الميثاق نت -

الإثنين, 02-سبتمبر-2019
عبدالجبار‮ ‬سعد -
حدثني‮ ‬سهيل‮ ‬اليماني‮ ‬قال‮: ‬لقيت‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬أسفاري‮ ‬رجلا‮ ‬فسألته‮ ‬من‮ ‬أين‮ ‬أنت؟
قال‮: ‬أنا‮ ‬من‮ ‬الجنوب
قلت‮: ‬أي‮ ‬جنوب؟
قال‮: ‬الجنوب‮ ‬العربي
قلت‮: ‬لا‮ ‬أعلم‮ ‬موضعاً‮ ‬في‮ ‬الأرض‮ ‬اسمه‮ ‬الجنوب‮ ‬العربي‮.‬
قال‮: ‬وهل‮ ‬عرفت‮ ‬تفاصيل‮ ‬الجغرافيا‮ ‬الكونية؟
قلت‮: ‬ضاحكا‮ ‬أجل‮ ‬من‮ ‬عصر‮ ‬بطليموس‮ ‬وحتّى‮ ‬الساعة‮.‬
فضحك‮ ‬وقال‮: ‬أنا‮ ‬من‮ ‬حضرموت،‮ ‬قلت‮: ‬هذه‮ ‬أرض‮ ‬يمانية‮ ‬وهي‮ ‬في‮ ‬الجنوب‮ ‬الشرقي‮ ‬من‮ ‬شبه‮ ‬جزيرة‮ ‬العرب‮.‬
قال‮: ‬لا‮ ‬ليست‮ ‬أرضاً‮ ‬يمانية
ولأن‮" ‬الشعر‮ ‬ديوان‮ ‬العرب‮" ‬كما‮ ‬كان‮ ‬يقول‮ ‬الفاروق‮ ‬رضوان‮ ‬الله‮ ‬عليه‮ ‬فقد‮ ‬قلت‮ ‬له‮:‬
كذبت‮ ‬والله‮ ‬وصدق‮ ‬عبديغوث
قال‮: ‬ومن‮ ‬عبديغوث‮ ‬هذا؟
قلت‮: ‬الذي‮ ‬يقول‮:‬
ألا‮ ‬لاتلوماني‮ ‬كفى‮ ‬اللوم‮ ‬مابيا
فما‮ ‬لكما‮ ‬في‮ ‬اللوم‮ ‬خير‮ ‬وماليا
ألم‮ ‬تعلما‮ ‬أن‮ ‬الملامة‮ ‬نفعها
قليل‮ ‬ومالومي‮ ‬أخي‮ ‬من‮ ‬شماليا
فيا‮ ‬راكباً‮ ‬إما‮ ‬عرضت‮ ‬فبلغن
نداماي‮ ‬من‮ ‬نجران‮ ‬ألاّ‮ ‬تلاقيا
أبا‮ ‬كَرَب‮ ‬والأيهمَين‮ ‬كليهما
وقيساً‮ ‬بأعلى‮ ‬حضرموت‮ ‬اليمانيا
وعبديغوث بن وقاص اليماني هو الذي وقع في أسر "تيم" في معركة انهزم فيها جمعه في الجاهليّة كان جميلا وكان وجيها في قومه وكان ثرياً، وقد شرح تجربته في الأسر وكيف شدوا لسانه وكيف كان النسوة اللائي تولين رعايته في أسره يراودنه عن نفسه..
