يحيى نوري - عديدون من الذين يتباكون على الثورة اليمنية »سبتمبر واكتوبر« ويحذرون من تبخرها وتلاشيها تماما من الحياة اليمنية نجد معظمهم للاسف الشديد من اولئك الذين لم يعرف عنهم -عندما كانوا في مواقع مرموقة او مراكز اجتماعية كبيرة- اي سلوك ثوري يعكس من قريب او بعيد ايمانهم بالثورة اليمنية واهدافها ومنطلقاتها من خلال تعاملهم مع مختلف القضايا الوطنية ذات الصلة بمسيرة الثورة بل ولم نجد لهم اي دور فاعل وعظيم ينتصر بالميدان لقيم الثورة بل وجدناهم يتركون التحديات الكبرى التي تواجهها تنهش في مسيرتها وتضعف من عنفوانها في حالة من اللامسؤولية الوطنية ازاء الثورة مفضلين بإصرار عجيب الانتصار لمصالحهم الخاصة وجعل انفسهم متميزين عن غيرهم يحصدون لوحدهم المكاسب والامتيازات الكبرى التي ظلوا يهتمون بها دون غيرها خلال الـ57 عاما من مسيرة الثورة باستثناء حالة الشعارية التي كانت مناسبات ذكراها في كل عام تجبرهم على ترديد شعارات ثورية لكنها شعارات لاتتجسد على الواقع كسلوك ثوري يفرضه عليهم واجبهم الوطني في المقام الاول..
وازاء هذا التباكي الذي بات يواجه بحالة من السخرية لدى القاعدة العريضة من ابناء شعبنا فإنه يعبر عن حالة من حالات الانتكاس لهؤلاء المتباكين باعتبارهم كانوا ومازالوا يمثلون ابرز العوائق التي وقفت امام مسيرة الثورة وحالت دون ان تواصل بديمومتها وقوتها وعنفوانها تحقيق مجمل اهدافها خاصة على صعيد بناء الدولة المدنية الحديثة والقوية التي تتعامل مع كل ابناء الشعب من منطلق المواطنة المتساوية واحترام الدستور والقانون ودون اية اعتبارات لأي ممارسات تسيئ لمسيرتها وتضعف من عطاءاتها الثورية.
ولهؤلاء نقول لو كنتم تتمتعون بسلوك ثوري لما وصل حالكم الى ماوصل اليه من ارتهان للقوى التي كانت في الامس تسخر كل امكاناتها في سبيل القضاء على الثورة باليمن وحرمان الشعب اليمني من اية اشراقة او خطوة يمكن لها انقاذه من حالة العزلة التي ظل اسيرا لها ردحا من الزمن..
ولو كنتم ثوريين حقيقيين لوجدتم مؤسسات دولتكم تحميكم وتضمن حقوقكم وتعزز من وجودكم ودوركم في الحياة اليمنية وتنتشلكم من الحال المزري الذي تعيشونه اليوم خارج حدود الوطن..
ولهؤلاء ايضا نقول ان تباكيكم على الثورة اليمنية لن يحرك ساكنا في الوسط الشعبي المنتصر ايضا لثورته الخالدة »سبتمبر واكتوبر« ولكل انجازاتها وستظل محفورة في ذاكرته ووجدانه بل وأهم العوامل التي تدفعه الى الامام ويستعين ويهتدي بها لبلوغ المستقبل الافضل الذي ينشده..وأن شعبنا يعتبر مااصاب مسيرة ثورته لم يكن الا نتاجا لحالة اللامبالاة التي تعاملتم بها كنخب وشخصيات واطارات كان يقع عليها المسؤولية الكبرى في مد مسيرة الثورة بالمزيد من الحيوية والفاعلية..
وامام كل هذا فلاخوف على الثورة اليمنية »سبتمبر واكتوبر« فالشعب قد تعلم كثيرا مما حدث وسيتجاوز هذا التعثر نحو عمل كل مامن شأنه الحفاظ على ثورته وتأمين مسيرة عطاءاتها وهذا ماتؤكده حالة التفاعل الشعبية العارمة مع ذكراها الـ»57«..
واذا كان هناك من خوف فهو على المتباكين على الثورة الذين لم يولوها اي اهتمام وعليهم سرعة مراجعة تموضعاتهم الراهنة بشفافية ومصداقية عالية حتى يعودوا الى الطريق السليم الذي ينشده الشعب وثورته.
|