الميثاق نت -

الأحد, 28-يوليو-2019
عبد‮ ‬الرحمن‮ ‬الشيباني -
نعيش لحظات تاريخية وفى كل لحظة فيها انعطافات لمسارات سياسية متعددة ومتعرجة تحدد واقعنا ومستقبلنا ووجودنا كأمة تقبض على الجمر بيد والأخرى تقبض على سارية الأرض كمركز لوجودنا يقوم على مفهوم سيادي وهو الدولة بمعناها الحقيقى الذى نحن نريده لا الآخرون.. عمادها المواطنة‮ ‬والمساواة‮ ‬والحرية‮ ‬وفوق‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬الحق‮ ‬التاريخى‮ ‬الذي‮ ‬هو‮ ‬غير‮ ‬قابل‮ ‬للمساومة‮ ‬مطلقا‮.‬
فلسطين اذاً هي المبدأ والمبدأ ما هو ثابت فى الوجدان لايمكن أن يتغير فالوعي العربي والإسلامى بفلسطين ما زال متجذرا قادرا على الادراك واذا كانت امريكا وحلفاؤها وأدواتها فى المنطقة يسوقون الوهم من خلال مبادرات السلام المتعددة المتخمة بمفردات براقة فإنها وبلا شك‮ ‬فخ‮ ‬فلا‮ ‬يمكن‮ ‬جعل‮ ‬الأرض‮ ‬جزءاً‮ ‬من‮ ‬الكل‮ ‬وإعطاء‮ ‬ذلك‮ ‬الجزء‮ ‬لأصحاب‮ ‬الحق‮ ‬التاريخيين‮ ‬وإعطاء‮ ‬الكل‮ ‬الغاصب‮ ‬المحتل‮..‬
الثابت أن اتفاقية أوسلو كانت صفقة خاسرة وخيانة لدماء الشهداء واعطاء إسرائيل البراءة من الدم الفلسطيني والتفريط والتنازل للاحتلال لأراضي 48 التى احتلتها إسرائيل وتسببت فى مأساة ونكبة للشعب الفلسطيني مازال يعانى تبعاتها حتى اليوم .
يدعو بعض العرب فى وقتنا الراهن خصوصا المتصهينين منهم وما أكثرهم يدعون الفلسطينيين للتعامل مع صفقة القرن ببرجماتية، فاتفاقية أوسلو سيئة الصيت كانت برجماتية وكامب ديفيد برجماتية أيضا فماذا جنى العرب من كل ذلك سوى الخيبات والعار والهزائم..
صفقة القرن المهينة التى يسوقها كوشنر اليوم تختزل كل مطالب الشعب الفلسطيني فى حق العودة وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف فى محفزات اقتصادية والتخفيف من الأعباء الأمنية لإسرائيل وتوجسها الدائم من انفجار الوضع وجعل الأخيرة كأنها دولة طبيعية متجانسة مع جيرانها العرب.. إنها محاولة لاحتواء العقل الجمعي العربي والفلسطيني وكبح جماح الاحتجاج والرفض العربي وتفريغه وتقزيمه من أي نزعة ثورية وقتل كل شعور قومي وإسلامي تجاه فلسطين عبر وسائل متعددة يأتي الإعلام فى مقدمة ذلك الذي يروج لاطروحات أمريكية وغربية لكي يقبل الضحية‮ ‬بما‮ ‬يريده‮ ‬الجلاد‮..‬
نحن‮ ‬امام‮ ‬تسوية‮ ‬وصفقة‮ ‬مغلفة‮ ‬بعناوين‮ ‬براقة‮ ‬مفخخة‮ ‬لا‮ ‬تخاطب‮ ‬الحقائق‮ ‬لتفسيرها‮ ‬تفسيرا‮ ‬صائبا‮ ..‬
انه‮ ‬سلام‮ ‬خادع‮ ‬لا‮ ‬ينجب‮ ‬سوى‮ ‬مقدمات‮ ‬لهزائم‮ ‬اشد‮ ‬فتكاً‮.. ‬فحذاري‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬والا‮ ‬فإننا‮ ‬غادرنا‮ ‬التاريخ‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56317.htm