الميثاق نت -

الثلاثاء, 24-سبتمبر-2019
مطهر‮ ‬تقي‮ ‬ -
أن تغرس شجرة والقيامة قائمة فذلك ايمان بأن بعد العسر يسراً وان الحياة تسير والمستقبل الآمن آتٍ.. وهذا ما ينطبق علي مولد فكرة الرؤية الوطنية التي ولدت في حياة الرئيس الصماد رحمه الله عليه وتبنى إخراجها المجلس السياسي الأعلى رئيسه الاستاذ مهدي المشاط لتكون شمعة تضيئ وسط ظلام حالك فتلك خطوة عظيمة على طريق مواصلة بناء الدولة ورسالة من قوى صنعاء مفادها أنه بالرغم من العدوان والحصار وحرب الأخوة إلا انها تفكر باسم أبناء اليمن جميعاً ومن أجل مستقبل اليمن كله وهذا ما كان واضحاً في محتوى الرؤية الوطنية ... فلم تقتصر الرؤية على تبني رؤية فصيل مذهبي سياسي معين أو حزب وطني أو تيار عروبي أو أممي لكنها وحسب فهمي المتواضع من خلال مضمون الرؤية فهي رؤية وطنية شاملة تحترم أركان الدولة اليمنية وتدعو الي إصلاح الاعوجاج فيها واضافة لما تتطلبه رؤية المستقبل المنظور فهي رؤية لاتلعن الأمس كما يرى بعض المتعصبين ولا ترى ايضا أن كل البناء قوي متين حسب زعم البعض ولا تظن الرؤية كذلك انها كامله وشاملة في رؤيتها للمستقبل فقد كانت واقعية حين استندت الي ما تم التوافق عليه في مؤتمر الحوار الوطني بدون زيف وتحريف وافسحت المجال لما سيتم الاتفاق عليه عند المصالحة الوطنية الشاملة بين القوى السياسية المختلفة ... فهي في خلاصة رأيي رؤية وطنية واقعية شق منها يتعامل مع ظروف الصمود أمام تحديات الحاضر والشق الآخر يتعامل مع المستقبل المنظور برؤية وطنية شاملة التفكير والتنظير ورسالة الى الأخوة الخصوم بأن صنعاء‮ ‬لا‮ ‬تفكر‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬منظور‮ ‬ضيق‮ ‬لليمن‮ ‬ومستقبله‮ ‬لكنها‮ ‬تفكر‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬نظرة‮ ‬وطنية‮ ‬شاملة‮ ‬وكأن‮ ‬الأخوة‮ ‬الخصوم‮ ‬هم‮ ‬أيضا‮ ‬ممن‮ ‬شاركوا‮ ‬في‮ ‬وضع‮ ‬الإطار‮ ‬العام‮ ‬للرؤية‮. ‬
ولان حكم اليمن لا يمكن أن يحتكر من قبل جماعة أو حزب دون شراكة حقيقية فقد أكد المكتب السياسي الأعلى في مقدمة الرؤية بقلم رئيس المجلس مهدي المشاط وجاءت واضحة ومفصلة في ثنايا الرؤية الوطنية وهذا ما جعل الرؤية تتميز بوضوح المستقبل السياسي لليمن .
