اللواء/عبدالوهاب يحيى الدرة ❊ - في أصعب الظروف التي يمر بها الوطن جراء العدوان الغاشم والحصار الجائر يقف المؤتمر الشعبي العام مدافعاً عن سيادة البلد وكرامته رغم العواصف التي واجهته لكنه لايزال التنظيم الرائد الذي تسكنه قضايا الوطن ولأنه تنظيم يمني الفكرة والمنشأ صمد في وجه كل المحن بل وتغلب عليها على العكس من بعض الأحزاب والتنظيمات التي معظمها كان أجنبي الفكرة والمنشأ التي اضمحلت ونال منها الزمن فالمؤتمر الشعبي العام كان وسيبقى المظلة لأبناء الشعب بمختلف مكوناته وأطيافه .
وهذه الأيام تمر علينا الذكرى الـ 37 لتأسيس تنظيمنا السياسي الشعبي الذي انطلق من أوساط الشعب اليمني وانتقلت بمقتضاه القوى السياسية اليمنية بتياراتها واتجاهاتها المتعددة للعمل السياسي العلني وليدشن بقيامه مرحلة جديدة في مسيرة الثورة اليمنية محققاً الانطلاقة نحو الأهداف والغايات التاريخية للنهوض والتطور الشامل بمنهاجية سياسية تضع في صدارة أولوياتها توحيد الوطن اليمني وبناء دولته الديمقراطية المؤسسية الحديثة وكان الميثاق الوطني الوثيقة التي جسدت مضامين هوية المؤتمر الشعبي الوطنية ورياديته في قيادة التحولات وترسيخ مداميك الوحدة والدفاع عنها وتعزيز وتأصيل الديمقراطية كما تجسدت في الميثاق الوطني قيم ومبادئ الحوار والإخاء والتعايش والتسامح والاعتدال والوسطية والقبول بالآخر والشراكة الوطنية في أبهى صورها .
وبالتأكيد فقد حاول البعض أن ينال من المؤتمر الشعبي العام لكنه بقي شامخاً قوياً كما ظل متمسكاً بخياره الوطني والشعبي وانحاز إلى صف الشعب المغلوب على أمره وواصل انطلاقته نحو استكمال اهداف الثورة اليمنية فحقق المؤتمر اعظم الانجازات والتحولات في تاريخ شعبنا المعاصر وفي المقدمة منها منجز اعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م بالتعاون مع كل القوى الوطنية الشريفة وتحمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عنها ضد كل المؤامرات ولأنه حزب يمني الهوى والهوية نشأ وتأسس على مبدأ الحوار والشراكة فقد كان ولايزال وسيظل بالتأكيد شوكة الميزان بين فرقاء وخصوم الساحة اليمنية على اختلاف مشاربهم السياسية والثقافية والاجتماعية من خلال التعاطي مع قضايا الوطن وهموم الناس بمنظور وطني، يضع مصالح اليمن أولاً والحرص على الثوابت الوطنية والدفاع عنها قبل أي شيء أخر، والتعاطي مع الفرقاء والخصوم برؤية تعتمد الحوار وتستند على مبدأ الشراكة وترفض الإقصاء والتهميش وتجسد قيم القبول بالآخر والتعايش مع الجميع من أجل الجميع .
وفي هذه الأيام وفي ظل العدوان الهمجي السافر الذي تتعرض له البلاد من قبل النظامين السعودي والإماراتي ومرتزقتهما في الداخل ولأن المؤتمر وقف مع الوطن والشعب ضد هذا العدوان فقد استمرت المؤامرات عليه وحاول النظام السعودي شراء بعض المرتزقة والعملاء من الذين كانوا ينتمون للمؤتمر زوراً وبهتاناً لتحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح بعض القوى ومنهم الدمية هادي وذلك ليقوموا بتفكيك المؤتمر واستنساخه إلا أننا نؤكد أن المؤتمر سيظل عصياً لأنه مع الوطن ومع الشعب أولاً ولأن تلك الأيادي التي باعت نفسها للعدو الخارجي ايادٍ مرتعشة وكما قيل الأيادي المرتعشة لا تقوى على البناء ونحن نقول أن هؤلاء الخونة وهذه الأيادي لن تتمكن من الشعب اليمني أولاً ومن المؤتمر الشعبي العام وكل القوى الخيرة في هذا الوطن ثانياً فاطمئنوا ولا تقلقوا من هؤلاء فلن يمروا ولن ينالوا منا ومن بلدنا وكل محاولات النيل من المؤتمر الشعبي العام أو الإضرار بوحدته التنظيمية باءت وستبوء بالفشل لأن المؤتمر هو صمام أمان اليمن.
