حاوره/رئيس التحرير - اكد الزميل والكاتب الصحفي جمال عامر -عضو الوفد الوطني ورئيس تحرير صحيفة "الوسط"- أن عملية "نصر من الله" اوجعت النظام السعودي واربكت حساباته وكرست ضعف جيشه ومرتزقته في الداخل كما أكدت ان الرهان على الحسم العسكري خيار سقط عملياً..
وأشار عامر في حوار اجرته معه "الميثاق" إلى أن المنطق والعقل يؤكدان على انه وفي حال سقوط خيار القدرة على تحقيق نصر فإن البديل في العادة هو البحث عن طريق السلام..
وقال :"بدأ التعاطي الايجابي حول المبادرة اليمنية بوقف الهجمات على الرياض مقابل وقف الحرب وان كان مشوباً بالحذر والاشتراطات من قبل محمد بن سلمان.. وقناعتي ان النظام السعودي ومن منطلق الكبر ووقوعه في الفوبيا اليمنية مازال غير جاد في وقف حربه ومن انه مازال يخبئ في جعبته العديد من المحاولات والتي قد تكون بقفازات حلفائه في الداخل"..
وحول تحذير الشيخ صادق بن أمين ابو راس -رئيس المؤتمر الشعبي العام- من مخاطر الاقاليم التي تحاول قوى فرضها للقضاء على وحدة اليمن، أشار عضو الوفد الوطني إلى أن قضية الأقاليم ولدت ميتة لانعدام واقعيتها في مجتمعات ونظام كاليمن وتم مواراتها الثرى بعد ما اكدته محاولات التحالف المفضوحة تقسيم وتقاسم اليمن.
وقال :" الشيخ صادق ابو راس هو اكثر من يعرف اسباب واهداف ونتائج الاقلمة كونه شخصية مجربة من خلال عمله الطويل في الادارة المحلية وقيادته لوزارات عدة وكذا باعه الطويل في العمل السياسي من خلال المؤتمر الشعبي العام الممثل من كل محافظات اليمن.. وهو مايجعله على دراية تامة بمدى مخاطر هذا النظام"..
وأوضح عامر أن أي جولة لمفاوضات قادمة لابد ان تبنى على أسس ومعطيات يمكن البناء عليها، لانه وفي غياب مصداقية الطرف الآخر الذي اصبح نفسه يمثل اطرافاً مختلفة لاتمتلك رؤية للحل فإنه يصبح اقرب لبيع الوهم وضياع الوقت..
واشار إلى أن تحالف العدوان الذي صار مختلفا على مستوى الداخل والخارج سقط في اختبار بسيط فيما له علاقة بتنفيذ اتفاق الحديدة مع انه ذو طابع انساني..
وتطرق الزميل جمال عامر إلى العديد من القضايا المهمة.. فيما يلي نص الحوار :
< التطورات الراهنة بالمشهد العسكري اليمني ما الذي تحمله من مؤشرات جديدة وهل ستقود الى تهيئة لعملية تفاوضية جادة؟
- ما يحصل في اليمن بعد مايقارب الخمسة اعوام من حرب اقليمية بدعم دولي يعد اكثر من تطور اذ يمثل قفزة غير متوقعة في ماله علاقة بالقدرات على تطوير الاسلحة العسكرية وبالذات في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة او في ماله علاقة بالتخطيط الاستراتيجي على الارض والذي تعد عملية (نصر من الله) الرسالة المثلى التي اوجعت النظام السعودي واربكت حساباته وكرست ضعف جيشه ومرتزقته في الداخل ومن ان الرهان على الحسم العسكري خيار سقط عمليا..
وبالنسبة للشق الثاني من السؤال فإن المنطق والعقل يؤكدان انه وفي حال سقوط خيار القدرة على تحقيق نصر فإن البديل في العادة هو البحث عن طريق السلام، هكذا انتهت حروب كثيرة كما يحدثنا التاريخ..
وقد بدأ التعاطي الايجابي وان كان مشوباً بالحذر والاشتراطات من قبل محمد بن سلمان حول المبادرة اليمنية بوقف الهجمات على الرياض مقابل وقف الحرب.. وقناعتي ان النظام السعودي ومن منطلق الكبر ووقوعه في الفوبيا اليمنية مازال غير جاد في وقف حربه وما لازال يخبئ في جعبته العديد من المحاولات والتي قد تكون بقفازات حلفائه في الداخل..
< تناقلت وسائل اخبار عن اتصالات سعودية ايرانية.. لماذا لاتسعى السعودية الى التفاوض مع اليمنيين وهل اتصالات مثل هذه مجدية بالنسبة لها؟
- ليس اتصالات وانما هي اقرب لبعث رسائل جس نبض وهي احتياطات اوجبتها رفض ترامب خوض حرب ضد ايران نيابة عن ابوظبي والرياض وهو مانسف كل توقعاتهم بعد كل ما دُفع من مال، لا يمنع من حوار النظام السعودي مع اليمن سوى الكبر وان يمثل اعترافاً بالهزيمة، بعد كل ماخسره عسكريا واقتصاديا وسياسيا وقبل ذلك وبعده خسارته لهيبة عسكرية خلقتها كمية العتاد المشترى والتي لم تكن قد اختبرت.