أقول‮ ‬وقد‮ ‬شدوا‮ ‬لساني‮ ‬بنسعة
أمعشر‮ ‬تيم‮ ‬أطلقوا‮ ‬لي‮ ‬لسانيا
وتضحك‮ ‬مني‮ ‬شيخة‮ ‬عبشمية
كأن‮ ‬لم‮ ‬تر‮ ‬قبلي‮ ‬أسيرا‮ ‬يمانيا
وظل‮ ‬نساء‮ ‬الحي‮ ‬حولي‮ ‬رُكَّداً
يراودن‮ ‬مني‮ ‬ماتريد‮ ‬نسائيا
وقد‮ ‬علمت‮ ‬عرسي‮ ‬مليكة‮ ‬أنني
أنا‮ ‬الليث‮ ‬معدواً‮ ‬عليَّ‮ ‬وعاديا
‮* **‬
ويشرح كيف أنهم بعد كلّ المساومات لم يبرحوا حتّى قتلوه " بالنعمان بن جساس " قتيلهم في يوم "الكُلاب الثاني" وهو موضع أسر "عبديغوث بن وقاص الحارثي" دون أن يكون هو قاتله ولكن باعتباره فارسا مذكورا في قومه.
‮* * *‬
قال‮ ‬صاحبنا،‮ ‬بعد‮ ‬ماسمع‮ ‬كلّ‮ ‬حديثي‮: ‬نعم‮ ‬ولكن‮ ‬ذلك‮ ‬كان‮ ‬اسمها‮ ‬في‮ ‬عهد‮ ‬الجاهليّة‮ ‬أما‮ ‬في‮ ‬الإسلام‮ ‬فقد‮ ‬أصبح‮ ‬الجنوب‮ ‬العربي‮ ‬من‮ ‬المهرة‮ ‬شرقا‮ ‬وحتّى‮ ‬عدن‮ ‬في‮ ‬الغرب‮.‬
قلت‮ ‬له‮: ‬ثكلتك‮ ‬أمك‮ ‬ألم‮ ‬تسمع‮ ‬ابن‮ ‬أبي‮ ‬ربيعة‮ ‬مايقول؟
قال‮: ‬ومن‮ ‬ابن‮ ‬أبي‮ ‬ربيعة‮ ‬هذا؟
قلت له: هو ابن أختنا وشاعرنا الغَزِل عمربن أبي ربيعة القرشي المخزومي المشهور الذي حدد لنا منتهى الأرض اليمانية التي حكمها أبوه حين استعمله رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على الجَنَد ومخاليفها في اليمن وكان قد تزوج منها حين كان يتاجر اليها قبلاً فكان عمر‮ ‬ابنه‮ ‬من‮ ‬أمه‮ (‬مجد‮) ‬اليمانية‮ ‬وعمر‮ ‬هذا‮ ‬كان‮ ‬يجيئ‮ ‬لزيارة‮ ‬أخواله‮ ‬اليمانيين‮ ‬وقد‮ ‬وقف‮ ‬مرة‮ ‬في‮ ‬لحج‮ ‬فبدت‮ ‬له‮ ‬جبال‮ ‬عدن‮ ‬الشامخة‮ ‬فاهتز‮ ‬طرباً‮ ‬وقال‮ ‬مفاخراً‮ ‬بأرض‮ ‬أخواله‮:‬
تقول‮ ‬عيسي‮ ‬وقد‮ ‬وافيت‮ ‬مبتهلا
‮"‬لحجًا‮" ‬وبانت‮ ‬ذرى‮ ‬الأعلام‮ ‬من‮ "‬عدن‮"‬
أمنتهى‮ ‬الأرض‮ ‬يا‮ ‬هذا‮ ‬تريد‮ ‬بنا؟
فقلت‮ ‬كلا‮.. ‬ولكن‮ ‬منتهى‮ ‬اليمن
ولأن العرب تقول "ابن أخت القوم منهم" فكيف لايكون عمر بن ابي ربيعة منا.. وكيف لا يخلد ذكر أرض آبائه اليمانيين بهذين البيتين الجميلين ليصفع بهما وجوه الأدعياء الذين لا يشمخ لهم أنف بأرضهم ونسبتهم ولا ترتفع لهم هامة بمفاخر آبائهم اليمانيين ولا ترى لهم آثار نخوة‮ ‬واعتداد‮ ‬إلاّ‮ ‬بأعاديهم‮..‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56581.htm