الميثاق نت -

الأحد, 28-يوليو-2019
بقلم‮ ‬الاستاذ‮ / ‬أحمد‮ ‬الكحلاني -
جميع‮ ‬المؤتمريين‮ ‬ومناصري‮ ‬المؤتمر‮ ‬وحلفائه‮ ‬في‮ ‬داخل‮ ‬اليمن‮ ‬وخارجه‮ ‬ويمكن‮ ‬ان‮ ‬نقول‮ ‬كل‮ ‬اليمنيين‮ ‬يتابعون‮ ‬هذه‮ ‬الايام‮ ‬الشأن‮ ‬المؤتمري‮..‬
لما يمثله حزب المؤتمر الشعبي العام من قاعدة عريضة على امتداد الساحة اليمنية وما يمثله من أهمية وتاريخ وطني حافل بالمنجزات على مدى العقود الثلاثة الماضية محفوظة في وجدان وذاكرة معظم اليمنيين ان لم يكونوا كلهم،مهما غالط المغالطون او زيف المزيفون.
ولما يعول عليه وما هو مؤهل له من تعديل كفة الميزان ورجحان الخيارات الوطنية والعروبية في رسم مسار مستقبل الوطن والإسهام الفاعل والحاسم في تثبيت الهوية والقبول بالآخر واستقلال القرار الوطني بكل جداره ومسؤلية، وإن هو بقي موحداً ومتماسكاً وساد الرشد قياداته وارتقوا‮ ‬جميعاً‮ ‬الى‮ ‬مستوى‮ ‬التحديات‮ ‬والدور‮ ‬والمسئولية‮ ‬الوطنية‮ ‬التاريخية‮ ‬المفصلية‮. ‬
وهنا يحق لنا من موقع المسئولية وأداء الواجب واجتهاد الرأي ان أطرح التساؤلات التالية بدافع الحرص وبكل التقدير والاحترام لجميع الاخوة من القيادات المؤتمرية العليا والوسطى والقاعدية كانت في الداخل او الخارج بدون استثناء أحد.
فالاجتماعات او التواصل الفردي او اللقاءات التي يقوم بها بعض قيادات المؤتمر في الخارج - دون تشكيك في سلامة القصد والنوايا وانما من باب اختلاف التقديرات وتعدد القراءات -هل هي تحركات ستقود للحفاظ على المؤتمر وحدة كيان وريادةُ فعلٍ وتاثير وفاعليةُ حضور استثنائي‮ ‬ام‮ ‬انها‮ ‬قد‮ ‬تقود‮ ‬الى‮ ‬تمزيقه‮ ‬ولا‮ ‬سمح‮ ‬الله؟
ومع اليقين القاطع بحسن النية عند الجميع وبأن الغرض كما هو الحفاظ على وحدة المؤتمر واستعادة فاعليته وتأثيره وحضوره والالتزام بنظامه الداخلي ولوائحه التنظيمية، فإن الذي يقودنا الى معرفة الغرض من ذلك هو ماسيتم عمله من اجراءات يُحضَّر لها فإن كان سيتم الالتزام‮ ‬حقاً‮ ‬بنظام‮ ‬المؤتمر‮ ‬ولوائحه‮ ‬فهي‮ ‬لاشك‮ ‬ستقود‮ ‬الى‮ ‬النجاة‮ ‬بالمزيد‮ ‬مما‮ ‬يكرس‮ ‬عوامل‮ ‬التوحد‮ ‬والحفاظ‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬المكون‮ ‬الوطني‮ ‬العظيم،‮ ‬وان‮ ‬لم‮ ‬يتم‮ ‬فقد‮ ‬خربنا‮ ‬بيوتنا‮ ‬بأيدينا‮ ‬وسيتحمل‮ ‬المسئولية‮ ‬من‮ ‬عملها‮.‬
هناك قيادات جرى انتخابها في المؤتمر العام السابع، وهناك قيادات جرى تصعيدها او تكليفها بعد ذلك خصوصا بعد ان أعلنت بعض القيادات التنظيمية استقالتها من المؤتمرعام 2011م وتم تصعيد او تكليف بدلاً عنها.. وقد قامت بدور تنظيمي ووطني في مرحلة حرجة تشكر عليها.