وحين يعم الاستقرار أرجاء الوطن وتتم المصالحة الوطنية الشاملة وتتفق القوى السياسية على الاحتكام الى صناديق الانتخابات ويقول الشعب رأيه في اختيار من يحكمه وبالنهج الوطني الذي أكدته الثوابت الوطنية يكون ذلك ايذاناً بالاحتكام الى النهج الديمقراطي كقاعدة مقدسة لا‮ ‬يحق‮ ‬لأي‮ ‬مجموعة‮ ‬عسكرية‮ ‬أو‮ ‬فصيل‮ ‬سياسي‮ ‬معين‮ ‬أن‮ ‬يتجاوزها‮.‬
واذا كان من السهل أن تضع رؤية شاملة أو خطة سنوية على الورق فإن التحدي الحقيقي هو تنفيذ تلك الرؤية أو الخطة ... وهذا ما يجعل القائمين على تنفيذ الرؤية الوطنية أمام اختبار صعب خصوصا في خطة سنته الأولى »2019-2020م« ... وقد أحسن المجلس السياسي الأعلى صنعاء باختيار الأستاذ محمود الجنيد رئيسا للمكتب التنفيذي لإدارة الرؤية والأستاذ يحيى المحاقري نائبا له فهما من خيرة القيادات الإدارية تجربة ودراية واخلاقاً وسيلعبان دوراً مهماً في تنفيذ ما تيسر من أهداف وطموح الرؤية خصوصاً وهما مع طاقمهم الوظيفي في تعاون دائم وتكامل تام مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي بوزيرها صاحب الكفاءة والخبرة الأستاذ عبدالعزيز ناصر الكميم وطاقم وزارة التخطيط المشهود له منذ زمن غير قصير بالخبرة في تنفيذ الخطط التنموية وعلاقات اليمن بدول العالم ومنظماته .
وقد استطاع خلال الفترة الزمنية القصيرة كل من رئيس اللجنة التنفيذية للرؤية ووزير التخطيط تجسيد الشراكة في حكومة الانقاذ بأصدق معانيها من خلال التعاون التام بينهما والتكامل وهذا في رأيي عام مهم في نجاح مقاصد الرؤية وفق مراحلها المحددة .
ولا شك أن امام المكتب التنفيذي لتنفيذ الرؤية صعوبات بالغة ولعل أهمها من وجهة نظري هي المحافظة علي مؤسسات الدولة وتفعيل العمل المؤسسي لها الذي أصابه خلال السنوات الخمس الماضية وما قبلها شلل بعض مرافق الحكومة وتقزيم مهام بعضها بإنشاء مكونات خارج نطاق القوانين واللوائح وتضخيم بعض القيادات لمهام مكتبه أو وزارته على حساب اختصاصات ومهام جهات حكومية اخرى كما أن قانون الخدمة المدنية ولائحته التنفيذية شهد تجاوزات خطيرة من خلال التعيينات الوظيفية في مختلف الجهات الحكومية على حساب القانون ولائحته مما سبب تذمراً بين أوساط‮ ‬موظفي‮ ‬الدولة‮ ‬وكل‮ ‬ذلك‮ ‬أوجد‮ ‬خللاً‮ ‬في‮ ‬منظومه‮ ‬حكومة‮ ‬الانقاذ‮ ‬وأثر‮ ‬على‮ ‬سلامة‮ ‬أدائها‮ ‬بالصورة‮ ‬المطلوبة‮ .‬
واعتقد‮ ‬أن‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬يبني‮ ‬العمار‮ ‬اي‮ ‬دور‮ ‬اضافى‮ ‬على‮ ‬عمارته‮ ‬عليه‮ ‬أن‮ ‬يصلح‮ ‬ما‮ ‬أصاب‮ ‬العمارة‮ ‬من‮ ‬شقوق‮ ‬أو‮ ‬خلل‮ ‬في‮ ‬أركانها‮ ‬حتى‮ ‬يضمن‮ ‬سلامة‮ ‬سكان‮ ‬العمارة‮..‬
وأظن‮ ‬أن‮ ‬الأستاذ‮ ‬محمود‮ ‬الجنيد‮ ‬بخبرته‮ ‬وانفتاحه‮ ‬على‮ ‬آراء‮ ‬الخبراء‮ ‬بشئون‮ ‬بناء‮ ‬الدولة‮ ‬عمَّار‮ ‬ماهر‮ ‬بالرغم‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬العوائق‮ ‬القاهرة‮.‬
والله‮ ‬المعين‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56728.htm