الميثاق نت -

الثلاثاء, 27-أغسطس-2019
عبيد‮ ‬بن‮ ‬ضبيع‮ ❊‬ -
منذ تأسيسه في الـ24 من أغسطس 1981م ظل المؤتمر الشعبي العام يقود اليمن نحو البناء والتنمية وحقق العديد من النجاحات الاقتصادية والسياسية ، وتولى حينها الرئيس الراحل /على عبد الله صالح أمانته العامة، ثم رئيسا للحزب طوال فترة الحكم التي قضاها كرئيس لليمن، ما جعل الحزب مرتبطا ارتباطا وثيقا بالنظام الحاكم، وخاض صالح به العديد من تطورات الصراع السياسي في مسيرته الرئاسية الممتدة للعقود الماضية في اليمن وقد كان للمؤتمر الشعبي العام شرف قيام الوحدة اليمنية المباركة مع شريكه الحزب الاشتراكي اليمني .
وكان أول اختبار للحزب وخروجه من السلطة بموجب المبادرة الخليجية ، وتشكيل حكومة الوفاق الوطني في يوم الاربعاء السابع من ديسمبر 2011م، والتي شاطر فيها حزب المؤتمر بقية الاحزاب بنصف الحكومة، بعد أن ظل محتكرا تشكيلها منذ فوزه بأغلبية برلمانية مريحة في الانتخابات‮ ‬البرلمانية‮ ‬الثانية‮ ‬1997م‮.‬
ويمكن القول هنا إن الحزب تحول وقتها الى حزب مشارك في السلطة ، فأداءه السياسي والاعلامي كان مكملا مع برنامج الحكومة في حينها ، وقد تجاوز حزب المؤتمر الشعبي العام اليوم الاختبار حقيقي له كحزب في الساحة اليمنية ، بعد الوجع الذي التي تلقاها نتيجة رحيل مؤسسه الرئيس‮ ‬السابق‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬وامينه‮ ‬العام‮ ‬في‮ ‬الرابع‮ ‬من‮ ‬ديسمبر‮ ‬عام‮ ‬2017م‮ ‬نتيجة‮ ‬لخلاف‮ ‬مع‮ ‬شركائهم‮ ‬في‮ ‬الدفاع‮ ‬عن‮ ‬اليمن‮ ‬ضد‮ ‬العدوان‮ .‬
و من خلال إدارة حزب المؤتمر الشعبي العام للبلاد يتضح أنه استطاع ببراعة إقامة علاقات جيدة مع بعض المنظمات والشخصيات كالمشائخ والعلماء، وعلى الرغم من اختلافها معه حزبياً، لكنها ظلت مخلصة لشخص الرئيس نتيجة ود قديم تشكل بينهما، فخالفت موقف احزابها واعلنت تأييدها للرئيس في اكثر من موقف في حينه ، وتظل مكونات المؤتمر الشعبي العام منذ نشأته المتمثلة في الشخصيات الاجتماعية والمشائخ والقبائل وقادة الجيش، وعدد كبير من الموظفين والأكاديميين التي سوف تستطيع المساهمة في إعادة بنائه والحفاظ عليه.