بعض‮ ‬القيادات‮ ‬خرجت‮ ‬الى‮ ‬خارج‮ ‬الوطن‮ ‬لأسباب‮ ‬معروفة‮ ‬سواء‮ ‬قبل‮ ‬استشهاد‮ ‬الزعيم‮ ‬والأمين‮ ‬العام‮ ‬رحمهما‮ ‬الله‮ ‬او‮ ‬بعد،‮ ‬وهناك‮ ‬قيادات‮ ‬ظلت‮ ‬في‮ ‬الداخل‮.‬

قيادات‮ ‬الداخل‮:‬
استجمعت قواها بعد فاجعة 4 ديسمبر واستشهاد الزعيم المؤسس والامين العارف -رحمهما الله- ورغم هول الصدمة فإنها اظهرت تماسكاً ورباطة جأش فنظمت شأنها وتوافقت على القيادة التي تستمر في تسيير شؤون المؤتمر في الداخل والحفاظ عليه، وقامت بواجبها رغم التحديات والصعوبات‮ ‬الكبيرة‮ ‬والضغوطات‮ ‬والإكراهات‮.‬وحتى‮ ‬تم‮ ‬عقد‮ ‬اجتماع‮ ‬صحيح‮ ‬للجنة‮ ‬الدائمة‮ ‬في‮ ‬بداية‮ ‬شهر‮ ‬مايو‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬العام‮ ‬واتخذت‮ ‬قرارات‮ ‬في‮ ‬إطار‮ ‬صلاحيتها‮ ‬وفقا‮ ‬للنظم‮ ‬والوائح‮ ‬الناظمة‮ ‬لكياننا‮ ‬المؤتمري‮.‬

قيادات‮ ‬الخارج‮ :‬
حاولتْ قدر ما تستطيع وبذَلَتْ جهوداً جبارة في سبيل توحيد المواقف ومقاربة التباينات وتلمس طرق الانسجام والحد من الاختلافات - وبمواكبة ورعاية محمودة ومشكورة من كثير من الاشقاء والاصدقاء الحريصين على المؤتمر والمدركين دوره المحوري في مستقبل اليمن - إلا أن التباينات‮ ‬والانقسامات‮ ‬ظلت‮ ‬هي‮ ‬سيدة‮ ‬الموقف‮ ‬الى‮ ‬حد‮ ‬كبير‮ ‬ولم‮ ‬تستطع‮ ‬كل‮ ‬الجهود‮ ‬والمساعي‮ ‬أن‮ ‬تدفع‮ ‬هذه‮ ‬القيادات‮ ‬لتجاوز‮ ‬خلافاتها‮ ‬واستمرت‮ ‬مربوطة‮ ‬بمواقف‮ ‬واحداث‮ ‬الماضي‮ ‬ورهينة‮ ‬لها‮.‬
ورغم المحاولات المتعددة لجمع هذه القيادات وتوحدها من أجل قيادة المؤتمريين في الخارج،وتسيير نشاطه والحفاظ على كوادره المتواجدة هناك والتي يتعذر على قيادات المؤتمر في الداخل ان تقوم بمهامها نحوهم بسبب ظروف الحرب والحصار والتضييق، واعتبار ذلك وضعاً استثنائياً‮ ‬في‮ ‬مرحلة‮ ‬استثنائية،‮ ‬وهو‮ ‬مايجب‮ ‬ان‮ ‬تتفهمه‮ ‬كل‮ ‬القيادات‮ ‬في‮ ‬الداخل‮ ‬والخارج،‮ ‬وبعض‮ ‬الشر‮ ‬أهون‮ ‬من‮ ‬بعض،لأن‮ ‬النظام‮ ‬الداخلي‮ ‬لا‮ ‬يتضمن‮ ‬إلا‮ ‬قيادة‮ ‬واحدة‮ ‬وهيئات‮ ‬واحدة‮ ‬ومؤتمراً‮ ‬واحداً‮.‬
ولذلك نحن القيادات المؤتمرية في الخارج نُعد بعضاً من كل، ولسنا قيادة او هيئات مستقلة، فلسنا لجنة عامة ولا لجنة دائمة ولا هيئة برلمانية وانما اعضاء من اللجنة العامة واعضاء من اللجنة الدائمة واعضاء من الهيئة البرلمانية وهكذا، ظروف قاهرة فرضت ان نكون خارج الوطن‮.‬
هذا‮ ‬هو‮ ‬النظام‮ ‬الداخلي‮ ‬وهذه‮ ‬هي‮ ‬لوائح‮ ‬المؤتمر‮ ‬إن‮ ‬كنا‮ ‬صادقين‮ ‬فيما‮ ‬نقول‮ ‬من‮ ‬التمسك‮ ‬بها‮ ‬وانها‮ ‬الاساس‮ ‬لكل‮ ‬ما‮ ‬نعمله‮ ‬والا‮ ‬فقد‮ ‬قسمنا‮ ‬المؤتمر‮ ‬الى‮ ‬حزبين‮ ‬وربما‮ ‬احزاب‮.‬
