راسل القرشي -
لست أدري ما الأسباب التي تدفع أناساً يدّعون انتماءهم لهذا الوطن الغالي المسالم إلي الإساءة إليه ولأبناء الشعب؟!. أي جنون هذا الذي يقودهم نحو قتل ضيوفهم وإخوانهم من أبناء الوطن؟! وأي دم هذا الذي يسعى نحو تمريغ وجوهنا تحت التراب؟! أين الإيمان والحكمة من هذه الأفعال الإجرامية التي لا يقبلها دين ولا يحث عليها مؤمن؟! إنهم يتلذذون بالقتل..يفخرون بإرهاب الناس ومشاهدة الدماء تسيل على الأرض.. يستهدفون الوطن..الصورة الأجمل التي تُطبع في عقول ووجدان ضيوف اليمن الأغلى والأعز والأدهش عند زيارتهم إليها..وعند مغادرتهم منها..إنهم عبدة الشيطان..مثيرو الحروب والفتن، لا هم لهم سوى إراقة الدماء وإزهاق الأرواح البريئة وإشاعة الخراب والدمار..والاضرار بالوطن واقتصاده ومصالحه وعلاقاته مع الآخرين.. ٭ الغدر والخيانة هو ما يمكّن القتلة المتربصون من إزهاق حياة الأبرياء من أبناء الوطن أو الأصدقاء الأجانب..وليس في ذلك مايدعو للتباهي أو ماشابهه؛ لأن القتلة إنما يلعنون أنفسهم بدم ضحاياهم..وكاذبون إن أعلنوا غير ذلك أو توقعوه.. لا بطولة لخائن غادر يتربص بوطنه وأهله وضيوفه.. ولا شرف لقاتل تلقفه الشيطان وأضله السبيل..وسقط صريعاً في مستنقع مليء بالعفن. هو الإرهاب اختاروه لتنفيذ مخططاتهم العدوانية على امتداد السنوات الماضية.. وهو الإرهاب من دفعهم للكفر بكل القيم والمبادئ والتعاليم الدينية والأخلاقية.. وهو الإرهاب وأفراده الملوثون بالدم والعار من قادهم بالأمس ويقودهم اليوم نحو الضياع والسقوط في هاوية سحيقة بإذن الله تعالى.. ٭ إن ماتعرض له السياح البلجيكيون ضيوف اليمن يوم الجمعة في منطقة «غارسودان» بمديرية دوعن إنما هو استهداف واضح وصريح للسياحة والاستثمار ولعجلة التنمية المستمرة في الدوران..ويأتي في الوقت الذي تتهيأ فيه محافظة حضرموت الأرض والإنسان والتاريخ لاحتضان المؤتمر السياحي والعقاري والاستثماري أواخر مارس القادم. استهداف واضح لهذا المؤتمر الذي تشارك فيه أكثر من 300 شركة عربية وأجنبية وعدد كبير من رؤوس الأموال الداخلية والخارجية..ولهذه المحافظة التي ستظل وستبقى حاضنة للاستثمار والسياحة.. ولليمن بأكملها ولناسها الطيبين.. ووفقاً لهذا الاستهداف المعلن يبقى السؤال مطروحاً وهو: من يقف وراء هذه الجماعات الإرهابية التي تعاود فحيحها بين الحين والآخر؟! ٭ إن مانأمله من الأجهزة الأمنية ملاحقة وضبط مرتكبي هذا الفعل الإجرامي الملعون والتعامل مع أصحابه ومع كل من تسول له نفسه الامارة بالسوء المساس بأمن الوطن واستقراره بقوة وحزم وبما يكفل القضاء على الإرهاب واستئصال جذوره، ومحاربة ظواهره ومظاهره وبؤره وأفراده.. ويقيناً لن يفلح الإرهابيون يوماً في النيل من ثقة وإيمان أبناء الشعب أو زعزعة تمسكهم بنهج الحرية والاعتدال والمحبة والسلام.
رئيس تحرير صحيفة تعز