راسل القرشي - لماذا لا تتغير ؟!
سؤال يطرحه عليّ البعض ولا ادري ما مرادهم من كلمة لا تتغير.. او التغيير ..
وهنا سأرد عليهم :
ان كان التغيير الذي تقصدونه أن اترك مبادئي التي أؤمن بها فذلك لا يعني التغيير وانما يعني الانقلاب على ذاتي وتفكيري..
نعم.. التغيير لا يعني مطلقا ان اترك العام واتوجه صوب الخاص..
التغيير لا يعني ان اتماهى مع طرف يريد اقصاء الآخر المختلف تحت حجج عدائية او ان اؤيد اطروحاته التي لا تنظر للعام بقدر ما تنظر للخاص ويسعى وراء تحقيقه بكل السبل والوسائل..
التغيير من وجهة نظري أمل وبناء وتوجه حقيقي صوب القادم الأجمل بشراكة جماعية ووفقاً لدستور يجمعنا وقانون ينظم مساراتنا..
التغيير من وجهة نظري ان اشارك الآخر أياً كان انتماؤه الحزبي فيما هويته واحدة ومشروعه وطني ونظرته للعام وليس للخاص..
التغيير لا يعني إزالة الخلاف في وجهات النظر بيني وبين الآخر المختلف بالقوة والتخويف والترهيب والتهديد والوعيد أو بالإقصاء والتهميش، وانما بالحوار الذي يبقينا موحدين تحت قضية وطنية واحدة نؤمن من خلالها إن الوطن للجميع وأن الخلاف سيزول وينتهي عبر تقريب وجهات النظر والإجماع على ما ينفع ويبقى ورمي ما دونه غير مأسوف عليه..
وهنا اوجه سؤالي لمن يطالبني بالتغيير :
على أي اسس تريدون هذا التغيير أن يكون.. هل على ضرورة تأييد ما يقوم به الآخر حتى وإن كنت لا اتفق معه ولا أؤمن بممارساته.؟!!
لا أدري لمَ يصر البعض على جعل التغيير لديه يستند على قاعدة "من ليس معي فهو ضدي" ِ!!
وهنا اقولها لكل من يطالبني بالتغيير على اسس لا افهمها ولا أؤمن بها ولا تعني سوى "أنا ومن بعدي الطوفان".. لا يعنيني تغييركم في شيء، ولست من اولئك الذين يتدافعون نحو الكسب والتربح على حساب العام..
لكم دينكم ولي دين.. وأفضّل أن ابقى غريباً في افكاري ومبادئي وقيمي على ان انساق او اسقط في هاوية سحيقة تقودني للهلاك.
|