لكن نتيجة لوضع مَنْ هم في الداخل ومَنْ هم في الخارج صار مفهوماً ان يتباينوا في الموقف السياسي لأن (كل منهما يتواجد في بيئة سياسية مختلفة ومطلوب منها موقف سياسي واضح) والا لاقوا ماهو اسوأ، ولهذا ليعذر مَنْ في الداخل مَنْ هم في الخارج ويعذر مَنْ هم في الخارج‮ ‬مَنْ‮ ‬في‮ ‬الداخل‮ ‬في‮ ‬الموقف‮ ‬السياسي،‮ ‬لكن‮ ‬تنظيمياً‮ ‬الكيان‮ ‬واحد‮ ‬والهيئات‮ ‬واحدة‮.‬
الآن‮ ‬وبعد‮ ‬مضي‮ ‬هذه‮ ‬الفترة‮ ‬الى‮ ‬اين‮ ‬نحن‮ ‬المؤتمريين‮ ‬ذاهبون‮ ‬بمؤتمرنا‮ ‬هل‮ ‬الى‮ ‬إنقاذه‮ ‬وانقاذ‮ ‬البلد‮ ‬كما‮ ‬يعول‮ ‬عليه‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الداخل‮ ‬والخارج‮ ‬ام‮ ‬الى‮ ‬تقسيمه‮ ‬وتمزيقه‮ ‬لا‮ ‬سمح‮ ‬الله‮.‬
لأن اي حزب كالزجاج اذا انقسم لن يعود ويلتئم.. جميع قيادات المؤتمر في الخارج هي امام مسئولية تاريخية كبيرة فإن تحاورنا بيننا بهدوء وعقلانية وحرص على الوطن والمؤتمر فنحن سنُخرِج الاثنين الى بر الأمان، وان تعاملنا بالإقصاء والتشكيك او بالاستقواء على بَعضنا وغلبت‮ ‬علينا‮ ‬الانانية‮ ‬والمصالح‮ ‬ولم‮ ‬نفكر‮ ‬الا‮ ‬في‮ ‬انفسنا‮ ‬ومواقعنا‮ ‬وما‮ ‬الذي‮ ‬سيجنيه‮ ‬كل‮ ‬منا‮ ‬فقد‮ ‬بؤنا‮ ‬بغضب‮ ‬من‮ ‬الله‮ ‬ورسوله‮ ‬وكل‮ ‬المؤتمريين‮.‬

كيف‮ ‬ذلك؟‮!‬
إن تعاملنا مع القيادات المنتخبة او المكلفة من هيئات المؤتمر والمتواجدة في الخارج وتوصلنا الى قيادة واحدة كما عملوا مَنْ هم في الداخل بعد ديسمبر، وتحاورنا في إطار القيادات الموجودة فالمؤتمر الى خير والبلد الى خير، أما اذا فُتح الباب لأي انتخاب او تصعيد جديد لأي شخص او أشخاص في اي مستوى فنحن قد مزقنا المؤتمر ورمينا نظامه الداخلي ولوائحه وراء الحائط وطعناه من الخلف بقصد مع سبق الإصرار والترصد وحققنا مايريده خصوم المؤتمر ومن يطمحون ويطمعون بالاستحواذ والاستفراد باليمن من قوى الداخل والخارج.
قد‮ ‬يقول‮ ‬قائل‮: ‬لما‮ ‬هذا‮ ‬الحجر‮ ‬على‮ ‬مؤتمريي‮ ‬الخارج‮ ‬بعدم‮ ‬الانتخاب‮ ‬او‮ ‬التصعيد؟
الجواب‮: ‬ليس‮ ‬من‮ ‬حق‮ ‬مَنْ‮ ‬لايملك‮ ‬الحق‮ ‬ان‮ ‬يمنح‮ ‬حقاً‮ ‬للغير‮.‬
أي حزب او تنظيم هو في داخل وطنه،المؤتمر وقواعد المؤتمر التي انتخبتنا وصعدتنا الى المواقع التنظيمية التي وصلنا اليها هي في داخل الوطن وليس خارجه مهما جمعنا من قيادات في الخارج حتى لو حضر كل مَنْ في الخارج من القيادات دون اي استثناء لن يكون بمقدورنا ان نحصل على‮ ‬نفس‮ ‬العدد‮ ‬الموجود‮ ‬في‮ ‬الداخل‮ ‬او‮ ‬حتى‮ ‬قريب‮ ‬منه،‮ ‬لأي‮ ‬هيئة‮ ‬من‮ ‬هيئات‮ ‬المؤتمر‮.‬
اذاً‮ ‬فالإقدام‮ ‬على‮ ‬اي‮ ‬عمل‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬النوع‮ ‬ماهو‮ ‬الا‮ ‬كالخمر‮ ‬ضرره‮ ‬اكثر‮ ‬من‮ ‬نفعه‮ ‬ورحم‮ ‬الله‮ ‬امرءاً‮ ‬عرف‮ ‬قدر‮ ‬نفسه‮.‬
والله‮ ‬الهادي‮ ‬والموفق‮ ‬الى‮ ‬ما‮ ‬فيه‮ ‬الخير‮ ‬والصلاح‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56312.htm