الميثاق نت -

الثلاثاء, 27-أغسطس-2019
زعفران‮ ‬علي‮ ‬المهنا‮ ❊‬ -
في الواقع لم يبق لي ما أكتبه حول ثبات المؤتمر الشعبي العام وسط كل هذه الارهصات التي نالت من الانسان اليمني تحديدا وهذا في نظري وبالنسبة لي شيء مطمئن ومريح يؤكد شعورا ليس بالجديد عندي وهو انني استطيع ان اطمئن الى مستقبل المؤتمر الشعبي العام ، والى دوره النظامي والتنموي والنضالي المستمر في الظرف التاريخي الاسود الذي يعيشه حزبنا ويعيشه شعبنا الآن.. ونؤكد أنه يجب ننظر بصفاء وموضوعية الى الحاضر والمستقبل لاننا قبلنا التحدي وآمنا بمشروعية الحاجة العميقة الملحة في حزبنا، وعند شعبنا الى مواصلة الطريق الذي بدأناه منذ 36 عاماً حين تأسس المؤتمر الشعبي العام وأطل على العالم ، بفكره وتنظيمه ونضاله، وأصبح ملكاً للشعب اليمني معلماً وملاذاً للجميع وليس ملكا ولا حكرا لفرد او افراد ولا حتى ملكا لأعضائه المنتمين اليه فهو تعبير عن مصلحة شعب، وعن مستقبل اليمن ويمثل حضارتها‮ ‬ويعبر‮ ‬عن‮ ‬مصلحة‮ ‬الانسانية‮ ‬اذا‮ ‬جاز‮ ‬القول‮.. ‬

لاننا جزء اصيل واساسي من الانسانية، شرط ان نحرص على المستقبل فالمستقبل هو الاساس وان الماضي جزء من هذا المستقبل وصلته به وثيقة، وان نحن في ظرف تاريخي خطير يجابه حزبنا بتحدّ ليس كالتحديات، يخوض معركة ضد الاعداء وعليه ان يصمد في هذه المعركة، ولا يصمد الا بالعمل الايجابي، البناء، وبالحفاظ على منجزاته، وبالسير دوما الى الامام، فمن هذه الزاوية وعلى هذا المستوى، وفي هذا الجو، كل عام يجب أن يحظى المؤتمر الشعبي العام بالاحتفائية التي تليق به لنسطر من خلال هذه الاحتفائية منجزاتنا السنوية.. فالمؤتمر الشعبي العام لا يستطيع ان ينتظر ولا ان يتجمد وذلك لفعالية أوردته وشراينه التي دوما تضيف للحزب اسماً وماضياً وتاريخاً، ولا يمكن ولا يجوز ان يُبتر وان يُنسى. كما ان لقواعده التى وجد الحزب من اجله، اسماً وماضياً وتاريخاً. وان ظهرت في السنين القريبة الماضية ما يقلقنا من بعض المخاوف التي انزلقت ضمن مشاريع الخيانة الوطنية للوطن اولا ثم الخيانة الحزبية والتي يجب ان ننظر اليها بتروٍّ وبجدية ودون استخفاف. فهذه المشاريع قد أثرت على المنطلقات الفكرية والتنموية وحاولت النيل منها لتؤثر على شخصية الانسان اليمني وعلى وجوده بين هذا‮ ‬العالم‮ ‬بالاضافة‮ ‬الى‮ ‬النتائج‮ ‬الاجتماعية‮ ‬والسياسية،‮ ‬والتي‮ ‬بدأت‮ ‬تنعكس‮ ‬على‮ ‬أسلوب‮ ‬العمل‮ ‬وعلى‮ ‬اخلاقية‮ ‬العمل‮ ‬المجتمعي‮ ‬والحزبي‮ .‬

فالمؤتمر الشعبي العام له اخلاقه الخاصة به والذي يثق بهذه الأخلاق ويمضي عليها الشريحة العريضة من قواعده من خلال سلوكهم المتأثر بهذه الأخلاق والقواعد التنموية التي مضى المؤتمر الشعبي العام بها .. لخلق صورة صادقة ونموذج نافسنا به الأحزاب في الدول العربية الأخرى‮ ‬وكنا‮ ‬نموذجاً‮ ‬يسعون‮ ‬اليوم‮ ‬لوأده‮. ‬

