أحمد غالب الرهوي - . تحل علينا الذكرى الـ37 للمؤتمر الشعبي العام بالتواكب مع الانتصارات المتتالية والعظيمة التي حققها الجيش واللجان الشعبية بعد أكثر من أربع سنوات من العدوان الغاشم والحصار الجائر إلا أن المؤتمر يزداد ثباتا كما هي العادة لأنه حزب مدني ديمقراطي ذو عقيدة سياسية تحدد خياراته الوطنية بانفتاح وإطار أخلاقي يتسع للجميع لأنه تأسس على منظومة متكاملة استلهمت من تجارب لمختلف الأفكار والتيارات الوطنية طيلة العقود الماضية ممارسا للديمقراطية ومناديا بالعدالة والوسطية والحرية والوحدة والسيادة حيث نشأ المؤتمر ومازال كنقطة التقاء بين مختلف الحركات والتيارات الوطنية كعنوان وطني كبير وأصيل فهو أكبر من مجرد حزب إلا أنه يواجه كثيراً من التحديات والمخاطر نتيجة العدوان ومستقبله مرتبط ارتباطا كبيرا بمستقبل بناء الدولة اليمنية الموحدة ولهذا اتجهت جهود الوطنيين المخلصين وعلى رأسهم الشهيد الحي الشيخ صادق بن أمين أبو راس للملمة صفوفه وتجلى ذلك بوضوح شاهده العالم بانعقاد دورة اللجنة الدائمة بما يفوق الـ800 عضو الذين حضروا في العاصمة صنعاء في الثاني من مايو 2019م.
هذه الدورة (كونفرنس) رفدت قيادة المؤتمر في مختلف مفاصله بدماء وطنية جديدة فاعلة ومخلصة لوطنها وللمؤتمر الشعبي العام .
والمطلوب الآن تنشيط العمل التنظيمي بتفعيل الفروع في المحافظات ليساهم بزيادة الوعي الوطني للحفاظ على وحدة وسيادة واستقرار الوطن .
فالتواصل مهم جدا بمختلف مكونات المؤتمر ولن ينجح أي عمل إلا بالتنسيق المستمر لتطوير الأداء التنظيمي في مختلف هيئاته التنظيمية إلى أدنى حلقة تنظيمية لمواجهة مشاريع التقسيم والتفتيت بثقافة الولاء الوطني والمحبة والتسامح في مواجهة ثقافة الحقد والكراهية .
ومن خلال وضع المقارنة المادية بين صورة التشطير الذي عانى فيه اليمنيون الويلات والصراعات المسلحة التي كانت على حساب تنمية الإنسان والوطن وبين صورة الوحدة كقيمة بحد ذاتها وكمنجز تاريخي وأمر رباني ناضل وضحى من أجلها اليمنيون وقدموا تضحيات كبرى .. كيف كان وضع المحافظات الجنوبية قبل الوحدة ؟ وكيف أصبح بعدها ؟ وأهمها التصويت على دستور دولة الوحدة عام 1991م بإجماع منقطع النظير والتبادل السلمي للسلطة وحرية الرأي والعقيدة وممارسة الديمقراطية وحرية الصحافة وتجريم استخدام السلاح بين اليمنيين والاهتمام بالمرأة والشباب واستخراج الثروات الطبيعية وكل هذا من خير الوحدة وبسببها التي أدت إلى استقرار ملحوظ عكس نفسه على التنمية إلا أنه ليس بمستوى طموح اليمنيين .
ثم تفاجأ اليمنيون في الـ26 من مارس 2015 ولأن اليمن بموقعها الاستراتيجي على بحري الأحمر والعرب وخليج عدن وباب المندب وما تختزنه من ثروات طبيعية مختلفة كانت محل أطماع امبراطوريات كبرى كالرومان والبرتغاليين والفرس والأتراك والبريطانيين تصدى لها اليمنيون ولم يستطيعوا كسر إرادتهم على مر التاريخ وما تحاوله بعض الدويلات والمشيخات التي لا يتجاوز عمرها الـ70 عاماً أن تكرر نفس الأطماع القديمة بمحاولة السيطرة على ثروات اليمن وممراته الاستراتيجية ومحاولات تجزئته وتفتيته وسلب حريته واستقلاله وسيادته وقراره الحر إلا أن محاولاتهم ستبوء بالفشل كما فشل من سبقها مع اختلاف المقارنة من حيث الامبراطوريات مع هؤلاء الأقزام .
المؤتمر وحلفاؤه لا يألون جهدا لوقف العدوان والحصار بالتعاون مع شريكه أنصار الله وحلفائهم وتعزيز الوحدة الداخلية لمواجهة العدوان والحصار وتطوير الشراكة لتصبح شراكة استراتيجية على مختلف الصعد بما يخدم الوطن وأبناءه ويحقق الخير والرفاه لشعبه وبناء الدولة اليمنية الحديثة على ضوء الرؤية الوطنية التي أقرها المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني التي باشرت في تنفيذ هذه الرؤية كلا فيما يخصه .
|