نجيب شجاع الدين - دولة بلا دستور مثل المملكة العربية السعودية، ما الذي تفهمه عن الديمقراطية والتعددية السياسية حتى تتبنى شعور القلق على حال المؤتمر الشعبي العام والتفكير بجدية في مستقبل أكبر وأهم الأحزاب في اليمن.
الى أحد فنادق جدة حضر أخيراً على وجه السرعة 30 مؤتمرياً »سابقاً« لا أكثر بالنسبة لمن تم فصلهم من عضويته.
في اليوم الرابع خرجوا ببيان -حنان طنان- يشكر ما يسمى تحالف دعم الشرعية خاصة السعودية والامارات أي سلمان وبن سلمان ومحمد بن زايد اضافة الى عبدربه منصور هادي على دعمهم ورعايتهم لاجتماع بدأ تمهيدياً ولم يصل لأي نتيجة ولن يفعل في قادم الأيام.
حملت مضامين البيان اعترافاً بالفشل الذريع واعتذاراً مبطناً -لسمو طويل العمر- بأنه لا يمكنهم انجاز المهمة المطلوبة.
لهذا فقد قرر المجتمعون الثلاثون " الاستمرار في المداولات والمناقشات والتواصل الفعال مع قيادات المؤتمر في الخارج والداخل لحثهم على المشاركة في هذه الجهود ومعرفة آرائهم في مختلف القضايا المطروحة" طبقاً لما جاء في البيان.
الواضح أنه صِيغ بطريقة ذكية محسوبة الخطوات، نتيجة المواضيع التي أثارها من توحيد للحزب واعادته للحياة السياسية كما أن الدعوة التي وجهها اجتماع جدة مجرد فخاخ تعول على عنصر الوقت.
فسواء تلقاها أو تفاعل معها البعض من نية سليمة أو عن سوء نية ستؤدي في النهاية الى إضعاف المؤتمر وتمزيقه.
إذاً المؤتمر يقف اليوم أمام فصل جديد من فصول المؤامرة تقودها أطراف عدة ظناً منها -وهي مخطئة- أن بمقدروها الاستفادة من حالة الاختلافات التي أفرزتها الأحداث الأخيرة على صعيد المؤتمر وفيما بين عدد من قياداته واعضائه والعمل على تغذيتها واحالتها الى خلافات عميقة ونقاط تماس تستهدف وحدة الصف المؤتمري وتصيبه مع مرور الوقت بمقتل، لكن ذلك قد يحدث على مستوى قيادات الخارج وليس الداخل.
تدرك قوى العدوان وفي مقدمتها السعودية أن المواقف الوطنية للمؤتمر الشعبي العام تعد السبب الرئيس في خسائرها المتلاحقة وفشل أجندتها في اليمن.
إن استمرار المؤتمر على هذا النحو المشهود يفرض عليها خياراً وحيداً وهو الاندحار واعلان الهزيمة.
بالتالي جاء لقاءا قبرص وجدة وسيأتي غيرهما الكثير في محاولة للقول إنه ليس من مصلحة المؤتمر الشعبي العام أن يظل كما هو على عهده منذ تأسس بعمل على كل ما من شأنه تحقيق مصلحة البلاد ومصلحة الشعب وإنما عليه الدفاع عن عدوان 17 دولة على بلادنا وعلى شعبنا.
المهم أن الاتحاد الأوروبي ذات نفسه وجد أن جميع المهام في جدول أعماله لشهر يوليو الماضي قد اختفت فجأة بما فيها أزمة المناخ والانحباس الحراري ولم يجد على طاولته سوى قضية المؤتمر الشعبي العام، بيد أنه أخفق في التحضير لعقد لقاء في قبرص نتيجة رفض قيادة المؤتمر بقيادة صادق أمين أبو راس -رئيس المؤتمر- الحضور وكشف خبايا ما يدبر.
وهكذا عاد الاتحاد الاوروبي لمواضيع أزمة بريكست بريطاينا والعقوبات الأمريكية النووية ومنصب مدير عام صندوق النقد الدولي.
اذا كانت العجوز أوروبا مهتمة فعلاً بإنقاذ حزب المؤتمر فإن عليها التحرك الجاد لإيقاف العدوان والحصار على اليمن وعندها كل شيء يمكن حله، وحينها اعتقد أنه لا مانع لدى قيادة المؤتمر من مناقشة شئون الحزب في قبرص أو حتى عند جدار سور الصين العظيم. |