بقلم - خالد سعيد الديني - لاشك ان الاحتفال بالعيد الوطني السابع والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة يأتي في ظل ظروف تاريخية ومرحلة خطيرة تمر بها البلاد التي تتعرض للعام الخامس توالياً لعدوان غاشم وحصار ظالم يستهدف الارض والانسان اليمني وينتهك سيادة واستقلال البلاد ويسعى لتمزيق وحدتها الوطنية .
ان احتفالنا بهذه المناسبة لهي فرصة لإعادة قراءة الماضي واستحضار التاريخ واستشراف المستقبل من منطلق اعادة الاعتبار لأهداف ومبادئ الثورة اليمنية 26 سبتمبر والتي انطلقت في اول اهدافها للتحرر من الاستبداد والاستعمار وكانت نقطة انطلاق وارتكاز لإشعال ثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة ،حيث كانت صنعاء هي السند والظهر للثورة التي انطلقت بعد قرابة العام وتحديدا في 14 اكتوبر 1963م ضد الاحتلال البريطاني في الشطر الجنوبي من الوطن حينها ولذلك جاءت ثورتي سبتمبر واكتوبر متطابقة في اهدافهما في التأكيد على ضرورة التخلص من الحكم الامامي والاحتلال البريطاني كمقدمة ضرورية لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية وهو ما عمل من اجله الثوار والمناضلون الذين ظلوا يكافحون ويناضلون طيلة ثلاثة عقود بعد قيام الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر وطرد المحتل في 30 نوفمبر 1967م من اجل استعادة الوطن للحمته ووحدته وهو ما تحقق فعلا في 22 مايو 1990م وكان ذلك هو اعظم انجازات اليمنيين في تاريخهم المعاصر والحديث .
اننا ونحن نحتفي بأعياد الثورة اليمنية » 26 سبتمبر و14 اكتوبر و30 نوفمبر« ونتذكر تضحيات الشهداء والمناضلين الذين رووا بدمائهم الطاهرة والزكية تراب هذا الوطن لحري بنا ان نحيي بإجلال واكبار صمود الشعب اليمني العظيم ضد تحالف العدوان الذي يرتكب الجرائم بحق شعبنا اليمني بشكل شبه يومي ويمارس ضده حصارا جويا وبريا وبحريا مما نجم عنه أسوأ كارثة انسانية في العالم بتأكيد تقارير المنظمات الدولية واولها المنظمات التابعة للأمم المتحدة والتي للأسف تكتفي بنشر هذه التقارير لكنها تقابل كل ذلك بصمت مطبق وهو ما يشجع تحالف العدوان على زيادة ارتكاب جرائمه وتشديد حصاره ضد اليمنيين الذين باتوا يعانون المجاعة والامراض والاوبئة بسبب العدوان والحصار .
لقد اثبتت الاعوام الخمسة منذ انطلاق العدوان الغاشم ضد بلادنا ان هذا العدوان لا يحمل للشعب اليمني سوى مشاريع الخراب والدمار وان ما يزعمونه من شرعية جاءوا للدفاع عنها ليست سوى مجرد اكاذيب وادعاءات باطلة فها هم اليوم ينتهكون سيادة اليمن ويحتلون اجزاء من اراضيه في المحافظات الجنوبية والشرقية ويدعمون وينفذون مشاريع الفوضى والتمزيق والتقسيم لليمن والاقتتال بين ابناء الوطن الواحد عبر اثارة النعرات المذهبية والطائفية والمناطقية والدعوات الانفصالية وتدمير السلم الاهلي لليمنيين.. ولعل ما نشاهده من احداث في المحافظات الجنوبية والشرقية لخير دليل على مشاريع تحالف العدوان التي ينفذها اليوم عبر ادواته الذين يدعمهم بالمال والسلاح .
وللأسف الشديد فان ما تتعرض له اليمن من عدوان وحصار يتم على مرأى ومسمع العالم الذي يدعي انه يدافع عن قيم الحرية وحقوق الانسان ولكنه يصم اذنيه ويسكت عما يرتكب من جرائم حرب بحق اليمنيين،الامر الذي يجعلنا نجدد التاكيد مرارا وتكرارا ان الحل لما يجري في بلادنا لن يتأتى عبر استمرار العدوان وانما عبر الحوار الذي يفضي الى حل شامل وعادل يحفظ لليمن وحدته وسيادته واستقلاله ،وهو ما يضع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية الوصول الى ذلك عبر الضغط على دول تحالف العدوان واستصدار قرار ملزم من مجلس الامن بإيقاف العدوان ورفع الحصار البري والبحري والجوي وانسحاب القوات الاجنبية من اليمن ورفع العقوبات ورفع اليمن من تحت الفصل السابع وضرورة تحميل دول العدوان مسؤولية اعادة إعمار مادمرته خلال عدوانها وترك اليمن وشؤونه دون اية تدخلات خارجية .
التحية والاجلال والتقدير لشعبنا اليمني العظيم الصامد والصابر
الرحمة والغفران لشهداء الثورة اليمنية ولشهداء الوطن
النصر والعزة لليمن
|