‬بضمان‮ ‬مصالح‮ ‬شخصية‮ ‬وحزبية‮ ‬ومذهبية‮ ‬ومناطقية،‮ ‬والتي‮ ‬يتعارض‮ ‬الكثير‮ ‬منها‮ ‬مع‮ ‬المصالح‮ ‬العليا‮ ‬للوطن‮ ‬ومع‮ ‬الثوابت‮ ‬الوطنية‮..!‬
من أجل ذلك كله أقول وبكل ثقة وبحسب استطلاع الرأي العام وبحسب كل المؤشرات على الساحة الداخلية والخارجية لقد باتت كل الأنظار تتجه اليوم صوب المؤتمر وما على قيادات المؤتمر سوى العمل على الاستفادة من كل الظروف والأحوال القائمة والتي باتت جميعها تعمل في مصلحة المشروع‮ ‬الوطني‮ ‬السياسي‮ ‬المدني‮ ‬التصالحي‮ ‬السلمي‮ ‬للمؤتمر‮ ‬وعلى‮ ‬كل‮ ‬المستويات‮ ‬المحلية‮ ‬والإقليمية‮ ‬والدولية‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 05:41 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56098.htm