ويجب أن لا ننسى ان حزبنا عندما تأسس قبل »36« عاماً لم يظهر من العدم وانما وُجد في ظروف تاريخية، ووُجد في بلد يحمل أرثاً حضارياً وإن كان في زمن أيضا كنا نواجه نفس الارهصات ولكن زامنا الحقبة وكنا مبادرين متفاعلين مع معطيات تلك المرحلة، وهنا لا بد ان اردد ما تربيت عليه منذ أن تأسس هذا الحزب العملاق وانا في العاشرة من عمري ورافقته طيلة 39 عاماً بعدها بان هذه الحزب المعتدل التنموي ليس من عمل فرد او افراد، إنما هو صنع شريحة عريضة من المجتمع اليمني وله الفضل في ولادة العديد من المكونات الحزبيه والفكرية والمذهبية لسعة‮ ‬مساحة‮ ‬الحرية‮ ‬التي‮ ‬اتصف‮ ‬بها‮ ‬،فقد‮ ‬كان‮ ‬ترجمة‮ ‬لافكار‮ ‬جيل‮ ‬عاصرته‮ ‬بكل‮ ‬تفاصل‮ ‬حياتي‮ ‬وهذه‮ ‬حقيقة‮ ‬ظاهرة‮ ‬وملموسة‮.‬

هذا‮ ‬ما‮ ‬حققه‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬لجيلي‮ ‬مدفوعاً‮ ‬ومحمولاً‮ ‬على‮ ‬سواعد‮ ‬المخلصين‮ ‬لمؤسسيه‮ ‬فقد‮ ‬كان‮ ‬ظهور‮ ‬الحزب‮ ‬بحد‮ ‬ذاته‮ ‬خطاً‮ ‬تنموياً‮ ‬وفكرياً‮.. ‬

وكل ذلك ما كان يبدو كافيا، لو لم يكن لهؤلاء الاشخاص صلة صادقة بأرضهم وبشعبهم ساعدتهم كثيرا على ان يستلهموا الواقع الحي، فاهتدوا ببساطة وبعمق الى هذا الحزب وبمنهج تاريخي قادم من عمق الحضارة اليمنية كما اعتقد وأؤمن.

وكما كان حزبنا منذ اليوم الاول لتأسيسه ولبدء عمله يتميز ان فكره كان دوما فكرا حرا، فكرا منفتحا وواقعيا كان يتجنب الصراع الطبقي والمذهبي ما جعله وسطياً بين جميع طبقات المجتمع بأفكاره وقيمه ومبادئه فتميز بها حزبنا وكانت وسطيته وانفتاحه عاملا اساسيا من عوامل‮ ‬بقائه‮ ‬واستمراره‮ ‬طوال‮ ‬هذه‮ ‬السنين،‮ ‬ونجاحه‮ ‬في‮ ‬جميع‮ ‬نواحي‮ ‬الحياة‮ ‬ووسع‮ ‬قاعدته‮ ‬الجماهيرية‮ ‬فهو‮ ‬حزب‮ ‬لليمن‮ ‬ونموذج‮ ‬للوطن‮ ‬العربي‮ ‬كله‮..‬

عندما نذكّر بماضي الحزب وبنشأته في ذكرى تأسيسه لا نعني ان حزبنا في فكره وفي تنظيمه وحتى في نضاله، نضاله الصادق العنيد الدؤوب، لا نعني انه بلغ الكمال، بل بالعكس، اني من أكثر الناس تمنيا لمستقبل اعلى واعظم لحزبنا.. ومن ناحية الفكر اقول: بان فكر المؤتمر الشعبي العام أصيل، فنشأة الحزب الطبيعية الصادقة جعلته مختلفا عن الاحزاب التي تنشأ بعد مؤتمرات ونتيجة مقررات وتبادل آراء ضمن مشاريع صممت لتمزيق النسيج المجتمعي تمهيدا لطمس تاريخ يمننا الغالي.. ان كل شيء قدمه المؤتمر الشعبي العام كتب وقيل اثناء النضال، ولم نعرف في حزبنا كاتبا لم يكن مساهما في النضال، لم نعرف مفكرا الا كان في الوقت نفسه واحدا من المناضلين الذين دفعوا من راحتهم وراحة ذويهم ثمن كل كلمة قالوها او كتبوها أو طريق مضوا فيه أو منجز ساهموا في إنجازه

