عبدالجبار سعد - من طريف مايحكى عن اسلافنا ان رجلا خرج الى السوق بصحبة ولده الفتى فسمعا رجلا ينادي في السوق يا عبدالله..فانبرى اليه غلام كان في السوق وقال: كلنا عبيدالله من تقصد؟
التفت الرجل الى ولده وقال له انظر الى هذا الغلام ما أشد ذكاءه!!
وفي يوم آخرخرج نفس الشخص مع نفس الولد فسمعا مناديا ينادي في السوق ياحمزة !! فانبرى له الولد وقال كلنا حماميز الله فمن تقصد ؟
قياسا على ماسبق ان سمعه ولكي يدهش والده بذكائه!!
**
ذكرت هذه القصة وانا أقرأ استقالة احد اعضاء مجلس الشورى والتي جاء فيها ذكر "العفافيش" وما كدت اكمل القراءة حتى تخيلتني اسمع الكثير يردون عليه (يا هذا كلنا عفافيش الله فمن تقصد).
نعم في المجلس السياسي، في مجلس الشورى، في الحكومة، في مجلس النواب، في المحافظات في الداخل وفي الخارج، كل من في المؤتمر الشعبي العام ومن ناصره ومن أحب عفاش وأعجب به حتى أولئك الذين تبرأوا منه لبعض الوقت لمصلحة أعدائه عادوا ليلتحقوا بغيرهم في الثناء عليه والاعجاب به.
**
ثم ان عفاش لم يكن خائنا في مواجهته المشهورة ولكنه قال جهاراً انه لمس الخيانة من حلفائه فنبذ اليهم على سواء ولم يكن من الخائنين وقاتل واستشهد.. وبغض النظر عمن وافقه او لم يوافقه بقراره فهو لم يكن من الخائنين قط.
**
والاصل ان يتعامل أحفاد سيدنا علي عليه السلام بأخلاق جدهم الذي قال لقاتل خصمه الزبير (بشر قاتل ابن صفية بالنار).. ولايكون غيره قدوة لهم اذ ظلوا يسبون الامام عقودا من الزمان على المنابر فالمسلكية الأولى هي اخلاق المؤمنين وليست الثانية كذلك.
**
ليس هناك مايُكرِه انصار الله على البقاء في حلفهم مع المؤتمر الشعبي العام ان كان لا يرضيهم تعامل بعض أو كل أعضائه وسيظلون لوحدهم حكومة الامر الواقع كما كانوا قبل تحالفهم اذا نقضوا حلفهم معه وهو اشرف لهم ، ولكن ليس من المقبول ان تتطاير الاخبار والتصريحات بالتهديد والوعيد لاي فرد او جماعة في المؤتمر وهم شركاؤهم وكأن وجوده معهم قدر لامفر منه مثلما ان الاساءة اليهم وتحقيرهم حق لهم لا يجب التنازل عنه.
**
ولأن الدنيا دول فالعاقبة للمتقين، ولا شك ان جهلة كل مكون يُحمّلون حكماءهم وعقالهم المشقات بكل تصرف غيرمحسوب العواقب والله يقول :
"واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب "
ويا أنصار الله اعلموا أن كل الذين تتعاملون معهم ومن حولكم هم " عفافيش الله".
|