راسل القرشي - منذ اكثر من اربع سنوات والحكومة البريِطانية تدعم وبشكل مباشر تحالف العدوان وتعلن ذلك صراحة، وواجهت كل دعوات المنظمات الحقوقية الدولية لها بوقف مبيعاتها من الاسلحة للنظام السعودي وحلفائه.. ووصل بها الأمر إلى القول إن وقف مبيعات اسلحتها للسعودية يضر بالمصالح القومية والاستراتيجية للبلاد..!!
لم تُولِ أي اهتمام لتلك الدعوات والانتقادات الموجهة إليها من قيادات المعارضة في مجلس العموم البريطاني الذي ناقش مرات عدة هذه القضية، ورفضت كلياً التجاوب معها كما هو حال الإدارة الأمريكية تماماً..
الأسبوع الماضي قضت محكمة الاستئناف في لندن بعدم مشروعية صفقات السلاح التي باعت الحكومة البريطانية بموجبها أسلحة إلى السعودية، وتم استخدامها في الحرب باليمن.. فهل رضخت الحكومة البريطانية لسلطة القضاء؟!.
ذهبت الحكومة صوب استئناف قرار المحكمة وهو تاكيد على استمرارية توجهاتها الداعمة للنظام السعودي واستمرار العدوان..، كما يؤكد هذا التوجه أن كل التصريحات التي نسمعها من مسئولي الحكومة المطالبة بإيقاف العدوان والمضي صوب نحقيق السلام مجرد كلام للاستهلاك ليس إلا..!!
وصدق زعيم المعارضة البريطانية كوربن عندما قال إن أولوية الحكومة هي لبيع الأسلحة وليس لحماية حقوق وأرواح اليمنيين..
تجد الحكومة البريطانية في النظام السعودي وحلفائه الخليجيين صنبوراً لضخ الأموال إليهم إما عن طريق ابتزازهم أو بيع اسلحتهم..، وأي إجراءات أو تحركات فعلية وجادة لإدانة جرائمهم وانتهاكاتهم للقانون الإنساني الدولي ستؤثر على اقتصادياتهم وعلى علاقاتهم الأكثر من جيدة معهم..
وسبق لرئيسة الحكومة البريطانية تريزا ماي أن اوضحت ذلك عندما ردت على مطالب المعارضة لها بوقف دعمها للعدوان وقتل اليمنيين حيث قالت: "علاقاتنا مع السعودية أبقى وأجدى من قتل اليمنيين"..!!
بريطانيا وغيرها من الدول الداعمة لتحالف العدوان تدعي حمايتها لحقوق الإنسان إلا أن الواقع يكذّب تلك الادعاءات ويكشف التناقض المريب الذي تتبعه تلك الحكومات..!!
استخفاف هذه الحكومة بحياة المدنيين اليمنيين واضح ومعلن ؛ اضافة إلى سخريتها بالمجتمع الدولي إلى ابعد حد..
لقد اكدت الحكومة البريطانية بهذا الاصرار على استمرار بيع اسلحتها أن النظام السعودي خط أحمر ولا يمكن الاعتراض على أي دعم تقدمه بريطانيا إليه أكان لوجيستياً -وهو ما يعرف بالإمداد والتموين والتسليح والإخلاء وغيرها من الأعمال غير القتالية- أو بالتدخل والمشاركة القتالية بشكل مباشر..
الحكومه البريطانية والإدارة الأمريكية تستمران في مواجهة كل الاصوات التي تطالب بإيقاف بيع الاسلحة الى النظام السعودي والإماراتي.. ورأينا مراراً استخدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحق الفيتو لإبطال كل القرارات الصادرة من الكونجرس في هذا الشأن..
لا أمل مطلقاً في ايقاف هذه الحرب العدوانية التي يشنها النظام السعودي وحلفاؤه على اليمن واليمنيين ما دامت الحكومة البريطانية والإدارة الأمريكية هم من يرفضون اي توجه لتحقيق السلام وهم من يحرضون انظمة العدوان على الاستمرار في تدمير اليمن واستهداف المدنيين..
فلا تنتظروا من هؤلاء أي سعي لإيقاف العدوان أو حتى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء والخصوم وتحقيق السلام..هم ليسوا سوى محرضين ويعملون على صب الزيت على النار لتشتعل أكثر وأكثر.. وسياستهم بلا قيم وبلا اخلاق..، ومبدأهم المصلحة لا غير !!
|