الميثاق نت -

الثلاثاء, 01-أكتوبر-2019
د‮.‬أحمد‮ ‬محمد‮ ‬يفاعة -
لم تكن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م مجرد ثورة لتغيير نظام الحكم، بل كانت ثورة لرفض الواقع المعيش .. ثورة ضد الظلم والاستبداد.. ثورة ضد التخلف.. ثورة ضد الانغلاق في وجه العالم المحيط، فقد كانت الثورة نتاجاً لمعاناة اليمنيين خلال عقود عدة اتسمت بالظلام والجهل والتخلف والتعسف والجبروت.. وتعبيراً عن رفض كافة فئات الشعب اليمني لذلك النظام البائس بدأ اليمنيون يتداعون من خلال تشكيلات اتخذت اوجهاً متعددة، قادها العلماء والمثقفون والمفكرون وبعض الساسة والضباط وكذلك بعض المغتربين والطلاب الذين حالفهم الحظ في نيل التعليم الذي كان حصراً على فئات معينة، وبدأت عملها بإبداء النصح وتقديم المشورة للامام وحاشيته بضرورة اصلاح منظومة الحكم واخراج البلاد من عزلتها فكان الجزاء السجن والتنكيل والتعذيب ومن هنا بدأت مرحلة جديدة من النضال والكفاح والذي وصل في نهاية الامر الى‮ ‬الكفاح‮ ‬المسلح‮ ‬خصوصا‮ ‬بعد‮ ‬فشل‮ ‬الثورة‮ ‬الدستورية‮ ‬في‮ ‬عام‮ ‬1948م‮ ‬بقيادة‮ ‬عبدالله‮ ‬الوزير‮ ‬ومقتل‮ ‬الامام‮ ‬يحيى‮ ‬حميد‮ ‬الدين‮ ‬على‮ ‬يد‮ ‬مجموعة‮ ‬من‮ ‬الثوار‮ ‬على‮ ‬رأسهم‮ ‬علي‮ ‬ناصر‮ ‬القردعي‮.‬
وقد مثل مقتل الامام يحيى ووصول ابنه الامام احمد الى الحكم منعطفا جديداً ومرحلة جديدة من العمل الثوري المنظم والمسلح كانت ابرز محطاته ثورة الثلايا في مدينة تعز عام 1955م، وثورة العلفي واللقية والهندوانة في مدينة الحديدة عام 1961م.
لقد مثل قيام ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م انتصاراً لارادة الاحرار على التخلف والجهل والجبروت، ويوم ميلاد يمن الحرية والعدالة والمساواة لكافة ابناء الشعب اليمني بمختلف فئاته وتنوعاته الفكرية والثقافية.
لقد‮ ‬مثلت‮ ‬الاهداف‮ ‬الستة‮ ‬لثورة‮ ‬الـ26‮ ‬من‮ ‬سبتمبر‮ ‬الخالدة‮ ‬وثيقة‮ ‬سامية‮ ‬منبثقة‮ ‬من‮ ‬سمو‮ ‬المبادئ‮ ‬والغايات‮ ‬التي‮ ‬ظل‮ ‬كافة‮ ‬ابناء‮ ‬شعبنا‮ ‬اليمني‮ ‬ينشدونها‮ ‬عقوداً‮ ‬عدة‮.‬
لقد اثبتت الثورة المجيدة بأهدافها ومبادئها السامية انها اروع ماتحقق لليمنيين في العصر الحديث.. ان ماتحقق لكافة ابناء الوطن خلال الـ57 عاما الماضية من عمر الثورة من منجزات في مختلف مناحي الحياة وعلى رأسها بل واهمها على الاطلاق بناء الانسان وتأهيله حيث اصبح اليمني الطبيب والمهندس والخبير والاختصاصي في كافة المجالات هو المسئول عن تقديم خدماته لوطنه ومواطنيه بل واصبح مرجعاً في دول الجوار والعالم، وثانيها اعادة تحقيق الحلم اليمني في الوحدة بين شطري اليمن في الـ 22 من مايو 1990م.
ولعل‮ ‬ذلك‮ ‬هو‮ ‬ما‮ ‬أزعج‮ ‬الدول‮ ‬التي‮ ‬تتخذ‮ ‬من‮ ‬معاداة‮ ‬اليمن‮ ‬منهجاً‮ ‬واسلوب‮ ‬حياة،‮ ‬رغم‮ ‬سلمية‮ ‬اليمن‮ ‬واليمنيين‮ ‬وتقديسهم‮ ‬لحق‮ ‬الجوار،‮ ‬وما‮ ‬العدوان‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬ارضا‮ ‬وشعبا‮ ‬ومنجزات‮ ‬الا‮ ‬خير‮ ‬دليل‮ ‬على‮ ‬ذلك‮.‬
عاشت‮ ‬الثورة‮ ‬والجمهورية‮.. ‬والخزي‮ ‬والعار‮ ‬لكل‮ ‬العملاء‮ ‬والخونة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-56778.htm