< هل ترون الوقت قد حان لإجراء جولة جديدة من المفاوضات وكيف تتطلعون الى اجندة هذه الدورة وكيف يمكن لها ان تتحرر من السلبيات والتموضعات الخاطئة التي فرضتها السعودية على الجانب الآخر؟
- اي جولة لمفاوضات لابد ان تبنى على اسس ومعطيات يمكن البناء عليها لانه وفي غياب مصداقية الطرف الآخر الذي اصبح نفسه يمثل اطرافاً مختلفة لاتمتلك رؤية للحل فإنه يصبح اقرب لبيع الوهم وضياع الوقت وقد سقط تحالف العدوان الذي صار مختلفا على مستوى الداخل والخارج في اختبار بسيط فيماله علاقة بتنفيذ اتفاق الحديدة مع انه ذو طابع انساني..
< هناك من يرى ان انعقاد جووله جديدة لايمكن ان تحقق النجاح المرجو لكون هذه الجولة قد تجاوزت اتفاق السويد بمختلف جوانبه الانسانية تعليقكم؟
- قلت لك لابد من معطيات ومصداقية اولا قبل الاتفاق على جولة جديدة..
< يرى مراقبون انه بعد الانتصارات الكبرى للجيش واللجان بات على السعودية ان تقرر السعي للسلام في نظركم تأخرها عن هذه الخطوة هل سيؤثر عليها اكثر ويعقد خروجها من اتون عدوانها على اليمن؟
- ايضا سبق الاجابة عن هذا السؤال ومسألة مضيها في الحرب وعدم اقتناص فرصة المبادرة التي كانت بمثابة انقاذ لها للخروج بماء الوجه فان سلمان ونجله هما اول الخاسرين وبالذات الاخير الذي صار سيئ السمعة ومحاصرا بالفشل على المستوى الداخلي والخارجي.
< بعد ان كشف التحالف العدواني عن اهدافه الحقيقية في تقسيم اليمن من خلال مايعتمل في المحافظات الجنوبية هل ترون ان هذا الانكشاف قد خلق وعياً في صفوف اليمنيين من مخاطر هذا التقسيم والى اي مدى سيجعل التحالف العدواني يخسر شعبياً باليمن؟
- بالتأكيد فقد مثل انكشاف التحالف السعودي الاماراتي السافر في اطماعه بتقاسم اليمن والسيطرة على ثرواته ضربة مهينة لهادي وحكومته وللاحزاب المساندة وفي الأخير لم يستطيعوا مجتمعين الا ان ينقسموا طرف مساند للاحتلال السعودي وطرف آخر يدعم الاحتلال الاماراتي في تعرية لادعاء الاطراف بالوطنية والحرص على السيادة.
< حذر رئيس المؤتمر في خطابه الاخير بمناسبة اعياد الثوره »سبتمبر واكتوبر« من مخاطر الاقاليم التي تحاول قوى فرضها للقضاء على وحدة اليمن.. كيف تقرأون هذا التحذير وما الذي يجب فعله لمواجهة ذلك؟
- قضية الأقاليم وُلدت ميتة لانعدام واقعيتها في مجتمعات ونظام كاليمن ثم تم مواراتها الثرى بعد ما اكدته محاولات التحالف لتقسيم وتقاسم اليمن المفضوح الذي استند على هذه الفرضية والشيخ صادق ابو راس هو اكثر من يعرف اسباب واهداف ونتائج الاقلمة كونه شخصية مجربة من خلال عمله الطويل في الادارة المحلية وقيادته لوزارات عدة وكذا باعه الطويل في العمل السياسي من خلال المؤتمر الشعبي الممثل من كل محافظات اليمن وهو مايجعله على دراية تامة بمدى مخاطر هذا النظام وكذا ما تمثله التطلعات الشعبية.
< ايضا جدد رئيس المؤتمر في كلمته مبادرة المؤتمر الهادفة الى منح مختلف المحافظات حكما محليا كاملا كمخرج موضوعي وعملي من مخاطر الاقاليم.. كيف ترون هذه المبادرة والى اي مدى تتفق مع الواقع اليمني؟
- الحكم المحلي كامل الصلاحيات هو الخيار الواقعي الافضل في حال لم يتم الالتفاف عليه من السلطة التي ستعتمده، ونظام الحكم المحلي سيحافظ على خصوصية كل محافظة في ثقافتها ولهجتها وطابعها العمراني وسيتجاوز مايمكن ان ينشأ من حساسيات مذهبية او قبلية او ثقافية نتيجة لدمج محافظتين او اكثر وقد نشأت مثل هذه حين تم تقسيم الاقاليم التي لم تر النور ولن تراه.
< أخيراً كيف تنظرون لتشكيل فريق للمصالحة الوطنية وما الذي ينبغي عليه القيام به على وجه السرعة؟
- يُعد خطوة متقدمة وكسراً لاحتكار الخارج وحده لتبني الحوار الداخلي مما يشجع اطرافاً على كسر حاجز وَهْم ان اي حوار او تقارب بين ابناء الوطن الواحد لابد ان يتم برعاية من الخارج الا ان هذا القرار لابد ان تتوافر له ارضية صالحة لإنجاحه وبحيث يعزز بصلاحيات تمكن الفريق ورئيسه يوسف الفيشي -وهو صاحب تجربة وفهم- من تذليل الصعوبات وازالة المعوقات التي تتعارض مع توجه نجاح المصالحة من جهات اخرى.
وعلى اية حال وحتى اليوم لازال المجلس مجرد قرار معلن لم يُلمس على الارض ولا حتى كحراك اعلامي كما ان هناك تجاوزات حتى وان كانت غير رسمية الا انها تضعف من صدقية التوجه.
|