مما لاشك فيه أن المؤتمر الشعبي العام الذي قاد اعظم التحولات في تاريخ البلاد يسطر ومعه كل القوى الوطنية الخيرة وكافة أبناء الشعب اليمني الشرفاء صموداً اسطورياً في وجه العدوان الكوني الهمجي الذي يستهدف الشعب اليمني ومقدراته وسيادته ووحدته واستقلاله بحجج وذرائع واهية وعناوين ولافتات كاذبة شجعه على ذلك صمت دولي وأممي مدفوع الأجر ولكن الحقيقة التي نعرفها أن هذا العدوان يهدف إلى استمرار السيطرة على اليمن ومقدراته وثرواته والأهم هو استعادة السيطرة على القرار اليمني وإبقاء اليمن حديقة خلفية لهذه الأنظمة التي ظلت ومازالت تعبث بأمن اليمن واستقراره وتعمل على تفتيته وتقسيمه ليظل تابعاً لها .
ونحن نحتفل بذكرى تأسيس المؤتمر لابد أن نؤكد أن موقف المؤتمر الشعبي العام وكوادره وأنصاره على امتداد الوطن هو الموقف الثابت والمبدئي ضد العدوان الغاشم والحصار الظالم ومقاومة كل أشكال انتهاك السيادة الوطنية أو غزو واحتلال بعض أراضي اليمن بشتى الوسائل والسبل باعتباره حقاً كفلته الرسالات والشرائع السماوية والمواثيق والأعراف القانونية والدولية والإنسانية وبالتأكيد أننا في المؤتمر سنقف مع كل القوى الشريفة في مواجهة كل تلك المؤامرات التي تستهدف النيل من اليمن ووحدته وإثارة النعرات الانفصالية أو المناطقية بين أبنائه ويجب علينا أن نقف صفاً واحداً في وجه كل من يريد تمزيق الوحدة الوطني وشق الصف المؤتمري لأهداف نعرفها جميعا تتعلق بموقفه ووقوفه وانحيازه إلى صف الشعب اليمني ضد العدوان .
وانا من هنا وفي هذه الذكرى أوجه دعوة صادقة لكل أعضاء المؤتمر الشعبي العام في الداخل والخارج بأن يحرصوا على التمسك بوحدة التنظيم الرائد وعدم الانجرار وراء تلك المحاولات المشبوهة لتفتيت المؤتمر وعليهم أن يجسدوا قيم ومبادئ تنظيمنا العملاق ومضامين الميثاق الوطني ونقول للجميع بأن المؤتمر سيبقى موحداً وصامداً في مواجهة العدوان وواجه المؤامرات التي تريد النيل منه وتمزيقه كما أن علينا أن ندعم قيادة المؤتمر التي تم انتخابها برئاسة الشيخ صادق بن امين أبو رأس للحفاظ على تماسك المؤتمر الشعبي العام ووحدته التنظيمية، وتعزيز دوره في الدفاع عن الوطن ووحدته وسيادته واستقلاله ووفاء للتضحيات الكبيرة التي قدمها المؤتمر والوطن وفي الختام لابد أن أوجه التحية والإجلال لرجال الجيش واللجان الشعبية الذين يسطرون أروع الملاحم البطولية في مواجهة العدوان ومرتزقته ويدافعون عن الوطن ونقول .. الرحمة والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والنصر لليمن .
❊ وزير الصناعة والتجارة
|