إن احتفال المؤتمر الشعبي العام بالذكرى السابعة والثلاثين لتأسيسه يوم الـ24 من أغسطس من عام 1981م له دلالات كثيرة اهمها أن المؤتمر مازال موجوداً وليس كما أريد له أن يضمحل أو ينتهي لأنه يستمد بقاءه ووجوده من الشعب اليمني ونابع من أعماق الانتماء للأعضاء والانصار‮ ‬في‮ ‬الساحة‮ ‬اليمنية‮ .‬
ولكن‮ ‬الأحداث‮ ‬والمواقف‮ ‬سرعان‮ ‬ما‮ ‬كشفت‮ ‬بعض‮ ‬الافراد‮ ‬الذين‮ ‬خرجوا‮ ‬عن‮ ‬مساره‮ ‬الوطني‮ ‬والتحقوا‮ ‬بركب‮ ‬أعداء‮ ‬الوطن‮ ‬والانسان‮ ‬اليمني‮ . ‬
لقد نجح المؤتمر خلال مسيرته الـوطنية في تحقيق الكثير من الإنجازات المتجسدة على أرض الواقع في كل شبر من الأرض اليمنية وعلى رأسها منجز إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م، بالإضافة إلى المنجزات في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية والسياسية وغيرها شمالاً‮ ‬وجنوباً‮ ‬،‮ ‬
ورغم الأزمات التي تعرض لها تنظيمنا الرائد المؤتمر الشعبي العام إلا أنه نجح في تجاوزها باقتدار وحنكة ، وكان لقياداته الدور الكبير في تجاوز ذلك وهنا يبرز دور الشيخ صادق بن امين أبو راس وأعضاء اللجنة العامة في احتواء كل التداعيات التي مرت أخير بعد احداث ديسمبر 2017م ، وقدرتها على الانتقال بالمؤتمر واعضائه من مرحلة الاقتتال مع حلفائهم الى مرحلة الدفاع عن الوطن والسير به نحو التلاحم والشراكة الفاعلة في إدارة الدولة عبر حكومة الإنقاذ الوطني وإعادة البناء التنظيمي الداخلي للمؤتمر وعقد اجتماع اللجنة الدائمة الرئيسية والخروج بقرارات تعزز دور المؤتمر الشعبي العام ومكانته ، وسوف يبقى المؤتمر الشعبي العام معبرا عن تطلعات وامل الشعب في التنمية والوحدة والاستقرار من خلال الدور الفاعل الذي يقوم به رئيس المؤتمر الشعبي العام الشيخ / صادق بن امين أبو راس وامانته العامة وادواته‮ ‬الإعلامية‮ ‬بما‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬قناة‮ ‬اليمن‮ ‬اليوم‮ ‬التي‮ ‬تم‮ ‬تسليمها‮ ‬أخيرا‮ ‬للأمانة‮ ‬العامة‮ .‬
ان الاحتفال بهذه الذكرى العظيمة والوطن اليمني يأتي والوطن اليمني يمر بأخطر مرحلة في تاريخه المجيد المعاصر المتمثلة في العدوان الخارجي البربري الغاشم الذي تقوده السعودية وحلفاؤها وتفعيل دور الانفصال لدى القوى المدعومة من الامارات واستمرار العدوان الذي يستهدف‮ ‬الارض‮ ‬والإنسان‮ ‬والاستقلال‮ ‬والسيادة‮ ‬الوطنية‮ ‬وبصورة‮ ‬مخالفة‮ ‬لكل‮ ‬الشرائع‮ ‬السماوية‮ ‬والمواثيق‮ ‬والأعراف‮ ‬والقوانين‮ ‬الدولية‮ ‬والإنسانية‮.‬
ولذا فالاحتفاء بتأسيس المؤتمر يعكس مكانته التي يحتلها على الساحة الوطنية ومدى ما يتمتع به من شعبية وجماهيرية، وأنه مازال التنظيم السياسي الذي يصعب تجاوزه ورهان الشعب لبناء الدولة اليمنية الحديثة، بل ان الاحتفال بهذه المناسبة يعد محطة انطلاق للعمل التنظيمي والاستقطاب ومعالجة الاختلالات واستعراض المحطات التاريخية والمنجزات التنموية التي يمكن الاستفادة منها في بناء اليمن مستقبلا بالتعاون مع القوى السياسية في الساحة اليمنية وخاصة انصار الله للمضي باليمن في مواجهة العدوان وبناء الدولة القوية والحديثة .
‮❊ ‬وزير‮ ‬الشئون‮ ‬الاجتماعية‮ ‬والعمل
‮❊ ‬عضو‮ ‬اللجنة‮ ‬العامة
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56529.htm