الثلاثاء, 22-يناير-2008
الميثاق نت -     عبدالعزيز الهياجم -
❊ ليس وحده الجنون »فنون« كما نسمع ونقرأ في الأمثال، وإنما الإرهاب أيضاً فنون وأصناف تمارسها جهات متعددة في مناطق متعددة من وطننا اليمني، منطلقة من أسباب متعددة، فكرية ومذهبية ومناطقية ولكنها في النهاية تصب في نتيجة واحدة هي الإرهاب.
فالاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف السياح البلجيكيين بمدينة الهجرين التاريخية بمديرية دوعن-محافظة حضرموت هو امتداد لسلسلة العمليات الإرهابية التي تقوم بتنفيذها عناصر وجماعات متطرفة سواءً أكانت على ارتباط بتنظيم القاعدة أو غيرها من التنظيمات الإرهابية فإنها في المحصلة تمثل أعمالاً إجرامية وحشية بربرية تتنافى مع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف وأخلاقيات شعبنا المسلم والمتسامح، وهي تلحق أفدح الأضرار بالسياحة والاستثمار وتشوه سمعة اليمن أمام العالم وتسبب خسائر فادحة للاقتصاد الوطني تبرز في شكل ارتفاع للأسعار وغلاء‮ ‬المعيشة‮ ‬فضلاً‮ ‬عن‮ ‬إعاقة‮ ‬برامج‮ ‬التنمية‮ ‬والخدمات‮ ‬للمواطنين‮.‬
^ وهذا النوع من الإرهاب ليس وحده الذي نواجهه وتواجهه بلادنا وبخاصة في هذه المرحلة التي عادت فيها إلى السطح مظاهر العمليات الإرهابية والتخريبية في بعض مناطق مران بمديرية حيدان بمحافظة صعدة، وهي نوع آخر من الإرهاب يقوم على منطلقات مذهبية متطرفة غُرر من خلالها بالبعض للخروج على القانون والنظام ورفع السلاح في وجه الدولة، وجميعنا يعرف خلفياتها والجهات التي تقف وراءها لتصفية حسابات مع اليمن ومع جيرانه.. أما النوع الثالث من الإرهاب وفنونه فيتمثل في تلك الحملة التآمرية وغثائها الإعلامي المسعور الذي يمارس كل يوم عمليات‮ ‬إرهابية‮ ‬واغتيالات‮ ‬معنوية‮ ‬بحق‮ ‬المواطنين‮ ‬الذين‮ ‬ينشدون‮ ‬الأمن‮ ‬والطمأنينة‮ ‬ويكفيهم‮ ‬مافيهم‮ ‬من‮ ‬الهموم‮ ‬المعيشية،‮ ‬وهو‮ ‬إرهاب‮ ‬يتدثر‮ ‬بغطاء‮ ‬الحقوق‮ ‬المشروعة‮ ‬والمطالب‮ ‬التي‮ ‬لاننكرها‮ ‬على‮ ‬أصحابها‮.‬
^ هذا الثالثوث من الإرهاب وفنونه، والذي جاء هذه الأيام متوازياً ومتزامناً يشكل في مجمل تكتيكاته وأهدافه (محور شر) يستهدف اليمن وأمنها واستقرارها وعملية البناء والتنمية فيها..وبالمقارنة بين مثلث هذا المحور، أعتقد شخصياً أن العمليات الإرهابية التي تمارسها عناصر مرتبطة بالقاعدة أو غيرها من التنظيمات الإرهابية هي »خطر«.. وأن إرهاب العناصر التخريبية المذهبية في صعدة هي »فتنة أشد من القتل«.. غير أن إثارة الزوبعة والشغب وشحن الأحقاد والاحتقانات المناطقية هي »الإرهاب الأخطر«، كما أن الحملة الإعلامية المسعورة المساندة‮ ‬لها‮ ‬هي‮ ‬أخطر‮ »‬الاغتيالات‮ ‬المعنوية‮« ‬التي‮ ‬تزرع‮ ‬بذور‮ ‬الفرقة‮ ‬بين‮ ‬أبناء‮ ‬اليمن‮ ‬الواحد‮ ‬وتثير‮ ‬قلقهم‮ ‬بشأن‮ ‬وحدتهم‮ ‬ولحمتهم‮ ‬الوطنية‮ ‬والغد‮ ‬المشرق‮ ‬الذي‮ ‬ينتظرونه‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5635.htm