يحيى الضلعي - كم نكره الكتابة بحبر أسود.. وكم نشعر بالتقصير والنقص الذاتي عندما يمتزج العقل والوجدان بحزن قائم وواجب فرضته الأيام والسنوات من منهل رحل وترك مجراه قائماً فينا..
ومع رحيل الصديق العزيز الزميل عبدالعزيز الهياجم ، تأرملت المفردة وتركنا غيمة تلعب بها الرياح..
مات الضمير الحي لكل كلمة كتبت على الصحف وعلى جدران قلوبنا وعلى أرصفة ذاكرتنا.. مات جسداً ولن يموت إلا من ضمائر وذاكرة وقلوب صدئة ماتت قبل أن تنبض..
عبدالعزيز الهياجم كان صحفياً مكانه الحقيقي معلماً، لكنه رضي بمقعد في الصفوف الخلفية وسبقته الفئران والجرذان إلى الكراسي الفاخرة وهو يردد قائلاً: قيمة الكاتب قلوب الناس ورصيده من الإعجاب ليس في المنصب او الوجاهة .. وهو بذلك كان يحسن مضغ السعادة وهضمها في عيون الناس ورضاهم في نقله للاحداث عبر الفضائيات وفيما يكتب ..
كرّس عمله الصحفي والأعلامي وكتاباته في سبيل خدمة الوطن والدفاع عنه, وقام برصد وتحليل واستقراء الأحداث بموضوعية وحيادية..ومسيرته الاعلامية أتسمت بالمصداقية في الطرح من خلال العمل الإعلامي المضني.. وتميز بالمهنية والكفاءة في حياته العملية التي جعلت منه أحد كبار الإعلاميين في اليمن..
كان صحفي محترف واعلامي متمرس لايشكو ولايتذمر.. تجاوز الأعلام المحلي وكان في مهنته وسلوكه متوازناً ..بليغ الاسلوب وعميق التحليل وواسع المعرفه ونموذج راقي لما يجب أن يكون عليه الصحفي المحترم..
خلال السنوات الأخيرة عانى الاستهداف ونكران الجميل.. حتى وصل الحال من البعض إلى تخوينه في مهمته وإقصاءه من عمله كمراسل لقناة روسيا اليوم ..لكنه ظل صامداً عصامياً طيلة ثلاث سنوات أو يزيد.. وسيظل شامخاً في كتب الارشفة بحياة كريمة..
وحسبنا جميعا˝ أننا راحلون ..وأن الحياة قطار يهبط كل واحد منا في محطته المحددة..
فطبت حيا˝وميتا صديقي عبدالعزيز..وأسكنك الفردوس الأعلى أيها العزيز الغالي.. ودائما˝البقآء لله. |