عبدالقادر مغلس -
على ضوء التكتلات التي يشهدها عالم اليوم، والصراعات والأحداث التي تعصف بالعديد من الدول إقليمياً وعربياً ودولياً لن نبالغ إذا قلنا: إن المكان الطبيعي لليمن في ظل هكذا تكتلات وهكذا تفاعلات ليس سوى موقعه بين إخوانه في دول مجلس التعاون الخليجي. وبعيداً عن حسابات الربح والخسارة الاقتصادية ولغة الأرقام فإن هذه الحقيقة تفرضها العديد من العوامل الجغرافية والتأريخية والثقافية وكذلك العادات والتقاليد المشتركة التي تجمع أبناء اليمن بإخوانهم في دول المجلس النابعة من الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة. وتجسيداً لهذه المعطيات ؛ فالشعبان في اليمن وفي دول المجلس جميعاً قد عرفا الطريق لتعزيز العلاقات بينهما؛ لأن لغة التخاطب بينهما مشتركة ولا يحتاجان إلى ترجمان يفسر ما يُبْهَم بينهما من كلمات كما هو الشأن مع أفراد الشعوب التي لا تنطق اللغة العربية؛ فلا يكاد يمر شهر دون وجود فعاليات شعبية وجماهيرية مشتركة هنا أو هناك لمناقشة القضايا المشتركة التي تتطلب فهماً متبادلاً وحلولاً ومعالجات بدعم ومساهمة ذاتية أو خيرية بعيداً عن الجانب الرسمي وترتيباته وبروتوكولاته. وهذا يدل على الرغبة الشعبية الذاتية للتواصل واللقاء؛ لأن طبيعة الجوار في أي مكان في العالم ـ أكان على مستوى الأفراد أو الشعوب أو الدول ـ تفرض على المتجاورين أن يشتاقوا لمعرفة بعضهم البعض وتلمس همومهم المشتركة والوقوف على ما يختلج في نفوسهم من آمال وطموحات وأحلام وتطلعات. فلا يكاد يمر يوم دون ِذكْر لعلاقات اليمن بدول مجلس التعاون الخليجي وكذلك تصدرها للأخبار في الصحف العالمية ؛ نظراً للأهمية القصوى التي تحتلها علاقتهما ببعض وتأثير تلك العلاقة على مجريات الأحداث اقليمياً ودولياً.. وهذه هي نظرة العالم الخارجي لهما فمن منظور استراتيجي لا يمكن فصلهما عن بعض فكلاهما يمثلان صمام أمان للأمن الإقليمي والعربي والدولي؛ وذلك لأهمية موقعهما الجغرافي وسيطرتهما على أهم المضايق المائية في العالم.. إضافة إلى ذلك فالذاكرة الجمعية لبعض الشعوب غير العربية تصنّف اليمن ضمن الدول الخليجية الغنية، ولهذا يتلازم ذِكْر اليمن عند أفراد تلك الشعوب مع ذكر دول مجلس التعاون الخليجي، وهم في الحقيقة يجهلون الواقع المعيشي وتفاصيله. فهذه حقائق لا يمكن القفز عليها وهي تفرض علينا في اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي إعادة النظر مرات ومرات بمستوى العلاقات التي تجمعنا والعمل دون تراخيَ أو تسويف للدفع بها إلى مستوى أفضل وأرقى في كل المستويات وبصفة مستمرة وفقاً للأولويات التي تتطلب مزيداً من الرعاية والاهتمام من الجانبين. لقد بلغت العلاقة الرسمية بين اليمن ودول المجلس أزهى عصورها على الإطلاق وبشكل لم يسبق له مثيل، ونلاحظ أن هناك اتفاقاً كاملاً ومطلقاً بينهما على مختلف القضايا المحلية والإقليمية والعربية والدولية، وهذا الانسجام التام بين الجانبين أدى إلى تعزيز التعاون بينهما في العديد من المجالات الهامة والحيوية. ولتأكيد ذلك تأتي في هذا السياق التسريبات الإخبارية التي تناقلتها مؤخراً بعض وسائل الإعلام عن قيام بعض دول المجلس بالعمل للتسريع بانضمام اليمن إلى المجلس انضماماً كاملاً ؛ نظراً للتطورات المتلاحقة والمتسارعة التي تشهدها المنطقة، وكذلك نجاح اليمن في القيام بالعديد من الإصلاحات المطلوبة منها في هذا الشأن. وهذا يعكس الحرص الرسمي المشترك من الجانبين للدفع بالعلاقات قُدماً نحو الأمام لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين في اليمن ودول المجلس.. وهذا يبعث في النفس التفاؤل الكبير برؤية اللحظات السعيدة التي يتم فيها التئام اليمن إلى البيت الذي يضمه مع اخوانه في الخليج والجزيرة العربيين. وأنا على يقين بأن الثقة المتبادلة التي تجمع القيادات السياسية في اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي كفيلة بتجسيد هذا الحلم الشعبي إلى واقع ملموس في أقرب وقت ممكن. لمـــــاذا...؟ ! غابت قيادة السلطة المحلية في محافظة تعز عن أهم حدث شهدته المحافظة هذا الأسبوع مع وجود طابور طويل من وكلاء المحافظة المحسوبين ضمن القيادات السياسية التي صدرت فيها قرارات جمهورية ووضعتهم في هذه المواقع الهامة.. ورغم ذلك فقد نجح منسقو (المؤتمر العلمي الأول للإعاقة) في إيصال رسالتهم للدولة والمجتمع بكل نجاح.. واستطاع (ذوو الاحتياجات الخاصة) من خلال الإبداعات التي قدموها أن يثبتوا قدرتهم في التغلب على الظروف التي يعيشونها ويمرون بها؟!. وتحية لجامعة تعز لاحتضانها هذه الفعالية.. وتحية خاصة للأستاذة الدكتورة خديجة السياغي على جهدها المبذول لانعقاد هذا المؤتمر وإنجاحه. عن الجمهورية