يجب ان نتذكر دوما ما هي الميزات الروحية والملموسة التي ساهمت في دعم نضال المؤتمر الشعبي العام وصموده واستمراره منذ بداية انطلاقه قبل 36 عاماً، من البرامج التي أطلقت في بداية تأسيس المؤتمر الشعبي العام والتي كانت في منتهى البساطة، لا صناعة فيها ولا براعة وكان هذا مستمدا من واقعنا ولم يكن ترفا فكريا وإنما كان يعبر عن واقع، ويعبر عن حاجة ، وقصدنا فيها الثقافه الوسطية المعتدل المنفتحة بصورة خاصة، والثقافة التنموية بصورة أخص الخصوصية ومنذ ذلك الحين كانت تحاك ضدنا الارهصات التي نصطدم بها ونتجاوزها متحدين اولئك المثقفين المجردين الذين كانوا يجهلون كل شيء عن بلادهم وعن شعبهم وعن تاريخهم وتاريخ أمتهم، عن تقاليد شعبهم، .. ثم يؤسرون اسراً لمشاريع غريبة لايمكن أن يكون فيها فائدة عظمى لقضيتنا وقضية شعبنا وهي العيش بكرامة ضمن سيادتنا تحت إطار القانون والنظام..

وهذا ايضا جدير بان نتذكره اليوم خاصة واننا نشعر فعلا بحاجتنا الى مزيد من إعادة التفكير ومراجعة الآليات التي جعلت من خطرهم سلبية مؤذية على بنيتنا التحتية وهذا ليس من الامور الكمالية، وليس من الامور الثانوية لو أعدنا التفكيروحدثنا الآليات لان في هذا ثروة نفسية‮ ‬روحية‮ ‬اخلاقية‮ ‬تعصم‮ ‬من‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬المزالق‮ ‬وتدفع‮ ‬الى‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬المواقف‮ ‬المشرفة‮ ‬والبطولية‮ ‬والاعمال‮ ‬المجيدة‮. ‬

وهذه‮ ‬ميزة‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬فهو‮ ‬لا‮ ‬يأخذ‮ ‬القشرة‮ ‬السطحية‮ ‬في‮ ‬الانغماس‮ ‬في‮ ‬المجتمع‮ ‬والتعامل‮ ‬مع‮ ‬الناس‮ ‬لانه‮ ‬حريص‮ ‬على‮ ‬البناء‮ ‬المحقق‮ ‬لكل‮ ‬الأهداف‮ ‬التي‮ ‬أنشىء‮ ‬من‮ ‬أجلها

وختاما ، اقول بان المؤتمر الشعبي العام مكون حزبي لا يجوز الاستخفاف به وعليه أدعو الجميع للتعاون بالدفع بالعملية التي تساعد الحزب على العمل، ولا يجوز ان نتجاهل هذه الحاجة، ولا يجوز ان نتأخر في تلبيتها، ولكن لا يجوز ان نتسرع في بعض الافكار الاساسية التي قد‮ ‬تهدد‮ ‬وجود‮ ‬او‮ ‬تهدد‮ ‬اخلاقيات‮ ‬الحزب‮.‬

فاصل: أذكركم كوادر وقواعد المؤتمر بوصية المؤسس والزعيم علي عبدالله صالح بأن نحافظ على منجزاتنا وأعتقد أن المؤتمر الشعبي العام من أهم المنجزات السياسية فتكاتفوا وحافظوا على المؤتمر الشعبي العام بعيدا عن مشاريع التمزيق المجتمعي رافعين القبعات لكل الصامدين الشامخين‮ ‬من‮ ‬قيادات‮ ‬وكوادر‮ ‬وقواعد‮ ‬المؤتمر‮ ‬وعلى‮ ‬رأسهم‮ ‬الشيخ‮ ‬صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبو‮ ‬راس‮.‬



‮❊ ‬رئيس‮ ‬دائرة‮ ‬الإعلام‮ ‬والثقافة‮ ‬قطاع‮ ‬المرأة

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 10:21 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56524.htm