الميثاق نت -

الأحد, 30-يونيو-2019
أحمد‮ ‬الزبيري -
يعود مارتن غريفيث ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن الى مشهد الحلول الانسانية المؤجلة المتضمنة اتفاق استوكهولم والتي نفذ طرف صنعاء بند الانسحاب من موانئ الحديدة كإثبات حسن النية وتأكيد جديته في تنفيذ ما أُتفق عليه، معبراً عن التزام ولو من طرف واحد علّ وعسى تقوم الأمم المتحدة بمسئولياتها والزام طرف حكومة شرعية الرياض بما عليه في هذا الاتفاق، لكن وكما هو واضح الممثل الأممي غريفيث والجنرال لويسغارد رئيس لجنة المراقبة والاشراف على وقف اطلاق النار في الحديدة لا حول ولا قوة لهما في القيام بما عليهما تجاه حكومة شرعية الرياض المزعومة في اليمن التي كما هو معروف تقول ما يُطلب منها أو تؤمر من تحالف العدوان لرفض الالتزام بأية اتفاقات وهذا كان ولايزال حالها طوال سنوات هذه الحرب الاجرامية التي يشنها تحالف عدوان اقليمي ودولي على الشعب اليمني.
ليس هذا ما يهمنا الآن بل هي عودة غريفيث الى المشهد بعد سعير حملات اعلام التحالف وتصريحات مسئولي حكومة مرتزقة الرياض، وما يزيد هذه العودة إثارةً أن غريفيث بدأها من الرياض، ويتحدث إعلام العدوان أن هناك رؤية جديدة لتنفيذ اتفاق الحديدة الذي لن ينفذها في ظل تصعيد العدوان ومرتزقته في جبهات الحديدة والتي عودة الضربات فيها يحمل في طياته مؤشراً أن هذا الاتفاق قد فشل..والمقلق في عودة غريفيث الرؤية الجديدة وتصريحات أدوات رئيسية لتحالف العدوان في شرعية الفار »هادي« المزعومة، والتي أكدت تفهم واستيعاب غريفيث لرفضها تنفيذ‮ ‬اتفاق‮ ‬استوكهولم‮.‬
هذا المشهد ينبغي التنبه له واحتمالات انه يأتي في سياق كسب الوقت لاستكمال الاستعدادات لشن هجوم جديد في محاولة لقوى العدوان ومرتزقتهم لاحتلال مدينة الحديدة.. لا يمكن النظر الى مجمل المشهد بمعزل عن تطورات العدوان على اليمن وانتقال القوات المدافعة عن سيادة ووحدة واستقلال وطنها ممثلة بالجيش واللجان الشعبية من الدفاع الى الهجوم بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة على أهداف عسكرية وحيوية في العمق السعودي على ارتباط وثيق باستمرار هذا العدوان للعام الخامس وهذا يعد تحولاً كبيراً له ما بعده إن لم يُعِدْ التحالف السعودي الاماراتي حساباته علَّه يدرك أن له مصلحة في الذهاب الى تنفيذ الاتفاقات والتسريع في المضي قُدماً نحو حل سياسي شامل وعادل يتوازى مع تقديم خطوات لوقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب اليمني.
هناك تحركات مريبة تتزامن مع عودة غريفيث الذي لا ندري لماذا لا يتطرق في احاطاته لمجلس الأمن عمّا يجري من احتلال للمحافظات الجنوبية وللجزر ولا يأخذ المجتمع الدولي ما يجري في محافظتي المهرة وسقطرى من قبل قوات الاحتلال السعودي الاماراتي رغم رفض ابناء هاتين المحافظتين له.. أم أن ما يجري في المحافظات الجنوبية وآخرها ما حدث في شبوة موضوع آخر لا يعني المبعوث الأممي، ويكشف الأجندة الحقيقية لهذا العدوان في اليمن لينحصر الدور في مدارات تنفيذ اتفاق السويد في الحديدة.
الشعب اليمني مُصر على أن ما يتعرض له عدوان وغزو واحتلال، والتعاطي معه في أي حل سياسي يجب أن يتم في اطار شامل فتجزئة الحل باتت غاياته معروفة لليمنيين، ومنهم كُثر ممن استدعوا هذا العدوان وهلّلوا له رحبوا به وبرروا ووفروا له الذرائع توهماً منهم أن ذلك سيحقق مبتغاهم‮.. ‬والمؤسف‮ ‬حقاً‮ ‬أنهم‮ ‬بعد‮ ‬خمس‮ ‬سنوات‮ ‬يستوعبون‮ ‬ذلك،‮ ‬ونحن‮ ‬نشك‮ ‬بأنهم‮ ‬احتاجوا‮ ‬لهذه‮ ‬المدة‮ ‬ليفهموا‮.‬
ما نستخلصه من كل هذا أن صمود الشعب اليمني وفي صدارته ابناؤه في الجيش واللجان الشعبية يعد نصراً على هذا التحالف الذي اجتمعت فيه كل قوى البغي التي عليها أن تعي أن ما بعده سيكون نصراً استراتيجياً يتجاوز مارتن غريفيث ومجتمعه الدولي، ومن لم يفهم عليه أن يقرأ مسارات‮ ‬التحول‮ ‬في‮ ‬مواجهة‮ ‬هذا‮ ‬العدوان‮ ‬واعتمالات‮ ‬الاحداث‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬والعالم‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56099.htm